نوَدّ أن نُرسِلها إليكُم مُعطَّرة، جمعة طيبة للجميع. حيثُ يحل علينا هذا اليوم الطيب المبارك مرة كل أسبوع فيكون حلوله علينا بمثابة العيد نسعد به ونستبشر بقدومه، ونستشعر بين ثنايا لحظاته معنى البركة والنفحات الربانية العطرة والرحمات السماوية التي توشك أن تملأ عالمنا بالخير.
ربما نستشعر هذا بفضل خصوصية هذا اليوم والفضائل العظيمة التي تملأه، من استجابة الدعوات وتنزل الرحمات.
وربما نستشعره بفضل تردد أصداء ذكر الله عز وجل والصلوات على النبي “صلى الله عليه وسلم” التي تملأ جنبات الكون.
وربما لأننا ننحي أشغالنا جانباً في هذا اليوم الفضيل وننصرف بقلوبنا وأبداننا للعبادة والصلاة والدعاء وكل ما فيه الخير من أعمال الطاعة والبر.
وهنا سوف يكون مقالنا بعنوان (جمعة طيبة) سوف نبدأ بالتعرف على ما ينبغي على المسلم فعله لكي يجعل يوم الجمعة بحق طيب ومبارك عليه وعلى أهل بيته ويجعله زخراً له في دنياه وآخرته.
ثم نتبع ذلك بطائفة من أدعية الخير التي تجمع لنا بين خيري الدنيا والآخرة، فتابعوا موضوعنا، وكونوا معنا، بارك الله لكم في أيام الجمعة وفي سائر أيام دهركم.
لتكن جمعتكم جمعة طيبة
صحيح أن يوم الجمعة في المطلق هو يوم طيب ومبارك وجامع للرحمات الربانية والعطايا الإلهية والنفحات الطيبة، شأنه في ذلك شأن الأيام المباركة ومواسم الخير المختلفة التي يتعهدنا الله عز وجل بها من حين لآخر على مدار العام.
ولكن النبي “صلى الله عليه وسلم” حين أخبرنا أن لنا في أيام دهرنا نفحات طيبات أوصانا أن نتعرض لها بمعنى أن نتحينها ونجتهد فيها ونجد في التزود من الطاعة والعبادة والاستكثار من البر وعمل الخير، واغتنام بركتها في الدعاء وسؤال الله من فضله.
أما من يلهو عنها ويعرض عن إعمارها بهذا الخير فليس له من بركتها نصيب ولا من نفحاتها الطيبة حظ.
وهكذا يوم الجمعة من يلهو عن إقامة روضه وفوت سننه ومستحباته ويغفل عن الخير العظيم بين ثنايا ساعاته ولحظاته فلا يناله منه خير، بل يمر من عمره كما تمر سائر أيامه، ويكون حجة عليه وليس له.
وحتى يُحسِن المسلم اغتنام فضل يوم الجمعة والفوز ببركاته ينبغي أن يحرص على عدة أمور لعل أهمها ما يلي:
١. الحرص على صلاة الفجر على وقتها
من أفضل لحظات اليوم بداياته فإذا استهل المسلم يوم الجمعة والعطلة عن العمل فاستيقظ مبكراً وأقام صلاة الفجر، ثم شرع في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم وترديد ما يفتح الله به عليه من الذكر.
حينها، سيمتلئ قلبه رضا وسكينة واستبشر بخير اليوم كله، وأخذ من بركة يومه بحظ وافر.
٢. كثرة الصلاة على النبي “صلى الله عليه وسلم”
لعل من ملامح يوم الجمعة المباركة الصلاة على النبي “صلى الله عليه وسلم” الذي أوصانا بكثرة الصلاة عليه في هذا اليوم بالذات، وأخبرنا أن صلاتنا تعرض عليه ويسمعها.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كم هي مثمرة تلك الصلاة على الحبيب، وجالبة للخير ودافعة للضر، وكيف أن المسلم ينتفع بهذه الثمار في دنياه وآخرته.
فما أن يعمر يوم الجمعة بها ويضيف إلى رصيده فيها حتى يرى أن الله يفتح عليه في العبادة ويفتح قلبه للخير، والسعادة، ويشرح صدره بنور الرضا والهدى، ويصلح أحواله، فتكون جمعته فعلا جمعة طيبة.
٣. مس الطيب والتطهر والخروج للصلاة في أحسن مظهر
حين يستعد المسلم لملاقاة اخوانه لإقامة صلاة الجمعة ولتبادل السلام وطيب الكلام ينبغي أن يحرص على مس الطيب والتطهر ولبس أفضل الثياب والظهور بأفضل مظهر ممكن.
ففي هذا كله استشعر الخصوصية يوم الجمعة واستحضار مشاعر الفرحة كما لو كان عيداً بالضبط.
٤. الإكثار من الدعاء
أما الدعاء في يوم الجمعة والإكثار منه في كل ساعة يظن معها الاستجابة فهو فعل الحكماء والعقلاء من المسلمين الحريصين على التزود من الخير وطلب الفضل من الله في الدنيا والآخرة.
وكذلك الأخذ بأسباب السعادة والاستعانة بالله عز وجل في كل أمر، فبالدعاء تكون جمعتك جمعة طيبة ومباركة وسعيدة بإذن الله.
صور جمعة طيبة مباركة
أدعية طيبة تجعل جمعتك جمعة مباركة
كما أسلفنا فإن الدعاء يجعل الأيام طيبة ومباركة ويحل بها الخير، فلنتضرع لله بالدعاء وخاصة يوم الجمعة.
- اللهم جمعة طيبة تجبر فيها خواطرنا، وتستر فيها عوراتنا، وتسعد فيها قلوبنا وتوفقنا إلى غاياتنا، وتجعلنا من الفائزين بسعادة الدنيا والآخرة، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
- يا رب في هذا اليوم الفضيل اكتب لنا من الخير ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، واسعد قلوبنا بتحقيق ما فيه الخير لنا من أمنياتنا، ووفقنا دائماً إلى ما يرضيك عنا.
- يا رب نسألك بكرمك الذي لا يحد وفضائلك التي لا تعد ونحن في يوم جمعة طيبة مباركة أن تهدنا إليك وتأخذ بنواصينا إلى كل ما فيه الخير، وتباعد بيننا وبين ما فيه شر، وتتقبل منا كل عمل خير ثم تجزل لنا الثواب والأجر، فأنت الحنان المنان ذو الجلال والإكرام.
- اللهم جمعة طيبة مباركة تحل علينا وعلى أحبتنا وأهلينا بكل الخير والسعادة والرضا والستر وراحة البال، يا كبير يا متعال.
وفي الختام
نكون قد انتهينا من مقالنا الذي وضعناه تحت عنوان (جمعة طيبة، والتي صاحبها عبارات وأدعية ونصائح هادفة في يومك هذا. والذي نسأل الله أن يحظى بإعجابك عزيزي القارئ ويضيف لك فائدة جديدة أو تذكرة نافعة إنه ولي ذلك والقادر عليه.