تُقام العديد من الفاعليات والندوات لتوعية وتثقيف النساء ومساعدتهن على الكشف عن سرطان الثدي، ويعتبر الإكتشاف المبكر وبالتالي العلاج المبكر هما أفضل الطرق المتاحة لتقليل عدد الوفيات وزيادة عدد الناجيات من المُصَابات بالمرض.
للإجابة على أسئلتنا نتوجه إلى الدكتورة “رؤى عبد الله عطية” استشاري جراحة أورام الثدي والغدد الصماء وجراحات الثدي التجميلية.
ما هي الأعراض الأولية للإصابة بسرطان الثدي؟
سرطان الثدي مثله كمثل باقي أنواع الأورام السرطانية، حيث سُميت هذه الأورام بالخبيثة لأنها تتسرب إلى جسم الإنسان بدون أعراض أولية ظاهرة، ومن هنا تركز كل برامج التوعية والتثقيف بمرض السرطان، وخصوصاً سرطان الثدي على أهمية الكشف المبكر عن المرض قبل أن تظهر أعراضه، لأن معنى ظهورها أنها تفاقمت ووصلت لمراحل أشد خطورة وأصعب علاجاً.
وتابعت “د. رؤى” قائلة: وبشكل عام يمكننا القول إن بعض المريضات قد تنتبه لبعض الأعراض الظاهرة على الجسم ومن ثَم تتوجه للفحص، حيث قد يشعر بعضهن بوجود كتلة غريبة كبيرة بالثدي أثناء الإستحمام مثلاً، والبعض الآخر قد يلاحظ تغير في شكل حلمة الثدي أو تغير في شكل جلد الثدي على غير المعتاد، وكذلك بعضهن يلاحظ خروج إفرازات غريبة من الحلمة، وحقيقةً ليست كل إفرازات الحلمة خطيرة، ولكن إن ظهرت فهنا يلزم استشارة الطبيب.
ومن هنا ننصح كل سيدة بالمتابعة الدورية مع الأطباء المتخصصين للكشف المبكر عن المرض، وإن لم يتثنى لها ذلك فعلى الأقل عليها أن تفحص نفسها وتلاحظ مدى أي اختلاف في شكل وطبيعة وهيكلة الثدي عن المعتادة عليه.
في أي فئة عمرية يلزم المرأة الكشف الدوري على سرطان الثدي؟
أكدت “د. رؤى” على أنه طبياً وقانونياً (في المملكة العربية السعودية) أي سيدة تتخطى سن الأربعين عليها التوجه إلى المراكز المتخصصة أو حملات الكشف المجاني التي تنظمها المستشفيات وجمعيات التوعية النسائية والطبية، حيث سيقوم المتخصصين بعمل الفحوصات الضرورية، وعلى رأسها فحص أشعة الماموجرام للوقوف على حالة الثدي ومعدلات فرص الإصابة بسرطانه.
أما بقية الفئات العمرية فلا تُهمل الفحص الدوري أيضاً، ولكن من الناحية الطبية يتم تقسيم السيدات إلى قسمين هما:
القسم الأول: السيدات اللاتي لا يملكن تاريخ مرضي عائلي مع أورام الثدي أو أورام المبايض، وهذا القسم من السيدات يُكثف لهن حملات التوعية، ويشدد عليهن الفحص فور بلوغ سن الأربعين.
القسم الثاني: السيدات اللاتي يمتلكن تاريخ مرضي عائلي مفزع، أي لديها عدة قريبات من الدرجة الأولى أُصبن بسرطان الثدي أو سرطان المبايض في أعمار صغيرة، وبالتالي هذا القسم ترتفع عنده عوامل الخطورة وتتعزز فرص الإصابة بالمرض وراثياً، لذلك هؤلاء النسوة لا يُلزمن بسن معين، ولكن يتم فحصهن بصفة دورية من بعد البلوغ تقريباً.
والجدير بالذكر أن هذا القسم يوجهه الطبيب إلى مراكز متخصصة تُعرف باسم عيادات عوامل الخطورة، وفي هذه العيادات يتم رسم شجرة العائلة من خلال برنامج حاسب آلي شديد التطور، ومن خلال هذا التطبيق تُوضع خطة توقعية لنسبة فرص إصابة المرأة على مدار الثلاثين عام القادمة من عمرها.
ما هي البرامج العلاجية لسرطان الثدي بعد التأكد من الإصابة؟
علاجات الأورام السرطانية بشكل عام، وعلاجات سرطان الثدي بشكل خاص أصبحت على درجة كبيرة من التقدم والتطور والوفرة، وبشكل عام يتكون البرنامج العلاجي لسرطان الثدي من مجموعة عناصر هي:
• العلاج الإشعاعي.
• العلاج الهرموني.
• العلاج الكيماوي.
• العلاج الجراحي.
واختتمت “د. رؤى” حديثها بالتأكيد على أنه لا يمكن لأي عنصر من هذه العناصر العلاجية أن يكون بديل للآخر أو يُغني عنه، وحتى مع العلاج الجراحي لاسئتصال الورم لا يُستغنى عن بقية العناصر أبداً، ولكن تقل جرعاتها وتوقيتاتها ليس إلا.