يُعد الشخير عند الأطفال من أكثر الأمور التي تُزعجهم أثناء نومهم، وفي بعض الأحيان يكون مؤقت ولا يحتاج إلى تدخل طبي، ويختفي دون قلق، فربما يحدث الشخير عند الأطفال بسبب البرد والزكام. وأحياناً أخرى يكون الشخير مزعج ويجب علاجه، لاسيما إذا كان بصوت مرتفع.
فلكل من تسأل: طفلي يشخر وهو نائم فهل هذا خطير؟ ندفع إليها هذا المقال.
هل يدل الشخير عند الأطفال على وجود مرض؟
يقول “الدكتور باسل العاصي” اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة: الشخير عند الأطفال الرضع نوعان؛ هما:
- الشخير المؤقت: والذي يحدث نتيجة تعب أو إرهاق، أو نتيجة نقص في النوم، وهذا الشخير طبيعي، يحدث مرة في الأسبوع مثلاً، ويُعد هذا النوع من الشخير عرضي، ويختفي دون قلق ولا يحتاج إلى التدخل الطبي.
وعلى الأمهات ألا يقلقن بشأن الشخير عند الأطفال، فقد يكون الشخير أمراً طبيعياً ناجماً عن نشاطه اليومي.
- الشخير المزمن أو المتكرر: يتكرر هذا النوع من الشخير حوالي 3 إلى 4 مرات في الأسبوع، وفي هذه الحالة يجب معرفة سبب حدوث هذا الشخير.
أسباب الشخير عند الأطفال
تابع “د. العاصي” تختلف أسباب حدوث الشخير عند الرضع عن الأطفال الكبار بعمر 5 إلى 6 سنوات، فالشخير عند الرضع ربما يرجع سببه إلى مشاكل خِلقية عند الطفل مثل:
- صغر حجم الفك السفلي.
- تراجع الفك السفلي.
- انسداد فتحات الأنف الخلفية.
أما أسباب الشخير عند الأطفال الكبار يرجع إلى:
- تضخم اللوزتين.
- تضخم لحمية الأنف.
- التهابات الطرق التنفسية العلوية.
- التهاب اللوزتين.
- الأمراض التحسسية.
- السمنة الزائدة: حيث تسبب السمنة عند الطفل صعوبة التنفس خاصة ليلاً.
وهناك أسباب أقل شيوعاً ونادرة الحدوث، ومنها وضع الطفل لأجسام غريبة في أنفه. وبذلك فالشخير ليس مرضاً في حد ذاته، ولكنه عرض بحدوث انسداد في الطرق التنفسية. وإذا كان الشخير متكرراً؛ فبذلك يدل على مشكلة صحية، لأنه في هذه الحالة يُعد أمراً غير طبيعياً.
متى يجب استئصال الزوائد اللحمية؟
ليس علاج الزوائد اللحمية هو الاستئصال فقط، بل يتم علاجها عن طريق الأدوية غالباً، ولكن غالباً لا تظهر اللحميات قبل عمر السنتين عند الطفل، وتبدأ في الظهور بعد سنتين أو 3 سنوات، وتصل إلى ذروتها في عمر 5 إلى 7 سنوات. ثم تتراجع بعد ذلك.
وتوجد الزوائد اللحمية عادة خلف الأنف، ويُمكن أن تسد طريق التنفس عبر الأنف إذا تضخمت بشدة، ومن ثم يحدث الشخير عند الطفل.
ومن أهم أسباب استئصال الزوائد اللحمية ما يلي:
- الحجم النسبي للزوائد اللحمية.
- فشل العلاج الدوائي.
ولا يجب استئصالها قبل السنتين من عمر الطفل، وعادة يتم الاستئصال بعد عمر 3 أو 4 سنوات من عمر الطفل.
هل طريقة وضع الطفل أثناء النوم تؤثر على المجرى التنفسي وتسبب الشخير
لا يُعد الشخير عند الرضع من الأمور الشائعة، فأحياناً يجب وضع الطفل على ظهره أثناء النوم، لأنه يُفضل هذه الوضعية خاصة في أول 6 إلى 7 شهور، وربما سنة كاملة، كما أنه لا يقدر على تغيير هذه الوضعية، وبذلك تكون الأم مُلزمة بوضع الطفل على ظهرة أثناء النوم.
فالنوم على الظهر عادة يزيد من حالات الشخير عند الأطفال، إضافة إلى الشخير عند الإرضاع، لذلك على الأم وضع الطفل بوضعية أكثر عمودية عند الإرضاع، مما يُساعد على فتح المجرى التنفسي، وعدم ارتجاع الحليب؛ وكذلك سهولة البلع.
هل الطفل المُصاب بحساسية الأنف أو الربو أكثر عرضة للشخير؟
يُعد أي سبب يعمل على انسداد الطرق التنفسية، ومنه حساسية الأنف عند الطفل، يُمكن أن يُسبب الشخير عند الطفل.
ويُمكن علاج ذلك من خلال إعطاء الطفل أدوية الحساسية، وأدوية الربو الاستنشاقية، وخاصة إذا كان الطفل في عمر صغير؛ ففي هذه الحالة يتم استخدام جهاز الاستنشاق بالبخار (النيبوليزر)، كون الطفل لا يعرف استخدام الجهاز بنفسه.
وكذلك يتم إعطاء الطفل أدوية التحسس قصيرة الأمد أو طويلة الأمد.
أضرار الشخير أثناء النوم عند الأطفال
إذا كان الشخير ناتجاً عن انسداد في المجرى التنفسي، يُمكن أن يُسبب مشاكل طويلة الأمد، فنقص الأكسجين أثناء النوم الذي يحدث نتيجة الانسداد يُمكن أن يؤثر على استيعاب الطفل، وكذلك قلة الانتباه وفرط النشاط، مما يؤثر ذلك على تحصيل الطفل الدراسي. إضافة إلى مشاكل النمو؛ والتي تظهر خاصة على منطقة منتصف الوجه، وطول القامة.
كما أن من أضرار الشخير أثناء النوم عند الأطفال ونقص الأكسجين هو حدوث مشاكل أخرى للطفل مثل التبول اللاإرادي أثناء النوم، فهذه المشكلة تكون أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين يُعانون من مشاكل في الطرق التنفسية.
ويحدث التبول الليلي اللاإرادي عند الطفل نتيجة بعض الهرمونات التي تُفرز نتيجة نقص الأكسجين أثناء النوم، فتزداد كمية التبول عند الطفل، بجانب انشغال الدماغ بتنظيم الأكسجين الناقص أثناء النوم، وتنظيم التنفس عند الطفل، مما يُخفف ذلك من تحكم الدماغ بالمسرات البولية أثناء النوم.
تشخيص الشخير عند الأطفال وعلاجه
يتم فحص الطفل من خلال أخذ قصة سريرية عن الطفل (الفحص السريري)، ومعرفة عدد مرات الشخير، وهل هو مستمر، وهل يرتبط بعوامل معينة، وبذلك يُعد الفحص السريري هو أساس الفحوصات التي تُشخص الشخير وتُساعد في علاجه.
بجانب استخدام فحص تنظير الأنف؛ سواء كان عن طريق التنظير العادي من خلال منظار الأنف، أو عن طريق الأجهزة الحديثة. وفي بعض الأحيان يتطلب التشخيص صورة شعاعية للمجرى الهوائي، وبعض التحاليل الدموية.