سنُسَلط -اليوم- الضوء على إجابة سؤال: صنف الخضروات حسب نوعها. فقد خلق الله الإنسان وخلق له في هذه الحياة ما يمده بالطاقة والحيوية والنشاط ليقوى على مواصلة مسيرته في الحياة، فقد سخر الله له الأرض وخزائنها وخيراتها ليأكل ويتنعم ويتمتع بها، ويسير في ربوعها متأملاً عظمة الخالق ومتدبراً لعجائب قدرته جل وعلا.
وهنا سيكون حديثنا في هذا المقال عن الخضروات وأهميتها للإنسان، وكيف تساعده على التمتع بحالة صحية جيدة مع التعرف على أصناف الخضروات، فتابعوا مقالنا حتى نهايته.
ما هي الخضروات؟
تعرف الخضروات بأنها مجموعة من النباتات العشبية الواسعة، التي يدخلها الإنسان في إعداده لأصناف الطعام المختلفة، سواء المطهو أو غير المطهو، وهي تضم تنوعاً كبيراً للغاية من حيث استخداماتها.
وهنا تقرأ: هذا هو أفضل سبب لإدراج الفواكه والخضروات الورقية في نظام غذائي صحي
أهمية تناول الخضروات للإنسان
تمثل الخضروات مصدراً هاماً وحيوياً للعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ومن ثم فإن تناولها مع الفاكهة واللحوم والأقسام الأخرى من الأطعمة يضمن للإنسان الحصول على غذاء صحي متوازن يفيد الجسم ويعمل على تقويته والتمتع بحالة صحية جيدة، وذلك كما يلي:
- يعزز مناعة الجسم ويزيد مقاومته للعدوى والأمراض المختلفة.
- يعزز عملية النمو السليمة ويجعل معدل النمو طبيعياً وسريعاً وخاصة الأطفال.
- يساعد على تجديد الخلايا وتخليص الجسم من الشوارد الحرة والخلايا الميتة وغير الصحيحة.
- يقوي العظام.
- يساعد على التمتع بصحة الأعصاب.
- يعمل الغذاء الغني بالخضروات على
- خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
- التمتع بوزن مثالي والتخلص من الدهون الغير مرغوب فيها.
- تعزيز عملية الأيض والتمثيل الغذائي.
- كما يساهم تناول الخضروات بفاعلية كبيرة في صحة الجلد والبشرة والتمتع بالنضارة والشباب والحيوية.
القيمة الغذائية للخضروات
تكاد الخضروات بأنواعها المختلفة تنافس وبقوة اللحوم والألبان وأقوى المنتجات الغذائية وذلك بما تتمتع به من قيمة غذائية عالية، وما تتمتع به من خصائص جيدة حيث أنها الأفضل والأسهل بالنسبة للهضم، والأهم أن عناصرها صحية أكثر بكثير من غيرها وأهم تلك العناصر الغذائية ما يلي:
الأملاح المعدنية
جميع أنواع الخضروات غنية بنسب عالية من الأملاح المعدنية الأساسية والضرورية لصحة الجسم وقوة العظام مثل الكالسيوم والحديد بالإضافة إلى الأحماض الامينية الضرورية.
الفيتامينات
تحتوي الخضروات على تنوع كبير من الفيتامينات المفيدة للجسم، وعلى رأسها فيتامين ج وفيتامين أ، ولعل أغناها بالفيتامينات الخضروات الورقية وأفضلها التي تؤكل بدون طهي حيث أنها تتأثر بالتعرض للحرارة.
المواد الدهنية
تتميز الخضروات باحتوائها على الدهون الصحية وبعض الزيوت الثلاثية المفيدة مثل أوميجا ٣ ولا شك أنها أفضل من حيث الهضم والنوعية من تلك الدهون الحيوانية المعقدة.
الكربوهيدرات
وهي توجد في البذور والخضروات الدرنية مثل البطاطس، وهي ضرورية لامداد الجسم بالطاقة.
مواد أخرى
كذلك تحتوي الخضر على مواد أخرى نافعة وضرورية مثل:
- السليولوز: الذي لا يمتص ويظل في الأمعاء كملين طبيعي ومساعد على تنظيم حركتها.
- الماء: ويوجد بنسبة كبيرة، مما يساعد على ترطيب الجسم وامداده بالماء.
- المواد الزلالية.
كذلك؛ هنا: فوائد تناول الفواكه والخضروات في موسمها
تصنيف الخضروات
نأتي للٱجابة على السؤال الهام وهو كيف تصنف الخضروات حسب نوعها؟
وفي الواقع فإن الخضروات تقسم إلى مجموعات متنوعة باعتبار عدة أمور فمنها مثلاً:
تقسيمها من حيث الطهي
فهناك الخضروات التي تحتاج إلى الطهي والخضروات النيئة، من بين خضروات المجموعة الأولى البقوليات مثل الفول والفاصوليا والبامية، بينما تشمل الأخرى مجموعة كبيرة منها البصل والبقدونس والجرجير وغيرهم الكثير مما يمكن تناوله بدون طهي.
من حيث اللون
تتعدد الخضروات من حيث ألوانها ومن أهمها:
- الخضروات البيضاء الجافة: مثل البازلاء والفاصوليا.
- الخضروات البيضاء الخضراء: مثل البطاطس والقرنبيط والملفوف.
- الخضروات الحمراء: الطماطم والبصل الأحمر وبعض أنواع الفلفل والبنجر.
- الخضروات البرتقالية مثل الجزر.
- الخضروات الصفراء مثل القرع العسلي والكوسة.
