يأخذنا مقالنا اليوم إلى رحلة لمنطقة جغرافية تتميز بحيواناتها البرية، ومناظرها الطبيعية الخلابة، والفسيفساء القبلية الغنية لشعوبها. رحلتنا اليوم في شرق أفريقيا لنتعرف سوياً على تاريخها ونتعرف على شعوبها.
شرق أفريقيا
شرق أفريقيا هي واحدة من مفترق الطرق الكبيرة الموجودة في العالم. تتميز تلك المنطقة بتدفق الشعوب الذين يأتون اليها من جميع بقاع العالم بهدف التجارة والهجرة والاستكشاف.
تشمل منطقة شرق أفريقيا مجموعة من المناطق ومنها منطقة القرن الافريقي، ومنطقة وادي النيل، وغيرها من المناطق الأخرى.
تتميز منطقة شرق أفريقيا بهضابها ومرتفعاتها والتي تتواجد بوضوح في كل من كينيا واثيوبيا وتنزانيا، لذا نجد ان أهم ما يميز منطقة شرق أفريقيا هو جبل كلمنجارو. كذلك تتميز تلك المنطقة بوديانها؛ ومن أشهر تلك الوديان وادي الوادي المتصدع الغربي الذي يوجد في غرب تنزانيا وأوغندا.
تشتمل منطقة شرق أفريقيا على العديد من البحيرات ومن أشهر بحيراتها بحيرة فيكتوريا والتي تعتبر ثاني أكبر بحيرة للماء العذب في العالم، وتطل تلك البحيرة على ثلاثة دول وهي: كينيا وأوغندا وتانزانيا، كذلك تحتوي تلك البحيرة على مجموعة من الجزر والتي يبلغ عددها 3000 جزيرة حيث يأتي اليها السياح من مختلف أنحاء العالم لزيارتها.
تاريخ شعوب شرق أفريقيا
تحتوي منطقة شرق أفريقيا على واحدة من أطول التواريخ البشرية الموثقة لأي منطقة في العالم، حيث كانت تعتبر تلك المنطقة موطن لمجموعة الأسلاف البشرية الأولى.
لقد تم العثور على مجموعة من الجماجم، وكذلك آثار لأقدام بشرية والتي يبلغ عمرها ما يقرب من ثلاثة ملايين عام، وقد تم العثور على تلك الآثار في تنزانيا وبحيرة توركانا في كينيا. كذلك يُقال ان وادي الصدع الموجود في منطقة شرق أفريقيا هو مهد الإنسانية.
وفقاً للوثائق والآثار التي تم العثور عليها؛ يعود تاريخ أقدم دليل على وجود سكان في منطقة شرق أفريقيا إلى ما يقرب من 10,000 عام، حيث كانت تلك المنطقة موطن لمجموعة من الصيادين الذين كانوا يتحدثون اللغة الخيسانية، بالاضافة إلى مجموعة السكان من مجموعات البيغمي المزعومة.
هجرة شعوب شرق أفريقيا
بدأت سلسلة الهجرة إلى منطقة شرق أفريقيا منذ ما يقرب من 3000 أو 5000 عام حيث بدأت الشعوب التي تتحدث اللغة الكوشية والنيلية والبانتو والخوسانية في التقارب من بعضهما البعض لتكوين شعوب شرق أفريقيا الموجودة في وقتنا الحالي.
ثم زادت الهجرة إلى تلك المنطقة في عام 1000 قبل الميلاد تقريباً؛ حيث قامت الشعوب الناطقة بلغة البانتو الموجودة في منطقة دلتا النيجر الموجودة في غرب أفريقيا بالهجرة إلى شرق أفريقيا. وقد كان لهؤلاء دور فعال ومهم في احياء تلك المنطقة لما تملكه تلك الشعوب من مهارات زراعية متقدمة، بالإضافة إلى خبرتهم في مجال انتاج الحديد والصلب، لذا تمكنوا من زراعة الأراضي وبناء المستوطنات وتعمير تلك المنطقة بالزراعة وغيرها من الحرف الأخرى.
بدأ بعد ذلك هجرة مجموعات أصغر من الشعوب النيلية التي جاءت إلى تلك المنطقة من جنوب السودان، لقد كانت تلك الشعوب تملك حرفة الرعي لذا استقروا في المناطق الأقل خصوبة مثل منطقة جنوب كينيا وشمال تنزانيا لرعاية قطعانهم الكبيرة.
ونظراً لجميع تلك الهجرات التي سبق ذكرها؛ نجد ان هناك تنوع كبير في شعوب شرق أفريقيا والذي يعتبر واحد من أكثر الجوانب الممتعة والشيقة في تلك المنطقة والتي تعتبر عامل جذب سياحي في منطقة شرق أفريقيا.
وفي الختام؛ يمكننا القول أن منطقة شرق أفريقيا هي منطقة حقاً مميزة بما تمتلكه من تنوع في شعوبها الذين يمتلكون العديد من المهارات المختلفة والمتنوعة، كما تتميز تلك المنطقة بجمالها الطبيعي من وديان وبحيرات وسهول وجبال، والتي تجعل منها مكان جذب سياحي مهم على مستوى العالم.