ما أجمل الحديث عن البر؛ ومع البِرّ يكون للعبادة روح. وهنا سيكون الحديثُ عن شخصية البار والعاق؛ وكيفَ يؤثِّر ما يفعلاهُ في دينهم وحياتهم.
شخصية البار وحياته
ألمشاهَد أن البررة هُم أقرب الناس إلى الله تعبدًا؛ فالبار تجد صلاته جميلة، لديه وجهٌ منطلق، يحب قيام الليل؛ ولربما صام النوافل، تجد فيه حياء.
تجدهُ يحترم ويوقِّر الكبير ويرحم الصغير؛ يصِل رَحِمه.. هذا هو البار.
شخصية العاق وحياته
وسبحان الله؛ إذا ابتدأ العاق في العقوق اختلَّت عليه حياته كلها. وأول ما يختل معه هو ضعف التعبد. فتجد صلاته عليها نقد؛ تجد أنه ليس بعفيف، غضوب وقاسي، والناس لا يحبونه.
وسبب ذلك أن الحق الأول وهو حق الله اقترن حق الوالدين بحق الله؛ فإذا فرطت في حق الوالدين ضعفت علاقتك مع ربك.
البر بوابة الطاعة
ولذلك نقول؛ أيها الأبناء، إن البر بوابة للطاعة، لصلاةٍ خاشعة وصدقات وطاعات ومُناجاةٍ ودعوات؛ ولفتح أبواب التوفيق.
لذلك؛ تجد أن البار يطيع الله جل وعلا فيفيض من طاعته لله إلى حدائق البر وبر الوالدين.
يقول الشيخ سعد العتيق: أيها الأبناء، إن ارتباطنا بوالدينا يجعل لحياتنا في الطاعة باب عظيم وانشراح شديد جميل، وهناك خشوع جميل في الصلاة.
فإنَّ الله -تعالى- يقول “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” ~ الآية ٣٦ من سورة النساء.
معنى ذلك أن الذي يحقق العبودية لله غالِبًا يحقق بر الوالدين. يقول تعالى “أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” ~ الآية ١٤ من سورة لقمان.
وهنا دعوة؛ حتى نعيش رياحين الطاعة وأن تكون حياتنا جميلة في مناجاة الله والانكسار بين يديه؛ وصدقات وتلاوات ودعوات وحج وعمرة. إذا أردت أن تبدأ هذه البوابة من الحسنات، عليك ببر الوالدين؛ وإذا دعوا لك وكنت مخلصًا، فتح الله لك سر السعادة؛ وهي أن تُناجي الله وتُحِب أن تخلوا به.
فإليكم جِنان البر: أخلصوا في بر الوالدين (الأم والأب) حتى يفيض الله عليكم حقائق جميلة في الحياة؛ تحققون العبودية فتكونون بها أسعد الناس.
ابدأ الآن رِحلة البِر وقُم إلى الجداول لتكتبها وإلى الخطوات العملية لتنفذها.