سن اليأس الّذي يُعتبر من المراحِل العُمرية المهمّة في حياة المرأة لتعرّضها لتغيّرات فسيولوجية تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص. وتحتاج أيضاً إلى متطلّبات خاصّة وبالِغة الأهميّة تتعلّق بالصحة والتغذية السليمة.
سن اليأس
تقول أسماء محمد أبو الفرج أخصائية التغذية العلاجية أن من المفضل عدم استخدام مصطلح سن اليأس، ويفضل استخدام مصطلح انقطاع الطمث عن المرأة، وهي مجرد حالة طبيعية تمر بها جميع النساء بين عمر ٤٥ إلى ٥٥ عام، ويوجد نساء في أواخر الخمسينات وبداية الأربعينات قد يصابون بانقطاع الطمث.
أعراض سن اليأس
هناك العديد من الأعراض التي تمر بها المرأة في هذه المرحلة، منها اضطرابات ملحوظة في الدورة الشهرية، والإحساس بالحرارة يعقبها زيادة التعرق في جسم المرأة.
وهناك أيضاً الاضطرابات الجسدية، وانخفاض الهرمون الأنثوي “الأستروجين”، وانخفاض في البروجيسترون، وتغيير في توزيع الكتلة الدهنية في الجسم، فتتجمع الدهون في المنطقة العليا في الجسم أكثر من المنطقة السفلى.
ويوجد العديد من الاضطرابات النفسية، منها الشعور بالأرق وقلة النوم، والعصبية الزائدة، والشعور بالاكتئاب، والاضطرابات النفسية تكون ملحوظة بشكل عام وتختلف من امرأة لآخري.
نصائح التغذية خلال مرحلة سن اليأس
في هذه الفترة يحدث تغييرات على المستوى الهرموني في جسد المرأة، وصاحبه التقدم في العمر، وبالتالي يجب على المرأة التركيز على أنواع معينة من الغذاء في هذه المرحلة، لأن في هذه المرحلة تزداد احتمالية إصابته بالأمراض، مثل أمراض القلب، وأمراض العظام، وارتفاع ضغط الدم.
ولذلك يجب التّركيز على تناول الإستروجين النباتي حيث أن في هذه الفترة يقل معدل هرمون الأستروجين في الجسم، والأستروجين النباتي موجود في بذور الكتان، والفول الصويا، وبذور السمسم، ويجب التركيز على الأغذية الغنية بالألياف، لأنها تحافظ على انتظام مستوى السكر في الجسم، وتقلل من نسبة الكوليسترول في الجسم، وهذه الألياف موجودة في الفواكه والخضروات والبقوليات.
بالإضافة إلى تقليل السكريات وزيادة الكربوهيدرات المعقدة والكامل، مثل البقوليات والأرز والخبز البني، ويجب زيادة استهلاك السوائل، سواء في سن اليأس أو مع تقدم العمر.
احتياجات المرأة في سن اليأس من الفيتامينات والمعادن
من الأعراض المصاحبة لفترة انقطاع الطمث، الأرق وقلة النوم، وهناك بعض الدراسات التي أثبتت أن الأوميجا3 تقلل من نسبة الأرق في الجسم، وتحافظ على الاضطرابات النفسية، لذلك يُنصح باستخدام الأغذية التي تحتوي على الأحماض الدهنية وهي الأوميجا3، وهناك أيضاً الميلاتونين وهو الهرمون الذي يحافظ على مستوى النوم الطبيعي لدى المرأة.
لذلك يُنصح بتناول الأغذية الغنية بالميلاتونين، ويجب التركيز على فيتامين د والكالسيوم الذي يقلل من نسبة تعرض المرأة لهشاشة العظام، وهما من أهم العناصر التي تحتاجها المرأة وخصوصاً مع تقدم العمر، بالإضافة إلى الأستروجين الذي يدخل في العمليات في جسم المرأة، فتصبح عملية فقد العظام أكبر من عملية بناء العظام، مما يؤدي إلى زيادة تعرضها لهشاشة العظام.
لذلك يجب تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين د، لأنه يساعد على امتصاص الكالسيوم من الأغذية، والمصدر الأساسي لفيتامين د هو الشمس، وهناك أيضاً بعض الأغذية التي تحتوي على فيتامين د مثل السلمون، والألبان المدعمة بفيتامين د، والكالسيوم من أهم العناصر التي تدخل في دعم وتعزيز بناء عظام صحية لجسم المرأة.
هل يتأثر وزن المرأة في سن اليأس؟
يوجد علاقة وثيقة بين انقطاع الطمث وزيادة الوزن، ولكن انقطاع الطمث يكون في مراحل متقدمة من العمر، وأثناء انقطاع الطمث تتضاءل الكتلة العضلية، مما يؤدي إلى قلة حرق الجسم للدهون، وبالتالي عند تناول المرأة لنفس كمية السعرات الحرارية التي اعتادت عليها قبل انقطاع الطمث، يؤدي ذلك إلى زيادة في الوزن، لذلك يُنصح المرأة دائما بالتقليل من معدل السعرات الحرارية في الجسم في هذه الفترة بمعدل من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ سعر حراري.
ومعلوم أنّ الرياضة مفيدة جداً بالنسبة لموضوع الوزن، وبالتالي عند التقليل من السعرات الحرارية وزيادة معدل الحرق للدهون في الجسم وزيادة النشاط البدني، يقلل من احتمالية زيادة الوزن، ومن الضروري أيضاً زيادة الوعي لدى النساء بهذه المرحلة، والاستعداد التام لها.
كيفية استعداد المرأة لمرحلة سن اليأس
مرحلة الطمث تنقسم إلى ثلاثة مراحل، وهي مرحلة ما قبل الطمث، وتكون من ٩-١٠ سنوات قبل الانقطاع الفعلي للطمث، وهناك فترة انقطاع الطمث، وتكون لمدة ١٢ شهر ما قبل آخر دورة شهرية لدى المرأة.
وهناك مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ففي فترة ما قبل انقطاع الطمث تبدأ مساعدة حدوث التغيرات النفسية عند المرأة وتزداد في آخر عامين، لذلك يجب على المرأة دائماً التحسين من تغذيتها باتباع نظام صحي متكامل ليس فقط ما قبل فترة انقطاع الطمث ولكن في جميع حياتها.
نصائح للمرأة في مرحلة اليأس للحفاظ على صحّتها
جسم الإنسان بطبيعته غير قابل للغير المفاجئ ويحتاج فترة التأقلم مع التغيير في حالاته الصحية، لذلك يجب على النساء عامة الاعتياد على عادات غذائية صحية، والحفاظ على ممارسة النشاط الرياضي منذ الصغر حتى لا تتراكم المشاكل عند التقدم في العمر.
وبالنسبة للمكملات الغذائية والأغذية التي تحتوي على الأوميجا3، لا يُفضل أخدها الا بعد الفحوصات الطبية، وتكون باستشارة الطبيب، ويتم من خلال هذه الفحوصات تحديد كمية احتياج الجسم لهذه المكملات.