فجأةً ومن دون سابق إنذار، قد نشعر بشعف مفاجئ في عضلات الوجه، فيبدو نصفه متدلياً، إنه شلل العصب الوجهي أو ما يُعرف بشلل الوجه النصفي.
لم يُعرف لهذه الحالة سبب مباشر حتى الآن، ولكن هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تزيد من مضاعفات هذا المرض منها الجلطة الدماغية، والسقوط المباشر على الأرض، وضعف أو هبوط المناعة، لذلك يجب الاهتمام بتقوية المناعة قدر الإمكان، مع ضرورة أخذ بعض المكملات الغذائية لتقوية أعصاب الوجه للوقاية من هذا المرض.
شلل الأعصاب الوجهي أو شلل الوجه النصفي
ذكر الدكتور فليب يونس ” أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب ” أن شلل العصب الوجهي هو حالة مرضية تصيب الإنسان تؤدي إلى ضعف في عضلات الوجه من جهة واحدة.
لهذه الحالة المرضية عدة أسباب من بينها:
- السقوط المفاجئ على الوجه الذي يؤدي إلى التواء ناحية واحدة من الوجه.
- تغير حرارة جسم الإنسان بشكل مفاجئ، وهو ما يؤدي كذلك إلى وجود لخبطة في جهاز المناعة.
- التهاب فيروسي، وهو ما نراه جلياً في معظم حالات شلل العصب الوجهي.
هبوط أو ضعف في المناعة، مع مراعاة أن هذا العامل قد يكون عاملاً مساعداً لظهور هذه الحالة المرضية ولكنه ليس السبب المباشر أو الأساسي لهذا المرض.
- ورم على العصب.
- جلطة دماغية.
- ضربة على الرأس أدت إلى كسر في قاع الجمجمة.
- أمراض مناعية معينة كمرض التصلب اللويحي.
مضيفاً: تعتبر تلك الحالة المرضية مجهولة السبب إن صح التعبير، لذلك فإننا نعزي هذه الحالة إلى التهاب فيروسي يصيب الجسم، أو نتيجة وجود مشكلة ما تخص الجهاز المناعي، وهذا يشكل النسبة الأكبر من الحالات المصابة بشلل الوجه النصفي.
هل للعامل الوراثي دور في تعرض الإنسان لشلل الوجه النصفي؟
ليس بالضرورة أن تظهر حالة شلل الوجه النصفي نتيجة عامل وراثي وعائلي، مع مراعاة أن هذا المرض يصيب جميع الأعمار، ولكن الأعمار الأكثر عُرضة لتلك الحالة المرضية هي الأعمار المتوسطة أي من هم في عمر الأربعينات.
أما عن أعراض تلك الحالة المرضية فيمكننا القول أنه ليس من الضروري أن تظهر أعراض لتلك الحالة المرضية على الإنسان، ولكن في بعض الأحيان قد يشعر المريض ببعض الأعراض مثل:
- وجود رجفة في الوجه أو أسفل العين.
- وجود تشنج في الوجه النصفي، وهذه احدى المضاعفات التي نراها جليةً على المريض.
عند ظهور تدلي في الوجه فمن الممكن أن يُشخص المريض بمرض شلل الوجه النصفي أو يمكن تشخيصه بمرض آخر غير هذا المرض، وهنا يجب مراجعة الطبيب المختص الذي يمكنه تشخيص مثل هذه الحالات بكل سهولة.
الوقت اللازم لعلاج حالة شلل الوجه النصفي
من المفترض خلال شهرين أن ترجع وظيفة عضلات الوجه التي افتقدها الإنسان جراء مرض شلل الوجه النصفي، وإذا تعدى المريض هذا الوقت فمن الضروري أن يتم الكشف عن علاج سريع لهذه الحالة التي يعاني منها المريض لأنها يمكن أن تكون نتيجة ورم في الدماغ أو ما شابه.
الجدير بالذكر أن الفحص العصبي أو السريري لمريض شلل الوجه النصفي يستطيع أن يفصل بين الحالات التي بحاجة إلى تدخل سريع للعلاج وبين الحالات الأخرى التي تشفى طبيعياً بمرور الوقت من هذا المرض، مع الأخذ في الاعتبار أن عوارض الجلطة الدماغية تختلف تماماً عن عوارض حالة شلل الوجه النصفي.
من المطمئن كذلك أن ٩٨٪ من أعراض حالة شلل الوجه النصفي تنتهي بمرور الوقت ودون تدخل طبي خلال شهرين وبحد أقصى ٦ أشهر حتى يتعافى المريض تماماً من هذا المرض.
مراحل علاج مرض شلل الوجه النصفي
بعد معاينة المريض وتشخيصه بمرض شلل الوجه النصفي يتم تحديد ما إذا كان هذا المريض بحاجة إلى أشعة أو صورة طبقية أو غير ذلك، ويبقى العلاج الأساسي في مثل هذه الحالات هو حبوب الكورتيزون التي تساعد على ترميم العصب بشكل سريع.
فضلاً عن ذلك ، فإن العصب الوجهي هو المسئول الأساسي عن حركة العين، وفي حالة تعرض العين لأي مشكلة فإنها تخسر ما يُسمى ب reflex أو رفة العين نتيجة وجود مشكلة في العصب السابع، ومن ثم يجب علينا اتخاذ كافة التدابير لحمايتها عن طريق استعمال قطرات الماء حتى لا تُجرح العين وتتسبب في العمى لا قدر الله.
في حال كان هنالك ورم أو نزيف كبير في عصب الوجه، أو كسر في الجمجمة، فإن ذلك قد يتطلب إجراء تدخل جراحي، وهذه الحالات تعتبر نادرة بالنسبة للحالات الأكثر شيوعاً في هذا المرض.
وختاماً، هناك العديد من الأشخاص يأخذون المكملات الغذائية لفيتامين B وغيره من الفيتامينات الأخرى لتقوية الأعصاب، ولكن حتى الآن لم تثبت هذه المكملات فعاليتها الكاملة في الوقاية من مرض شلل الوجه النصفي، مع التذكير بأن الحالات المرضية بشلل الوجه النصفي هي بالتأكيد تختلف في شخص لآخر من حيث العمر على وجه الخصوص، لأن الشباب لديهم فرصة أكبر لتماثل الشفاء من تلك الحالة المرضية مقارنةً بغيرهم من ذوي الأعمار الكبيرة، شريطة ألا يعاني هؤلاء الشباب من بعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وغيرها..، وأيضاً بناءً على مدى خطورة المسبب الرئيسي لهذا المرض.