من حيث الأجزاء المستخدمة
تصنف الخضروات في معظم الأحيان باعتبار الأجزاء المستخدمة منها، ويشمل هذا التصنيف ما يلي:
- الخضروات الثمرية: وهي التي تؤكل ثمارها مثل الطماطم والخيار والفلفل بأنواعه.
- الخضروات القرنية أو ما تعرف بالحبوب مثل الفول والبازلاء واللوبيا.
- الدرنيات: وتشمل البطاطس والبطاطا بأنواعها.
- الجذريات: وهي الخضروات التي تؤكل جذورها فقط ومن أهمها الجزر، اللفت، البنجر.
- الورقيات: وهي تضم الخضروات التي تؤكل أوراقها وهي كثيرة جدا مثل الجرجير والخس والبقدونس والشبت وغيرهم.
- الخضروات البصلية: وهي التي تستخدم أبصالها بشكل أساسي وعلى رأسها البصل والثوم.
- الخضروات الزهرية: وهي التي تستخدم أزهارها مثل البروكلي والقرنبيط.
من حيث موسم توافرها
على الرغم من أنه مع تقنيات الزراعة الحديثة بات من الممكن الحصول على معظم الخضروات معظم أوقات العام ولم تعد حكراً على موسم معي أو فصل خاص، إلا أنه لا تزال الخضروات تصنف من حيث موسم نموها وتوافرها الأساسي، وذلك على النحو التالي:
الخضروات الصيفية
وتشمل قائمة الخضروات الصيفية عدداً كبيراً منها لعل أبرزها ما يلي:
- الخيار والطماطم والفلفل.
- الملوخية.
- القرع العسلي والقرع المر وأصابع السيدة.
- البامية.
- الكوسة.
- البطاطس.
الخضروات الشتوية
أما قائمة الخضروات الشتوية فأشهر عناصرها:
- السبانخ.
- الخس.
- الجزر.
- اللفت
- الملفوف.
- البطاطا الحلوة.
ومن الجدير بالذكر أن خبراء التغذية ينصحون دائماً بتناول الخضروات أو الفواكه في مواسمها الأصلية، حيث أن نموها يكون طبيعياً لتوفر العوامل الموسمية المناسبة له مثل درجة الحرارة وحالة الطقس، بينما الخضروات المزروعة في غير مواسمها غالباً ما تتطلب توفير عوامل مصطنعة وتعتمد على المواد الكيماوية والمبيدات في تغذيتها، كما يتم رشها بالمبيدات الغير مرغوب فيها.
كيف نحصل على أعلى قيمة غذائية ممكنة من الخضروات؟
على الرغم من ارتفاع القيم الغذائية في معظم أنواع الخضروات، وعلى الرغم من أن الخضروات تمثل جزءاً هاماً لا يتجزأ من وجباتنا اليومية على اختلاف الطبقات والمستويات المادية إلا أن معظمنا لا يستطيع تحقيق الاستفادة القصوى من تلك القيم الغذائية، ومن ثم لا تلمس أثرها النافع على مختلف جوانب صحتنا بشكل واضح.
ويمكن تفسير ذلك بأننا نفتقر إلى الخبرة الجيدة في تناول الخضروات بطرق صحيحة ومن ثم الوقوع في عادات خاطئة تفوت علينا تلك الاستفادة، وهنا سنعرض أهم الملاحظات والنصائح التي تجعلنا نتمتع بأعلى قيمة غذائية ممكنة من الخضروات والتي تتمثل فيما يلي:
غسل الخضروات جيداً
لا يمكن الاستفادة من تناول خضروات ملوثة بالأتربة أو المبيدات الكيميائية التي تستخدمها بعض المزارع، بل قد نسبب لأنفسنا الأضرار الصحية والمشكلات، لذا يجب علينا الاهتمام بغسلها جيداً باستخدام مياه جارية ونقعها، كما ينصح بإضافة بعض المواد لتلك المياه مثل الخل حيث أنه يساعد في قتل أي بكتيريا عالقة بالخضروات.
عدم تقشيرها
معظم الخضروات التي نتناولها تكمن فائدتها في القشرة الخارجية، ومع القيام بعملية التقشير فإننا نهدر تلك الفوائد، ولعل ذلك راجع إلى ثقافتنا في الطبخ وتقاليدنا في إعداد الطعام.
ومن الخضروات التي تفقد الكثير من عناصرها الغذائية بسبب تقشيرها البطاطس، حيث يعمد الكثير منا إلى سلقها بعد نزع القشرة الخارجية وهذا خطأ كبير.
كذلك تقشير الباذنجان من العادات الغذائية السيئة للغاية، فتلك القشرة الخارجية السوداء هي أغنى الأجزاء بعنصر الحديد، لذا يجب علينا أن نراجع أنفسنا في طرق الطهي أو الاستعمال الصحيحة.
تناولها بدون طهي
من المعروف للجميع أن تعريض الخضروات للحرارة يعمل على فقدان بعض العناصر الغذائية الهامة وخاصة الفيتامينات لأنها تتكسر بالحرارة، ومن ثم فيجب الحرص على تناول الخضروات الورقية بدون طهي قدر الإمكان.
فإن كان لا بد من طهيها مثل الملوخية أو السبانخ فعلى الأقل يجب أن لا نبالغ في طهيها، كما أنه يفضل أن يتم تناولها طازجة (أي مطبوخة حديثاً) لأن تبريدها وإعادة تسخينها مرة أخرى يزيد من إهدار قيمتها الغذائية أكثر وأكثر.
أكلها طازجة
ينصح دائما بعدم تخزين الخضروات وتناولها طازجة، فالتخزين يؤثر على قيمتها بالسلب.
وأخيراً؛ نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حيث تحدثنا عن الخضروات وتصنيفها وقيمتها الغذائية، وكيف نستفيد منها بأفضل صورة ممكنة.