السؤال يقول: في الحديث الشريف يقول رسول الله ﷺ «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». أرجو تفسير هذا الحديث.
وردًا على هذا السؤال؛ قال الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله-: بالنسبة لتخريج الحديث، فهو من رواية الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنهه-، وهذا الحديث صحيح عنيت به كتب الصحاح واشتهر في عالم السنة الصحيحة؛ وهو وارِد بهذا اللفظ في صحيح مسلم.
وقد ورد الحديث في شأن نوعين من الناس بقصد التشنيع من فعلهما الذي صارا به من أصحاب النار ولم يرهما النبي ﷺ فيما عرض عليه من المشاهد ليلة الإسراء والمعراج أو أن الله ﷻ حفظ بصره من رؤيتهما لبشاعة أمرهما، رجال يغرهم سلطانهم فيبطشون بالأحرار أو يجلدون أبشارهم بالسياط.
ونساء يغرهن جمالهن فيبدين زينتهن ويكشفن عما أمر الله أن يستر من عوراتهن ليغرين الناس بالجريمة ويتصيدنهم للوقوع في الرذيلة بما يقمن به من التصنع في المشية والخلاعة والسفور الفاضح.. وفي الحديث: ما رأيت فتنة أضر على الرجال من النساء.. والأمة التي يطغي بالإجرام حكامها ويفجر بالخلاعة نساؤها لا تقوم قومتها ومحال أن يتم بناؤها.
والرءوس المائلة المختالة تصنعا في الإغراء، والمميلة التي تميل إليها الرجال حتى لتبدو رءوسهن بما يفعلن في شعورهن وما يضعن عليها من الزينة كأسنمة الإبل ذات الذروتين المشرعة على ظهورها مائلة إلى أحد جانبيها. هؤلاء جميعا لا يدخلون الجنة لإرهابهم الآمنين وفتنتهم للمؤمنين، بل لا يشمون رائحة الجنة التي لا تخفي على الرجل البعيد عنها ولو بمسيرة مسافات بعيدة. وقد ورد الحديث للحث على الفضيلة وتجنب أسباب الرذيلة.
وختامًا؛ لعلكم أدركتم مدى قوَّة الألفاظ في الحديث وما احتوى عليه من تهديد ووعيد، يجب أن يحذر المسلم منه ومن الأفعال والأعمال والأقوال التي تؤدي إليه.