تقول السائِلة: أنا متزوجة منذ 4 سنوات وعندي طفل عمره سنتان، وأنا الآن حامل في الشهر السادس، وقد كانت ولادتي الأولى طبيعية ولله الحمد، غير أن طبيبة النساء والولادة قامت بإعطائي دواء مع المغذي أظنّه في الوريد قبل الولادة ببضع ساعات.
وعلمت فيما بعد أنهم وضعوا مادة تساعد على الطلق، ثم وضعوا على فمي كمامة فيها الأكسجين ومادة مخدرة؛ لأني منذ أن استنشقت الأوكسجين شعرت بدوار ودوخة واستغرقت الولادة 6 ساعات فقد كانت ولادتي الأولى، وقد قامت الطبيبة بعمل شقين بجراحة منطقة العجان واحد من اليمين والثاني من اليسار لمرور الجنين.
وقد عانيت كثيرًا بعد الولاة بسبب وجود الغرز في تلك المنطقة، واستمر الألم قرابة الشهر، وظل الألم يظهر في أثناء الجماع واستمر ذلك عدة أشهر، خاصة أن الجلد لم يعد كما كان في منطقة العجان؛ حيث إن الغرز وضعت بعضه فوق بعض بشكل خاطئ.
فسؤالي هو: لماذا تقوم الطبية بعمل جراحة في هذه المنطقة؟ فقد خلق الله ﷻ الإنسان في أحسن تقويم وقد وضع الله في المرأة صفة الإنجاب، ومما علمت أن المهبل يحتوي على عضلات تتمدد حتى يتم مرور الجنين بشكل سليم وطبيعي، فلماذا هذه الجراحة؟ رغم أني طيلة الأشهر التسعة وأنا أراجع لدى هذه الطبيبة، ولم تذكر لي أنها ستقوم بعمل جراحة ما للتوسيع باستخدام الجراحة؟.
فسؤالي هنا: هل من الممكن الولادة بدون اللجوء إلى هذه الجراحة في منطقة العجان؟ لأني قد سمعت أن بعضهن تمارس حياتها الطبيعية والحركة في البيت بعد الولادة بيومين أو ثلاثة لأنهن لم يخضعن لأي نوع من الجراحة. وهل من الضروري استخدام الطلق الاصطناعي رغم أن وضعي طبيعي تماما؟ وهل من الممكن استخدام الكريمات المبيضة حول المهبل في المنطقة التي أصبحت بلون داكن وأسمر والذي لم يكن أصلا موجودا؟ أي هل استخدام هذه الكريمات يعد آمنا أم لا؟ وبأي نوع أو اسم ماركة معروفة تنصحني؟ وشكرا.
الإجـابة
يقول د. هشام العناني -إخصائي أمراض النساء والتوليد تخصص الحقن المجهري-: أختي العزيزة، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أشكر لك دعاءك الجميل في هذه الأيام المباركة، وأسأل الله لك دوام الصحة والعافية، وأن يكرمك بالولادة الميسورة.. فهو ولي ذلك والقادر عليه.
عزيزتي، إن شق العجان هو شق جراحي في المهبل يقوم به الطبيب في أثناء الولادة لتوسيع فتحة المهبل لمساعدة الطفل في الخروج؛ ففي أثناء الولادة يتمدد جدار المهبل تدريجيا حتى يسمح للطفل بالخروج من خلاله دون حدوث أي تمزق بالمهبل، ولكن في بعض الأحيان لا يكفي هذا التمدد لخروج الطفل، وهذا يعني أن خروج الطفل سيؤدي إلى تمزق المهبل؛ لذلك يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى عمل شق جراحي للمهبل بالمقص الجراحي حتى يكون أكثر سهولة في خياطته والتئامه فيما بعد عما إذا حدث تمزق بالمهبل. ويتم ذلك بعد إعطاء السيدة حقنة تخدير موضعي بالمهبل.
وعادة ما يلجأ الطبيب لشق المهبل في الحالات التالية:
- إذا كان رأس الطفل أكبر من فتحة المهبل بعد تمدده الكامل.
- إذا احتاج الطبيب في الولادة إلى استعمال الجفت أو الشفاط.
- إذا كان الطفل على وشك الخروج وعضلات المهبل لم تأخذ الوقت بعد لتتمدد بالقدر الكافي.
وذلك للأسباب التالية:
- أولا: لتقليل الفترة الزمنية للولادة؛ حيث إن هذا الشق يؤدي إلى إعطاء مساحة كبيرة في المهبل فيمر منها الجنين بسهولة.
- ثانيا: وهو السبب الأهم، أنها تؤدي إلى تقليل نسبة حدوث سقوط مهبلي مستقبلا (بعد سنوات)، ذلك أن ضيق المهبل يؤدي إلى شدة الحزق في أثناء الولادة؛ وهو ما يجهد عضلات المهبل وقد تتمزق في بعض الأحيان، فترتخي وتضعف على مر السنوات؛ وهو ما يؤدي في النهاية إلى السقوط المهبلي.
وبعد أن يتم خروج الطفل والمشيمة يقوم الطبيب بخياطة هذا الشق الجراحي.
عزيزتي، إن عملية شق العجان عملية بسيطة تتم بشكل شبه روتيني في المرأة التي تلد للمرة الأولى، ويمكن أن تتكرر أو لا تتكرر حسبما يراه الطبيب، ولكنها دائما ما تجرى على الناحية اليسرى فقط، وليس على الجهتين كما حدث معك.
وبالنسبة لحالتك فأغلب الظن أن حجم الجنين لديك كان كبيرا؛ وهو ما أدى إلى تمزق في العجان من الناحية اليمنى، فقامت الطبيبة بعمل شق فيه على الناحية اليسرى لتسهيل ولادة الجنين، وفي النهاية يتم خياطة الجانبين ويلتئم الجرح خلال ثلاث أسابيع تقريباً وتعود الأمور بعدها إلى طبيعتها.
أما فيما يتعلق بالطلق الصناعي وضوابط استخدامه فهذا راجع لما يراه الطبيب المتابع للولادة، ولا ضرر من استخدامه على الإطلاق فلا داعي للقلق.
وختاما عزيزتي، أرجو أن تطمئني فأنت بخير بإذن الله، وأسأل الله أن يسعدك بطفل جميل يقر عينك ويملأ حياتك بالخير.. اللهم آمين.