«بندر» يسأل: مشكلتي تدور حول الآتي: تقدمت لفتاة أخطبها ولقد أعجبتني ولكن هناك مشكلة هي أنها مصابة بداء السكري، تبلغ من العمر 27 عاماً، وهي لا تعمل، جامعية، ووالداها ليسا مصابين بمرض السكري، ولا يوجد في عائلتهم من هو مصاب بهذا المرض. ولقد ابتليت بهذا المرض قبل ثلاث سنوات فجأة من مرض ألم بها نتج عنه السكري. علما بأنني لست مصابا بالسكري، بينما أبي وأمي وأخي مصابون به، فهل يؤثر هذا المرض على الإنجاب أو وقت الولادة أو يصبح وراثيا في أبنائي فيما بعد؟ علما أن مريض السكري كلما تقدمت به السن فإنه يتمكن منه السكري فينهك عظامه، وكذلك يحتاج لراحة وعدم بذل مجهود قوي، وهذه امرأة تعمل في البيت.. وأولاد غدا والله أعلم أفيدوني عاجلا جدا جدا، يرحمكم الله وجزاكم الله عنى ألف خير.
محتار..
د. عمرو موسى «اختصاصي الباطنة» أجاب الاستشارة؛ فقال: أخي العزيز.. يتضح كما ذكرت أن أختنا الحبيبة مصابة بداء السكري من النوع الأول (Insulin dependant) وهذا النوع يأتي في سن مبكرة ودون أي أسباب واضحة “Idiopathic” ويعتمد في علاجه عادة على الأنسولين، وهذا النوع أخي العزيز ليس وراثياً، أي أنه لن يكون سببا في إصابة الأطفال بمرض السكري وكل تأثيره على الإنجاب يكمن في فترة الحمل نفسها، حيث إن الحمل بطبيعته يشكل عبئا على الحامل. وبشكل عام فإن الحمل يؤثر على السكري بانخفاض حساسية الجسم للأنسولين وارتفاع مستوى السكر في الدم.
كما تحدث نوبات هبوط السكر في الدم نتيجة استخدام الجنين للسكر وبخاصة ليلاً، وكذلك تتأثر الحامل بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. لذا فإنه من الضروري الاهتمام بالمتابعة المكثفة والدقيقة لدى طبيب النساء وقياس نسبة السكر في الدم، وكذلك لا بد من قياس ضغط الدم بصورة مستمرة طوال فترة الحمل، وكذلك لحظة الولادة لا بد من الولادة في مستشفى مجهز بكل الوسائل والأجهزة الكفيلة بإنقاذ الأم والجنين خلال أي عارض صحي مفاجئ.
ويوضع الطفل في الحضانة خلال الـ 24 ساعة الأولى من الولادة حيث يحتاج إلى رعاية خاصة بحيث يتم قياس نسبة السكر له كل 6 ساعات وعادة يكون حجمه أكبر من الطبيعي.
أما احتمالات إصابة أطفالك بداء السكري نتيجة لإصابة الأم فإن هذا احتمال ضعيف جداً لأن مرض السكري لديها ليس وراثياً ولكن احتمالات إصابة الأجيال القادمة وارد من ناحيتك أنت، حيث ذكرت أن والدك ووالدتك وأخاك مصابون بمرض السكري الوراثي، وهناك احتمالات قائمة لإصابتك بمرض السكري الوراثي، لا قدر الله.
وما نود أن نشير إليه أخي العزيز أنه لا بد من التحكم في نسبة السكر في الدم، فهو الخطوة الأولى والأساسية في السيطرة على مضاعفات مرض السكر، وهناك اختبار جديد للتحكم في نسبة السكر بالدم، ويعمل على قياس نسبة السكر في كريات الدم الحمراء، حيث يعطي نتيجة لمتوسط السكر في الدم على مدار 3 أشهر، ويعرف باسم (Glycosylated Hemoglobin)، وهو مهم لمتابعة التحكم في نسبة السكر.
كما أن مرض السكري لا يؤثر على العظام كما تعتقد ولكن له مضاعفات أخرى تكمن في تأثيره على الأعصاب والعين والكلى، هذا إذا لم يتابع السكر بشكل دوري وأهمل العلاج. لذا فإننا نكرر أهمية متابعة العلاج مع طبيب مختص دون إهمال.
⇐ ويمكنك مطالعة الصفحات التالية لمزيد من الفائدة:
- ↵ كيف أتغلب على مخاوفي من الزواج من شخص مصاب بالسكري؟
- ↵ التعايش مع السكري.. سهل ونتائجه مذهلة
- ↵ 7 معلومات عن مرض السكر يجب معرفتها سواء كنت مريض به أو لا
وعلى كل حال أخي العزيز لا يوجد ما يمنع الزواج من أختنا الفاضلة مع مراعاة جميع ما ذكر إن قدر الله لكما الزواج إن شاء الله.. فاعقلها وتوكل.