مما لا شك فيه أن الصداع لا يصيب البالغين فقط، بل يصيب الأطفال والمراهقين أيضاً، فحوالي ١ من كل ٥ أطفال ومراهقين عرضة له، وأكثر أنواع الصداع شيوعاً عند الأطفال هو الصداع التوتري، ولكن ٥٪ من الأطفال يعانون من الصداع النصفي.
والصّداع عند الأطفال هو عرض وليس مرض، فهو عرض لأمراض كثيرة، وحوالي ١٠٪ من الأطفال يعانون من الصداع بفترة معينة من حياتهم، و ١٥٪ من مراجعي عيادات أطباء الأطفال يعانون من الصداع، والصداع له أنواع كثيرة وكذلك أسباب عدة.
ففي هذا المقال سنتعرف على أنواع الصداع عند الأطفال، وتشخيصه وعلاجه، فتابعنا عزيزي القارئ.
أنواع الصداع عند الأطفال
يقول “د. صالح العجلوني” استشاري أول دماغ وأعصاب أطفال: يمكن أن يبدأ الصداع عند الأطفال من السنة الثالنية من العمر، وبعض الدراسات تؤكد على حدوثه بالأطفال الرضع، فالرضيع لا يعرف كيف يعبر عن الصداع، سوى بالبكاء المتواصل، ورفضه للرضاعة، والخمول، وهذه بعض أعراض الصداع عند الرضع، ولكن عادة يحدث الصداع بعد السنة الثانية من العمر.
وكما ذكرنا سابقاً أن الصداع عرضاً لمشاكل وأمراض عديدة منها:
- الإلتهاب في الجهاز التنفسي العلوي.
- إلتهاب الحلق.
- إلتهاب اللوزتين.
- إلتهاب الأذن.
- إلتهاب الجيوب الأنفية.
- الناميات: اللحمية عند الأطفال، والتي تؤدي إلى صعوبة في النوم.
- ارتفاع درجة الحرارة: لأنها تسبب تمدد في شرايين الدماغ، وبالتالي تسبب الصداع.
ويمكن تلخيص أنواع الصداع فيما يلي:
- الصداع التوتري: ويكون وضع الطفل العام متوتر، ويحدث هذا الصداع نتيجة ما يلي:
- تنمرالأطفال في المدرسة.
- خلافات الأطفال مع زملائهم.
- الخلافات العائلية في المنزل.
- خلافات الأطفال مع مدرسيهم.
- الصداع النصفي: أو ما يسمى الشقيقة، يحدث في الأطفال، فحوالي ٥٪ من حالات الصداع عند الأطفال تكون صداع الشقيقة، فهي نسبة ليست كبيرة وإنما موجودة، والأشخاص الذين يعانون من الشقيقة وهم كبار، يمكن أن يكون لديهم شقيقة وهم صغار.
- الصداع العنقودي: نادراً ما يحدث هذا الصداع للأطفال، ولكن يحدث لمن فوق ال١٠ سنوات، ويحدث في جهة واحدة من الرأس، مع إحتقان في الأنف وتدميع العين، وتتكرر النوبات عدة مرات في نفس اليوم.
وتعرف أنواع الصداع هذه بإسم الصداع الأولي Primary Headaches، ويكون هذا الصداع بمفرده، وليس مرتبطاً بأمراض أخرى مثل:
- التهاب الجهاز التنفسي العلوي.
- التهاب اللوز.
- التهاب الدماغ.
أعراض الصداع المزمن عند الأطفال الصغار
يجب على الأهل أولاً معرفة طبيعية الطفل، هل الطفل يمثل حدوث الصداع، أم أنه يعاني من الصداع فعلاً، والصداع يمكن أن يصاحبه أعراض أخرى غير الصداع نفسه، مثل:
- الغثيان.
- ألم في البطن.
- ارتفاع درجة الحرارة.
لذلك يجب على الأهل متابعة الطفل وأخذ الأمور بجدية، ونتصرف بناءاً على الأعراض المرافقة للصداع.
ويمكن أن يحدث الصداع نتيجة عوامل نفسية للطفل، فيصاب بالصداع التوتري الناتج عن المشاكل العائلية، أو المشاكل في المدرسة ومع المدرسين، أو مع زملائه الطلاب، أو في فترة الإمتحانات، أي الضغط النفسي على هذا الطفل هو سبب إصابته بالصداع.
والجدير بالذكر أن الصداع يمكن أن يكون نتيجة أمراض أخرى مثل أورام الدماغ، أو نزيف الدماغ، أو حتى إلتهاب في الدماغ أو أغشيته، وإن كانت نادرة الحدوث.
ومعظم حالات الصداع هي حالات خفيفة وبسيطة، ويمكن علاجها، ولكن يجب على الأهل استشارة طبيب الأطفال، أو طبيب أعصاب الأطفال، في هذه الحالات.
