القيادي الناجح
القيادة هي فن إدارة كيان ما وتوجيه الأفراد والظروف نحو ما يخدم الأهداف المنشود، والقائد لا يقتصر على مدرب في فريق أو مدير في مؤسسة أو قائد في الجيش، بل يشمل كل شخص يضع نفسه وتضعه الظروف في موقف المسؤولية عن آخرين ويكون مطالبًا بتحقيق بعض الأهداف الخاصة بهم، لذا فإن الأب قائد لكيان الأسرة، والأم لها منصب قيادي بالنسبة لأبنائها والأخ أو الأخت الكبرى تتولى قيادة الأسرة في غياب أحد الوالدين أو كلاهما.
وحتى تنجح تلك القيادة وتصل بالأفراد إلى بر الأمان، وتتجاوز بهم الصعوبات، وتنجح في توجيههم نحو تحقيق النجاح الأخلاقي والعلمي والعملي أيضًا يجب أن يتحلى القائد ببعض الصفات ويتمتع ببعض المهارات التي تساعده في أداء دوره على أكمل وجه، وتجعله مؤثرًا وفاعلًا في تشكيل الحدث.
مواصفات ومهارات القيادي الناجح
الثقة بالنفس: الثقة بالنفس ألف باء القيادة الناجحة، فمن المستحيل أن تجد قياديًا ناجحًا وهو ضعيف الثقة بنفسه أو مهزوز، كيف يمكن لإنسان يفتقد الثقة أن يوجه غيره إلى أمر ما أو يصرفه عنه، وكيف يقنع غيره بما يريد، بأي منطق يناقشه؟ وهو غير واثق بنفسه ولا واعيًا بقدراته!.
الموضوعية والحيادية في الحكم على الأمور: الشخص الانفعالي الذي يحكم على الأشياء بنظرة ضيقة وشخصية، ويتعامل مع الأمور انطلاقًا من هواه ورغباته وميوله لا يكون محل ثقة، وغالبًا ما يجانبه الصواب، في حين أن القيادي الناجح يعرف بعدله وحياده وعدم انحيازه في معالجته للأمور.
الإبداع: القيادي الناجح يجب أن يكون مبدعًا، بمعنى أن يملك القدرة على التفكير خارج الصندوق، وخلق حلول جديدة وغير نمطية، وإلا فسيصعب عليه حل كثير من المشاكل.
الإيجابية والجرأة: القيادي الناجح يجب أن يكون شخصًا إيجابيًا في كل ما يصدر عنه، ايجابي في افكاره وافعاله وأقواله، قادرًا على تعزيز المشاعر الإيجابية وتحفيز كل من حوله وشحذ هممهم وتجديد طاقاتهم، كذلك ينبغي أن يتصف بالجرأة والشجاعة، الشجاعة عند الحاجة إلى اتخاذ قرار ما والجرأة على اعلانه والتحرك نحو تنفيذه، ثم تحمل نتائجه.
القدرة على التخطيط: القدرة على وضع الخطط وتحويلها من كونها خططا نظرية إلى أفعال وخطوات واقعية، هي ما تميز شخص عادي عن آخر قيادي.
تحديد الأهداف: من مواصفات القيادي الناجح أن تكون أهدافه محددة واضحة أمام أعينه وأعين من يتبعونه، ليعرف الجميع إلى أي وجهة يسيرون، فيتحركون نحو الهدف عن رضا واقتناع.
التركيز على نقاط القوة ونقاط الضعف: التركيز على نقاط القوة وتعزيزها، والتركيز على نقاط الضعف وتحويلها على نقاط قوة وتحسينها يوفر على القائد إهدار الوقت والجهد وييسر الوصول إلى الهدف من أقصر الطرق.
المبادرة: الشخص القيادي ومن يسند إليه زمام الامور يجب أن يكون مبادرًا بمعنى أن يكون لديه رؤية للمستقبل وتصور للمشكلات او الصعوبات ووضع حلول مسبقة لها والمبادرة إلى تنفيذها حتى يتفادى تفاقم المشكلات أو تطورها.
الالتزام الذي يجعل من القائد قدوة حسن: القيادي يجب أن يكون على مستوى المسؤولية الأدبية والظاهرية، فلا يفعل ولا يقول ما يذم به أو يحمل على القدح في مثاليته، بل يجب أن يتطلع إلى تحقيق المثالية بقدر المستطاع فهذا ما يعزز تأثيره على من حوله ويجعله موضع احترامهم وتقديرهم وطاعتهم أيضًا.
مهارات التواصل الجيد: يجب أن يملك القيادي مهارات التواصل، فيحسن الاستماع والمناقشة والإقناع والتحليل للمواقف والاحداث، فهذا ما يجعل المحيطين به يقبلون عليه ويثقون برأيه وقدراته.
أن يكون واضحًا: الغموض أو اخفاء الحقائق يجعل الناس يتقاعسون عن تنفيذ ما تريد، أو الامتثال لمقترحاتك أو ما تطرحه من حلول، بينما يعد التوضيح الكامل الشامل احترام وتقدير لوعي من حولك، فمثلا المدير الذي يأمر بزيادة ساعات العمل وتكثيف المجهود في فترة معينة يجب أن يبين الدافع الذي حمله على ذلك وتأثير ذلك على المؤسسة، والاضرار التي يمكن أن تحيق بها حال عدم الالتزام.
الصبر وقوة التحمل عند الصعوبات: القيادة تكليف وليست تشريف، فالقائد يطلب منه أن يكون صابرًا وقويًا وصامدًا ليدعم من حوله ويشد من أزرهم ويأخذ بأيديهم.
اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب: المشاكل والطوارئ هي التي تكشف مهارات وقدرات القيادي، فحين تختلط الأمور أو تتأزم يجب اتخاذ القرار المناسب وفي اللحظة المناسبة.
القدرة على التحفيز والتشجيع والمحاسبة: فالتحفيز والتشجيع المحاسبة تحدد كفاءة أداء الفريق، وتجعلها دائما تتحرك نحو الأفضل، في حين تسبب العشوائية وتجاهل تلك الامور التراجع الملحوظ في الأداء.