«المحب» يسأل: لقد تقدمت إلى فتاة تبلغ من العمر 16 سنه، وتم عقد القران، ولكن بعد مكالماتي لها بالهاتف أحس بالضيق؛ وذلك لهدوئها؛ فالمتكلم الوحيد هو أنا، ولقد حاولت أن أجعلها تتكلم ولكن بدون فائدة، ولقد قال لي أهلها: إنها لا تتكلم كثيرًا معنا في البيت، وهي أيضا تخجل بشكل كبير مني عندما أقول لها: “أعطيني كلمة حلوة أو قُبلة” أو أطلب أمورًا أخرى أبسط من ذلك؛ فلا تستطيع إلا بشق الأنفس.
وبالطبع لا أجد للكلمة طعمًا بعد أن أطلب هذا الشيء منها، ولقد قلت لها ذلك، ولكن أجد أنها تحاول ولكنها مستحية كثيرا، وأنا أحاول أن أزيل هذا الحياء منها -معي طبعا فقط-، وأن تفصح عن ما في قلبها؛ حيث إنني لا أعلم ما تحبه فيّ وما تكرهه؛ فهي تجيب إجابة واحدة: “كل شي فيك طيب”، أو “البس ما تريد.. كله طيب” أو “ليس فيك عيب أبينه”.. فتجد أن كلامها مجاملة لي وتخوف من التعمق في الإجابة، وتكتفي بإجابة مختصره، وهذا الأمر منذ أول اتصال -أي منذ ثلاثة أشهر-، وهي علي هذه الحال.
أنا متضايق جدا وخائف في المستقبل عند زواجنا أن أملّ منها ومن هدوئها، وأفكر دوما أنني إذا خرجت معها نتمشى مثلا فلن أجدها تشاركني الحديث وكذلك في البيت وغيره من الأماكن. فأنا من يتكلم، ومن يعارض، ومن يوافق. ويقول لي الأهل: إنها صغيرة، وسوف تتغير مع مرور الزمن، ولكن لا أتوقع ذلك؛ لأن هذه هي شخصيتها من يوم أن وُلدت.. فما رأيكم فيما أقول؟ وكيف أزيل الضيق الذي ينتابني كل يوم، ويجعلني مهمومًا ونادمًا على إتمام عقد القران من هذه الشخصية كلما تحدثت إليها. ولكن أحس براحه قصيرة عندما أراها؛ لأنها -في الحقيقة- تتمتع بجمال لا بأس به، ولكن الشخصية مهمة بالنسبة إلي، خاصة مع حبي الشديد للشخصية المرحة المتحدثة وليست الباردة.. ما هو في رأيكم؟ الحل لجعل حياتي وحديثي معها ممتعًا وسعيدًا؛ فأنا أكلمها بالهاتف أربع مرات في الأسبوع، ولكن طيلة الوقت لا نعرف ما نقول.. ليس هناك مواضيع نفتحها.. فكل المواضيع فتحتها وانتهيت منها، وهي نادرًا جدا ما تفتح موضوعًا للنقاش فيه.. نادرًا جدًّا ما تتحدث لفترة طويلة وتجعل الحوار شائقًا.. فما الحل في نظركم؟ وادعوا لي أن يسعدني الله في حياتي الزوجية.
وسؤال أخير: هل تُعتبر سن 16 مناسبة بالنسبة للزوجة، مع العلم بأنني في سن 25 فهل عمرنا مناسب للزواج أم تُعتبر الزوجة صغيرة؟
الإجابـة
أيها المحب المبتدئ لحياته، يبدو يا ولدي من قراءة مشكلتك أنك متعجل التجاوب والانسجام مع عروسك الصغيرة.. وهذا من حقك فأنت -كما يظهر من كلامك- قد ارتبط بها رغبة في الاستقرار والسعادة، وقد أحببتها لكونها شريكتك في الحياة، ولكن تجاوبها معك ما زال ضعيفا.
أولا: لا غبار على عمرها إلا في كونه يجعلها أكثر حياء (لو كان الحياء من طبيعتها).
ثانيًا: هي ليست باردة؛ فمتى كان الحياء برودًا.. ويبدو أنه لم تمر فترة طويلة بعد عقد القران لتكون هي قد بدأت تعتاد على وجود رجل في حياتها.
يا ولدي، إنها زهرة صغيرة عاشت بالأدب والحياء، وفجأة يدخل حياتها رجل له حقوق ومشاعر واجبة.. هذا حقك وهو حلال، ولكن امنحها فرصة لتعتَد الفكرة، وستجدها -إن شاء الله- قريبا جدا تطالبك هي بالكلمة الحلوة، وتفتح معك موضوعات شتى.
اصبر حتى تنكسر القشرة الرقيقة التي تحمي مشاعر الإناث، وستجد منها كل الحب والود، واستمر على ودك وحبك، وستتفتح كل البراعم بين يديك.. مع دعائي بالسعادة.
⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:
- ↵ خطوبة على صفيح ساخن: كيف أحافظ على هويتي في ظل اختلافات البيئة؟
- ↵ زواجٌ بفارق 11 عامًا: هل الحب ينتصر على فارق السن؟
- ↵ خطوبة تقليدية: كيف أُعرف شخصية خطيبي وأُبني معه علاقة قوية؟
- ↵ كيف أبحث عن زوجة صالحة في زمن اختلط فيه الطالح بالصالح؟
⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله