قبل الخوض في حديثنا عن شعار اليوم العالمي للتوحد World Autism Awareness Day، نقول، أنهُ منذ عشرة أعوام كاملة وشهرين أقرت هيئة الأمم المتحدة بجميع أعضائها، الثاني من إبريل من كل عام اليوم العالمي للتوحد، وخصصت اليوم للتوعية ضد مرض التوحد، ونشر المعرفة الكافية للتعامل مع المصابين مع المرض ومحاولة تخفيف أعراضه.
وجاء شعار اليوم العالمي للتوحد العام 2018 داعماً للفتيات المصابات بالتوحد، وحاثا لهن على ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، وداعما لهن للاندماج في المجتمع والانخراط في التعليم ومواجهة الصعوبات التي يمرين بها، وأقرت هيئة الأمم المتحدة الشعار كشعار عالمي لهذا العام، لتتخذ الدول نهجها في الفعاليات التي ستقيمها تحت نفس الشعار.
تظهر أعراض مرض التوحد عادة منذ الصغر، قبل سن الثالثة حتى، ويمتد تأثيره على الطفل حتى بقية حياته، والتوحد في حد ذاته اضطراب ما أو يمكن أن نصفه بالخلل فبعض الأطفال يصيبهم الخلل في النطق وفي تعلم الكلام، والبعض الأخر تبقى هناك فجوة سحيقة بينه وبين تواصله مع الآخرين بشكل طبيعي ومفهوم وردود فعله أيضا غير مناسبة في أغلب الأحيان للمواقف، والنوع الأخير وربما هو الأعنف من وجهة نظرنا، حيث أنه يأتي مصحوبا باضطراب في السلوك والتصرفات واتخاذ القرارات التي تلائم المواقف اليومية المختلفة.
لم يتم اعتماد أسباب واضحة أو صريحة للإصابة بالتوحد حتى اليوم، ولم يتم إثبات أنه مرض له علاقة بأي فيروس أو ميكروب أيضا، وهذا ما يجعله صعب العلاج بل مستحيلا، فلم يجد الطب حتى الآن أي علاج قطعي وجذري من أجل مرضى التوحد، وإنما اقتصر الأمر على استخدام العلاج النفسي والسلوكي لمحاولة تقويم سلوك الطفل المصاب، ومعالجته نفسيا ومساعدته على التعايش مع مرضه واندماجه مع اقرانه.
تتجه دول الخليج بشكل سنوي إلى إقامة الفعاليات في الثاني من إبريل من كل عام، في مدارسها وجامعاتها وتوجه الطلبة والمدرسين إلى الاهتمام بالأمر وإعداد برنامج كامل، يحتوي على العدد من الفقرات، إذ أن دول الخليج تسجل عادة في كل عام معدل مرتفع من الأطفال حديثي الولادة المصابين بالتوحد، إذ تبلغ نسبة الأطفال المصابين بالتوحد في دول الخليج نصف عدد الأطفال الموجودين أي أنه من كل 50 طفلا ثمة 25 طفلا مصابا بالتوحد، لذا عادة ما تهتم دول الخليج بالتوعية الصحيحة تجاه التوحد وأعراضه، وتأتي دول الشام في المرتبة الثانية من حيث عدد الأطفال المصابين بالتوحد فيها إذ تبلغ نسبتهم 10% من إجمالي عدد الأطفال الموجودين.