يسأل الكثير من الأخوة عن حديث الحبيب ﷺ (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح). وهنا سنوضّح لكم، من هي هذه الشخصية، وكيف نتعامل معها، ومعنى هذا الحديث الوارد هنا.
التعامل مع ذي الرحم الكاشح
أحيانا تريد أن تصل رحمِ كاشح. من هو الكاشح؟ هو الذي يضمر العداوة لك، وهو رحمك وصلته واجبة، لكنه لا يبدي لك المودة. اطمئن، فإذا علم الله صدقك في صلته، وصدقك ورغبتك في رحمته بقطع الهجر بينك وبينه، رحمك الله، ووصلك الله، ورفع الأعمال التي كانت حبيسة على الأرض بسبب الهجر السابق.
فلا تقلق، فإن بعضنا قد يُصاب بعض أرحامه باحتلال الشيطان إلى قلبه، يحتل قلبه فلا يريد أن يُسلِّم عليك، ولا يبدي لك المودة.
اطمئن، فإن الرسول ﷺ جاءهُ رجل يشتكي أرحامه، ويقول: أصلهم ويقطعونني، وأحسن اليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ. قال “إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله عليهم ظهير”.
فكن مع الله وصِل لأجل الله واطمئن. فكون ذاك الرحم لا يحبك أو لا يودك أو لا يبسط اليد لك، هذا لا يمنع شيئا من عملك ان يرتقي.
أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
إذا كان هناك قريب من الاقرباء عنده عداوة أو بغضاء، فاعلم أن ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون، فقد يكون هُناك بعض الأقرِباء يبغض “يكره” أخاه، أو يبغض أقربائه، لأمور جرت بينهم أو مناقشة وغيرها من الأسباب. هنا النبي صلى الله عليه وسلّم بيّن بأنّ الصدقة على هذا العدو الباغض هي من أفضل الصدقات.
تخيَّل، إنسان بينك وبينهُ عداوة وشحناء وبغضاء، ثُم تتصدق عليه، هذا يدل على الايمان منك انت أيها المتصدق والرغبة فيما عند الله -تعالى-.
كيف تتصدق عليه! والدعاء له! هذا من أعظم القربات لله -تعالى-. هذا ثقيل على النفس، لان كبيرًا من الناس يحب أن ينتقم، كيف يتصدق؟ هذا إيمان قوي.
فإذا تصدَّق عليه، وأحسن إليه فهذا يدل على فضل عظيم. ولهذا قال الله -تعالى- “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
ولهذا سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم “أيّ الصدقات أفضل؟”، فقال عليه الصلاة والسلام “أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح”.
من هو الكاشح
ومعنى الكاشح “كما عرّفهُ العلماء” هو الذي يُضمر العداوة في كشحه، في باطنه. عنده عداوة لكنه يكتمها في صدره أو في باطنه.
فالتصدّق على هذا الكاشح من أفضل الصدقات، لأنها تزيد البغضاء وتؤلِّف بين القلوب.