تختلف شخصيات الناس عن بعضهم البعض، فنحن نتعامل في حياتنا اليومية مع الكثير من الشخصيات المختلفة، ومن ضمن هذه الشخصيات هو الشخص المزاجي الذي تارة سعيد جدًا وملئ بروح السعادة وتارة أخرى نجده مكتئب وحزين ولا يرغب التحدث مع أحد.
فما هو الشخص المزاجي وكيف يكون علاجه وكيف يتم التعامل معه، تعرف على ذلك في المقال التالي.
الشخصية المزاجية
الشخصية المزاجية كما عرفها مدرب التنمية البشرية “الأستاذ راشد آل علي” هو الشخص الذي نجده أحيانًا سعيد جدًا وأحيانًا حزين جدًا، وفي أحيان أخرى نجده يحب الجلوس مع غيره ومليء بروح الفكاهة.
أما في بعض الأحيان نجده يُفضل العزلة والاكتئاب، وبهذه الطريقة يكون الشخص مزاجي، ولكن التفاوت البسيط في هذه المشاعر أمر طبيعي للغاية لأننا نمر بحالات مختلفة في الحياة.
لكن في حال الشخصية المزاجية يكون التفاوت كبير جدًا بين الحالتين، وهذا التفاوت يؤثر على الحالة النفسية والصحية للشخص.
وتعد فترة المراهقة هي فترة اختلاف الهرمونات في الجسم وهذا الاختلاف يمكن أن يجعل الشخص مزاجي، ولكن يأتي هنا دور الأسرة والأصدقاء فعليهم إعطاء هؤلاء الأشخاص وقت من الراحة والاسترخاء.
وكذلك يجب على الأسرة عدم إجبار هذه الشخصية على أشياء معينة، فالاجبار يزيد من التوتر والحالة المزاجية، وعدم الضغط عليه عند رغبته في الجلوس بمفرده.
الأسباب التي تجعل الشخص مزاجي
هناك أسباب أسرية واجتماعية في حياتنا تؤدي إلى جعل الشخص مزاجي، فمثلًا عندما يرى الطفل الصغير تشاحنات سلبية بين أفراد الأسرة وكثرة الصراخ في المنزل فهذا يؤدي إلى أن الطفل يمكن أن يكتسب الشخصية المزاجية.
وكذلك فالظروف التي قد تصادف الشخص يمكن أن تجعله شخصية مزاجية، وأيضًا وجودنا لفترات طويلة على الأجهزة الذكية بدون هدف يؤثر على الحالة المزاجية لنا بسبب عدم الإختلاط بالآخرين وهذا يُسبب نوع من أنواع التوتر، فالتنويع في الحياة أمر مطلوب جدًا.
وأشار “آل علي” في حديثه أنه إذا كان التفاوت بين هذه المشاعر في فترات صغيرة يكون الشخص شديد التوتر، لذلك فكلما كان التفاوت بين الأحاسيس كبير في فترة أقل فإن الشخص يجب عليه التوجه إلى الطبيب النفسي والعلاج.
كيف نتعامل مع الشخص المزاجي؟
نحن نتعامل في حياتنا اليومية مع العديد من الشخصيات المختلفة فيجب علينا تقبلها ومعرفة كيف نتعامل معها، فالشخصية المزاجية يُفضل التعامل معها عندما تكون حالته المزاجية جيدة.
لكن في حالات المزاج السيء يُفضل تجنب التعامل مع هذه الشخصية، فيجب فهم الشخصية المزاجية ومعرفة كيفية التعامل معها بدون مشاكل أو ما إلى ذلك.
كما يمكن تنبيه الشخص المزاجي بأنه ذو شخصية مزاجية ونصحه بمحاولة تعديل ذلك لكن عندما تكون حالته المزاجية جيدة وعندما يكون بمفرده، فلا يجوز الحديث معه في ذلك أمام الناس.
وكما يجب أيضاً نُصحه بالتوجه لذوي الإختصاص لعلاجه وعدم إعطاء معلومات أو نصائح خاطئة له.
وهنا نقرأ سويًّا أيضًا عن صفات الشخصية المترددة، وكذلك الشخصية الاستغلالية.
متى يكون الطفل مزاجي؟
تختلف نسبة المزاجية عند الأطفال على حسب الطبيعة الوراثية لديهم، فهذه كلها طباع يمكن أن يكتسبها الطفل من أحد والديه أو أجداده.
لكن يجب العلم أن الأسرة والحالة الاجتماعية لها تأثير على كون الطفل ذو شخصية مزاجية، فترك الطفل فترات طويلة على الأجهزة الذكية يزيد من هذه الفرص.
لذلك فيجب التنويع في حياة الطفل بالخروج والتعامل مع شخصيات مختلفة مع غيره من الأطفال، وكذلك التنويع في الالعاب التي يتم شرائها للطفل وإشغاله في أشياء مفيدة، فكل هذه الأشياء تبعد الطفل عن المزاجية.
كيف يتم علاج الشخص المزاجي؟
أول خطوات العلاج أن يعترف الشخص أنه شخصية مزاجية، وفي الفترة الأولى من العلاج لا أنصح بالتوجه للطبيب لأنه بمجرد اكتشاف الشخص لكونه مزاجي فهو يستطيع أن يحاول تغيير مزاجه وشعوره وتفكيره.
فالمزاجية شيء بسيط جدًا ويمكن التعامل معها بأبسط الأشياء كممارسة الرياضة والاسترخاء لمدة ربع ساعة يوميًا.
وكذلك فهناك هرمونات بالجسم ترفع معدلات السعادة والراحة مثل هرمون الدوبومين ويتم رفع معدلاته في الجسم بوضع أهداف والعمل على تحقيقها لعمل إنجازات حتى لو كانت بسيطة فهي تحقق السعادة وترفع معدلات هذا الهرمون في الدماغ، كذلك هرمون السيروتنين ويتم رفع معدلات هذا الهرمون عند شعور الشخص بقيمته عند انتباه الناس له.
وهرمون الحب أيضاً، ونحصل عليه عن طريق العلاقات المختلفة بين الأسرة والأصدقاء وزيادة الثقة بهم فكل هذا يرفع معدلات هرمون الحب والشعور بالسعادة بطريقة إيجابية، فتعديل المزاج أمر شديد السهولة.
ولكن يجب معرفة كيف يكون ذلك، فلا يوجد شيء مستحيل طالما وجدت الإرادة القوية فالإنسان ليس آلة ويمكنه تغيير أي شيء رغم كل الظروف والتحديات، كما ورد على لسان “أ. راشد آل علي” في نهاية حديثه.