عام جديد وسعيد
كل عام وكل الناس بخير بكل الحب والامتنان نودع عاماً ماضياً، ونستقبل عاماً جديداً نسأل الله أن يجعله مباركاً طيباً وسعيداً عليناً، بكل الحب والقلوب الصافية التي لا تحمل لأحد إلا الخير والأمنيات الوردية نستقبل هذا العام.
مضى العام ومن قبله أعوام ونحن نتنقل بين مواقف الحياة ودروسها وتجاربها، وكل عام يمر بنا أو نمر نحن به يضيف لرصيد خبرتنا ووعينا إضافة جديدة، قد تكون كبيرة أو صغيرة بحسب تفكير وإدراك كل منا، فمع الأيام تتغير بداخلنا قناعات وتتضح لنا حقائق وأمورا لم نكن نعرفها من قبل، تتكشف لنا صورا واضحة جلية كانت تخفى علينا في الماضي، وهكذا تتكون الخبرات وتصقل القدرات ويتسع الوعي والإدراك.
فمع دخولنا في التجارب المختلفة نتعرف على أخطائنا وتصبح محاولاتنا أقرب للصواب، ومن أروع وأقيم ما نخرج به من مدرسة التجارب والخبرات أننا نتعرف على أنفسنا ونكتشف خباياها، ونفهم أسررها ونقاط الضعف والقوة فيها، وأننا مع الوقت أيضا نكتشف الطرق الأقصر التي يمكننا أن نسلكها في سبيل الوصول إلى أهدافنا وأمنياتنا، نتعرف كذلك على الأمور التي تشتت طاقاتنا وتعيق إبداعاتنا وتحقيق الإنجازات التي ترضينا وتتوج مجهوداتنا.
واحتفالا بكل ما جادت علينا به التجارب من الخبرات والمهارات والوعي، وبكل لحظة اكتسبنا فيه خبرة جديدة وتعلمنا درسًا جديداً أوجه دعوة جادة لنستقبل عامنا الجديد بتوثيق تلك الخبرات والاستفادة بها في تصحيح مسار حياتنا، لم لا نرفع شعارات جديدة تكتبها عقولنا الجديدة التي غذتها الحياة وسقتها من شراب الخبرة وعصارة المعرفة، فلنذكر أنفسنا ونحدد الشعارات التي نرددها ونتحرك في نطاقها في عامنا الجديد!
ابدأ السنة الجديدة بـ
- اطوي صفحات الماضي ولا تلفت إلى الوراء، وكف عن العتاب واللوم، وتوقف فورا عن البكاء والنحيب ورثاء أمنياتك القديمة، فأنت ابن السنة الجديدة ففكر بعقلية السنة الجديدة وعش تفاصيلها واسمح لنفسك أن تتجول في عوالمها ودهاليزها لعل بين ثناياها يختفي طيف حب جديد أو أمل وليد أو فرحة ظننتها دربا من الخيال، اجعل شعارك لهذا العام (عام جديد بلا بكاء ولا رثاء لا يفيد).
- ادرس خارطة أهدافك وحدد موقعك منها، وتعرف على نقاط الضعف فيك وفيها وقيم انجازاتك، خض من التجارب ما شئت واعلم أن النتائج أيا كانت فهي في النهاية نجاح ومكسب، احذف من قاموس عامك الجديد كلمة الفشل أو الخوف من الفشل، لا تسمح لنفسك ولا لغيرك أن يرددها على مسامعك أو يوهن بها قوتك، ويضعف بها عزيمتك، وليكن شعارك لهذا العام ( عام جديد بلا فشل.. عام جديد لا نعرف فيه إلا النجاح ولا نريد منه إلا التقدم للأمام).
- أما عن علاقاتك بالناس ودوامة المشاعر المتصارعة والمتداخلة والغير واضحة المعالم، فتوقف عندها فورا وقم بفلترتها، لا تحتفظ بمن يثقلون كاهلك ويضيفون عبئا جديدا إلى أعباء حياتك، انسلخ من ازدحام العلاقات السطحية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، واحتفظ فقط بالعلاقات الواضحة الطيبة الراقية التي تبني ولا تهدم، تعمر ولا تخرب، تجمل ملامح واقعك ولا تشوهه (عام جديد بلا علاقات هدامة).
- طور نفسك وتعلم فن اغتنام الفرص، تخلى عن السلبية والتردد والخوف واشعل حماس الرغبة في تحقيق النجاح والفلاح، خطط لوقتك وأهدافك ، كن منظما محددا واضحا، واعلم أن الفوضى عدو النجاح الأول من الآن فصاعدا اجعل شعارك المفضل لهذا العام المقبل (عام بلا فوضى ولا عشوائية).
- ركز على حياتك وتحرك داخل عالمك الخاص ولا تضيع وقتك ومشاعرك في التدخل فيما لا يعنيك، أو التقصي والبحث عن معلومات لا تغنيك ولا تجدي لك نفعا، ركز على قدراتك وإمكانياتك وطورها، وعزز نقاط القوة، وعالج نقاط الضعف، وارتق (عام جديد.. إلى الأمام دائما).
- الحب طاقة رائعة تمد الروح وتفتح أبواب النجاح والإبداع على مصراعيها، فتزود منها ما استطعت امنح الحب لمن يستحق، قدر من يمنحك إياه، ولا تبالغ فالاعتدال سر النجاة في كل شيء، فاجعل حبك بلا إفراط ولا تفريط ولا وهن، أحب الحياة بعقلك قبل قلبك، وأطلق طاقات العطاء الكامنة بداخلك لتستمتع برفاهيات الحب ودعمه اجعل شعارك لهذا العام (عام الحب… عام بلا وجع قلب ولا تعب). كل عام وكل الناس بخير وسلام، وتقدم نحو الأفضل.