صفة صلاة المسافر
يُسن للمسافر قصر الصلاة الرباعية —الظهر والعصر والعشاء— فيُصليها ركعتين لقوله تعالى ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ﴾.
نص الحديث: وعن أنس بن مالك —رضي الله عنه— قال: خرجنا مع النبي ﷺ من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة.
أحكام القصر
لا يمكن أن أقصر الصلاة عند السفر إلى أي مكان، فهناك أحكام للقصر، فلا بد أن تكون المسافة التي يقطعها المسافر ثمانين كيلو متراً تقريبا.
وكذلك للمسافر القصر من حين يخرج من بلده، وذلك بمفارقته لآخر بيوتها العامرة.
ويجوز للمسافر القصر في رجوعه حتى يدخل بلده الذي خرج منه.
وإذا كان المطار خارج البلد جاز الترخص فيه بالقصر والجمع في ذهابه ورجوعه.
أما إذا وصل المسافر بلداً وأراد الإقامة فيه، فله ثلاثة أحوال:
- أن ينوي الإقامة أكثر من أربعة أيام فيجب عليه إتمام الصلاة من أول يوم استقر فيه.
- أما أذا نوى الإقامة أقل من أربعة أيام جاز له القصر جميع المدة.
- أما إذا لم ينوي إقامة محددة بل لديه غرضٌ متى انتهى رجع إلى بلده، فهذا يجوز له القصر حتى يرجع ولو زادت مدة بقائه على أربعة أيام.
ماذا لو صلى المسافر خلف إمامٍ مقيم؟
وجب عليه إتمام الصلاة، ولو لم يُدرك معه إلا التشهد الأخير.
وإذا صلى المقيم خلف مسافر يقصر الصلاة وجب على المقيم إتمام صلاته بعد سلام الإمام.
واقرأ هنا —أيضًا— عن: واجبات الصلاة.. والفرق بين الأركان والواجبات
حال المسافر باختلاف ما يركبه — صلاة المسافر على مركوبه:
صلاة المسافر على مركوبه قسمان:
- القسم الأول: أن تكون الصلاة نافلة فتصح على المركوب مطلقا بعذر أو بغير عذر مستقبلاً للكعبة أو غير مستقبل لها، لِما ثبت من حديث عبد الله بن عمر —رضي الله عنهما— أن النبي ﷺ كان يصلي النافلة في السفر على راحلته، أينما توجهت.
- القسم الثاني: إذا كانت الصلاة فريضة، فلا تخلو من حالتين:
- الحالة الأولى: أن يتمكن المسافر من فعل الصلاة على المركوب كما يجب، فيمكنه الاستقبال والقيام والركوع والسجود، مثل الصلاة على السفينة.
- الحالة الثانية: ألا يتمكن من فعل الصلاة على المركوب كما يجب، وهذه لها حالتان:
الأولى: أن يتمكن من النزول والصلاة على الأرض مثل المسافر بالسيارة.
أما الثانية: ألا يتمكن من النزول والصلاة على الأرض مثل المسافر بالطائرة إذا لم يكن بها محلٌ للصلاة، أو الخوف من النزول خشية المطر أو عدو، فإنه يصلي حسب استطاعته ويومئ بالركوع والسجود، وإن أخر الصلاة حتى يتيسر نزوله قبل خروج الوقت فهو أولى مع جواز جمع التأخير في هذه الحالة.
وللفائدة؛ نقرأ هنا دعاء السفر مكتوب ومشتمل على أطيب الأدعية لكل مسافر عزيز وغالي
الجمع بين الصلاتين
يُراد به الجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما والجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما.
والجمع نوعان: جمع تقديم وجمع تأخير، وهو رخصة فيجوز عند الحاجة إليه.
حالات الجمع بين الصلاتين
يمكن استخدام هذه الرخصة في حالة السفر، فيجوز للمسافر الجمع مطلقاً، والأفضل له ترك الجمع إذا استقر في موضع وقتاً يتسع لأداء كل صلاة في وقتها، كما فعل النبي ﷺ في منى حيث كان يقصر الصلاة ولا يجمع.
وفي حالة المرض الذي يشق معه أداء كل صلاة في وقتها.
وكذلك المطر الذي تحصل به مشقة على الناس في الحضور إلى المسجد وقت الصلاة الأخرى، أما من صلى في بيته وقت المطر فلا يجمع لأجله.
حكم جمع العصر إلى الجمعة
صلاة الجمعة صلاة مستقلة لا تُجمع إليها صلاة العصر؛ لعدم الدليل على جواز الجمع في مثل هذه الحالة حتى لو كان هناك مطرٌ أو حتى في السفر إذا صلاها جمعة مع الناس في البلد الذي هو فيه، أما صلاها ظهرًا فيجوز جمع العصر إليها.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام.
ونوصيكم أيضًا بمراجعة: شروط الصلاة الصحيحة للرجل والمرأة
الخلاصة
تعلمنا في هذا الدرس صلاة المسافر وصفتها. قصر الصلاة الرباعية وهي: الظهر والعصر والعشاء؛ فيصليها ركعتين.
ومن أحكام القصر أن تكون المسافة التي سيقطعها المسافر 80 كيلومترا تقريبًا، والجمع بين الصلاتين هو؛ الجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، والجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما.
والجمع نوعان: جمع التقديم، وجمع التأخير، ومن حالات الجمع بين الصلاتين: السفر، المرض، المطر.