نتناول الآن ما ورد من أقوال العلماء حول صحة حديث من يبارك الناس شهر رجب. فمع اقتراب وحلول هذا الشَّهر من العام -وهو شهر رجب- تبدأ الناس في تداول الكثير من الصور والمنشورات عنه؛ منها التبريكات بحلوله، ومنها ما يسرد ويُعَدد فضائِله، وغيرها.
هنا سوف نسرِد لكم بعض هذه الأمور التي يجهَل البعْض مدى صحتها؛ ومنها هذا الحديث.
ما صحة حديث من يبارك الناس شهر رجب؟
إنَّ من الأمور المحدثات التي تخص شهر رجب تناقل بعض الناس لحديث لا أصل له في كتب الحديث، وهو الذي ينشره الناس -على مواقع التواصل، على نطاقٍ واسِع- بصيَغ متعددة؛ منها: من يبارك الناس في شهر رجب يحرم عليه النار – من يبارك الناس بهذا الشهر الفضيل، يحرم عليه النار.
وبالطَّبع -كما ذكرنا- فهذه مقولات لا أصل لها، ولم ترِد في كتب الحديث. فيجدر عدم نشرها بين العامَّة بشكل عام، وألا يؤكَّد أنها أحاديث واردة عن النبي ﷺ بشكل خاص.
أحاديث ضعيفة وبِدَع شائِعة في شهر رجب
ضعيف، ضعفه الحافظ ابن رجب -رحمه الله- تعالى. والحديث الضعيف هو قول البعض: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
هذا الحديث ضعيف. لكن من أراد أن يدعو بهذا الدعاء على أنه دعاء وليس حديثًا من النبي ﷺ. فلا بأس بأن يدعو ويقول: اللهم بارك لنا في رجب، وشعبان وبلغنا رمضان.
ومن تلك الأمور أيضا تسمية بعض الناس لهذا الشهر بأنه شهر النور. لم يرد في القرآن والسنة تسمية هذا الشهر بشهر النور.
ومن تلك البدع أيضًا تخصيص بعض الناس إخراج زكاتهم في هذا الشهر. فتراه إذا حال حول النصاب على الزكاة فإذا به يؤخرها إلى أن يبلغ شهر رجب. يظن أن إخراج الزكاة في رجب أفضل. هذا تخصيص وهذه بدعة يا عباد الله ما أنزل الله بها من سلطان.
الأمر الأخير تخصيص ليلة الإسراء والمعراج بالاحتفالات أو بقيام تلك الليلة، هذا أيضًا من الأمور التي لم يرد بها الشرع.
تخصيص ليلة سبعة وعشرين بعبادة أو بدعاء أو باحتفال لم يأتِ به النبي -صلى الله عليه وسلم-. وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وتاريخ الإسراء والمعراج مختلف في أي شهر كان. بل ومختلف في أي سنة كان.
طريق النجاة والخلاص
إن هذا يحدُث في اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال -تعالى- في سورة الحشر ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾.
وكان العلماء والسَّلف -رحمهم الله- يقولون: اتَّبِعوا ولا تبتدِعوا؛ فقد كُفِيتُم. أي: كفاكم الله دينكم بقوله ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾.