صحيح أن أمي عضو شرف في نادي (…)، و«رئيس النادي» لا يقضي أمرا دون أن يشاورها، وصحيح أن أمي سلفت بيل جيتس قبل عام وتنازلت عن الـ45 مليارا والثلاثة ريالات التي أعطته لأن أمه قامت تبكي عند أمي. وصحيح أن أمي هي الداعم لفيلم «فيس بوك» الأكثر مبيعا في أمريكا حاليا، وصحيح أن أمي تملك ثلاثة جوالات «مع أنها لا تعرف إلا الخضراء والحمراء»، وصحيح أن أوباما مستشار لأمي والآن هي تدرس قرار فصله.
ولكن يا شركات الاتصال، هذا لا يعني أن تزعجوني برسائلكم وإعلاناتكم، فصدقوني لن تستفيدوا مني شيئا إلا خسارة رسائلكم ووقتكم، فالوقت الذي ترسلون لي فيه رسالة استغلوه لاستغلال مشترك آخر.
وأيضا لا تنتظروا من فخامتي أني راح أشترك في إحدى تلك الخدمات.. أبدا، أبدا.. فأنا بخيل جدا، وكسول لا أحب القراءة، وأيضا مشغول لما هو أهم منكم.
وإذا كنتم مصرين على الرسائل، يا أخي لا ترسلوا الساعة 2 ليلا أو بعد الفجر، فإن هذه الأوقات غالبا لا تأتي إلا من أصدقاء خاصين وفي وضع يكونون في أشد الحاجة لي، يعني «ضرورة قصوى»، إما «ناقصين» يريدون أحدا يكملهم بلوت، أو أحدهم احتاج لعلبة دخان فأحب أن يخبرني آتي بها معي، أو مثل هذه الأمور الضرورية.
ثم ما هي هذه الرسائل التي لا تستطيعون تأخيرها إلى الوقت المناسب والتي تظنون أني في أشد الحاجة إليها وأني سأسرق من مال أمي وأنفق ثروتها لكي أشترك معكم؟!
للأسف أغلبها سخيف جدا.. مثل:
الآن بإمكانك أن تعرف شخصيتك.. وكل خبايا نفسك وجيرانك وعيال حارتكم من خلال نعلتك لتعرف شخصيتك من خلال نعلتك، أرسل شكل النعلة إلى…
أو: هل تريد أن تتعلم لغات أكثر؟ هل تريد أن تتكلم بلهجات أوسع؟ تعلم اللغة الإيطالية في ثلاثة أسابيع وخمس ساعات وعشر دقائق وثانية فقط.. أرسل الرقم إلى الرمز…
أنا بالكاد أجمع كلمتين عربيتين عاميتين على بعضهما حتى إني إن سلمت أخطأت في السلام، وتريدونني أعرف إيطالي.. وهو ما لي وما لي اللغة الإيطالية؟
ورسالة تقول: هل تريدين زوجك يركض خلفك حتى لو هربت في الشارع؟ تعلمي كيف تجعلين زوجك لا يرد لك طلبا؟ أرسلي الرمز للرقم…
أنا صراحة بدأت أشك بنفسي أنا ابن الغابة أو بنت الغابة؟ ثم ما هذا الحل السحري الذي يجعلني لا أرد طلبا لزوجتي؟
وأخرى «رسالة وليس زوجة طبعا»: لبس الثوب فن لا يتقنه إلا الأذكياء، تعلم كيف تلبس ثوبك.
أو: الشاعر محماس خان يرثي بنت عمته التي تزوجته في قصيدة غزل هي الأولى في عالم المقالات الهندية.
رسائل سخيفة + وقت غير مناسب = شركة اتصال
وأرجو منكم ألا تنسوا أن أمي عضو شرف في نادي (…) ولا يقضي «رئيس النادي» أمرا دون أن يشاورها، وأن أمي سلفت بيل جيتس قبل عام وتنازلت عن الـ45 مليارا والثلاثة ريالات التي أعطته لأن أمه قامت تبكي عند أمي.. وأمي هي الداعم لفيلم «فيس بوك» الأكثر مبيعا في أمريكا حاليا وأمي تملك ثلاثة جوالات «مع أنها لا تعرف إلا الخضراء والحمراء»، وأوباما مستشار لأمي والآن هي تدرس قرار فصله.. بالمناسبة، تقدرون تفتحون لي الخدمة 24 ساعة؟!
بقلم: ابن الغابة