تشخيص الصداع عند الأطفال
تابع “د. العجلوني” تختلف حالة كل طفل عن الآخر على حسب التشخيص، فيجب تشخيص الطفل أولاً، قبل العلاج لمعرفة ما إذا كان الطفل مصاب بإلتهاب الدماغ، ومن علاماته:
- الصداع.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- القيء.
- الحساسية من الضوء.
- تصلب الرقبة.
ففي هذه الحالة يجب أخذ عينة من ظهر الطفل (البزل الشوكي)، أي أخذ السائل الدماغي وفحصه، فإذا تبين بالفحص وجود إلتهاب فيروسي أو بكتيري، فالفيروسي غالباً لا يوجد له علاج، أما الالتهاب البكتيري يمكن علاجه بالمضادات الحيوية.
ويختلف كل صداع عن الآخر في طريقة العلاج، فصداع الشقيقة تتدخل فيه بعض العوامل الوراثية، فيمكن لأحد الأبوين أن يعاني من صداع الشقيقة، وينتقل إلى أحد الأولاد، ويكون ٨٠٪ عند أحد الأبوين و٩٠٪ يكون عند الأبوين معاً، لذلك يجب معرفة التاريخ المرضي للشقيقة.
وفي الصداع النصفي يجب تجنب بعض المأكولات مثل:
- الأجبان.
- الحمضيات.
- المكسرات.
- الشكولاتة.
وهناك عدة أدوية تؤخذ لعلاج الصداع النصفي، ومنع حدوث نوباته، وخاصة إذا كانت النوبات متكررة وطويلة، وقد تُعطل الطفل عن حياته ومدرسته وعن نشاطاته.
خطورة الصداع عند الأطفال
يجب على الأهل أخذ شكوى الطفل بجدية، ألا في حالة حدوث ظروف عائلية واضحة، أو وجود أعراض أخرى غير الصداع، أما إذا كان الطفل يشتكي من الصداع بإستمرار، وغير قادر على ممارسة نشاطاته، ونائم معظم الوقت، ففي هذه الحالة يجب التدخل واستشارة الطبيب على الفور.
فإذا لاحظ الأهل أن الطفل يصاب بالصداع في الصّباح أكثر من أيّ وقت آخر من اليوم، ويُوقِظ الطفل من النوم، ويكون مصحوباً بقيء، أو تغير في سلوك الطفل، أو شعور الطفل بالكآبة، فهي من العلامات التي ترافق الصداع، أو حدوث تشنجات مرافقة لهذا الصداع، أي نوبات غيبوبة وحركات لاإرادية بالأطراف، وإذا زاد الصداع مع السُّعال، ففي كل هذه الحالات يجب على الأهل التدخل فوراً ومراجعة الطبيب.
ولكن في بعض الحالات يمكن للطفل أن يقوم بلفت انتباه الأهل، عندما يعاملون إخواته مُعاملة خاصّة، أو يفرقون بينه وبين إخوته، أو يقلد أحد أفراد العائلة، ولكن لا تصل هذه الحالة إلى حد المرض.
وهنا دَوْر مُقترحاتنا من أجلِك
كيفية التعامل مع الصداع عند الأطفال وعلاجه
بعد تشخيص الطفل، ومعرفة حالته المرضية، يجب على الأهل اتباع الآتي:
- حصول الطفل على قسط كافي من النوم.
- تناول سوائل بكميات كبيرة.
- الحصول على طعام صحي جيد: أي الحصول على وجبات متكررة صغيرة.
- لا يتعرض للجوع.
- الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية: مثل التابلت والموبيل، وأيضاً مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة، فكل الألعاب الإلكترونية تسبب التوتر للطفل، وبالتالي حدوث الصداع.
فترة علاج الصداع
الصداع النصفي تكون فترة علاجه أطول، أما علاج الصداع التوتري، يقوم على تعليم الطفل الاسترخاء والهدوء وعدم التوتر، وتوضيح نتائج التوتر للطفل، من خلال إطلاعه على ما يسببه التوتر من سرعة نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم لدى الطفل.
ولابد من التشخيص الدقيق، ومعرفة سبب الصداع، فإذا كان سببه الإلتهاب يعالج بالمضادات الحيوية، أو أي سبب عضوي بالرأس، يتم عمل تصوير طبقي، وتصوير رنين مغناطيسي Magnetic Resonance Imaging، وهذا التصوير هو الأدق في تشخيص الصداع.
كذلك يجب معرفة أن الطفل لم يتعرض للضرب على رأسه، أو كدمة في الرأس، أو يمكن أن لكون الطفل مصاب بالنزيف ولا يعرف الأهل، ومن هنا يتم العلاج حسب حالة الطفل.