لا.. هذه المرة لن يتبع هذه الجملة وصف سلبي لشباب هذا الزمن، أو تحسر على شباب الزمن السابق، بل على العكس فإن مقدرة شباب القرن الواحد والعشرين وإدراكهم فاق كل التوقعات والمخاوف من أن جيل «البرجر» و«الكتشب» و«البوكيمون» سيكونون أكبر صدمة في التاريخ لأنهم لا يرتبطون به أو بالأحرى لا يعيشون فيه.
وقد يكون السبب الحقيقي الذي جعلنا ننظر لهم شزرا هو أن جيلنا نحن «السابقون» كان بالفعل الصدمة الأكبر في تاريخ منطقتنا والنكسة الأعظم في بناء حضارتنا، وكنتيجة حتمية توقعنا أن يكون الجيل الذي يلينا أسوأ منا، لأننا تربينا على أنه لا يمكن لأحد أن يكون أفضل من أبيه.
عندما تجبرني الظروف وتضعني في الموقف المحرج على طاولة نقاش مع من يصغرني بسنين كثيرة أصدم من سعة تفكيرهم وإدراكهم لمكانهم في الكون، وإلمامهم لما يحدث في الأرض والعالم حولهم. قد لا يكون ذلك كفاية للبعض، وقد ينظر إليه البعض الآخر على أنه مبالغة ولكن ما إن يأخذ رحلة سريعة في ماضيه ويتذكر كيف كان في سنهم هو وأقرانه وماذا كانت اهتماماتهم حينها حتى يدرك أننا أمام جيل يعيش زمانه ومكانه ويستخدم أدواته كما يفعل أقرانه في العالم أجمع.
لنكن واقعيين، ففي الأحداث الأخيرة التي حصلت في الدول العربية كان الجيل الذي وضعناه خارج الرهان، وأغفلناه من كل حساباتنا، هو المحرك الأساسي والصوت الأعلى في تحريك أحجار شطرنج المنطقة، وللمرة الأولى نرى الوضع السياسي يهتز بأيدي من يضع «الجل» على شعره، وسماعات «الآيبود» في أذنيه.
ما دعاني لكتابة هذا هو غبطتي وأنا أتابع بشغف إنتاج مبدعين سعوديين على قناة العصر «اليوتيوب» يخرج إلينا بأفكار «أصلية» من إنتاجهم وتنفيذهم، أعمال عنوانها الإتقان، وأهدافها الإصلاح، وظاهرها المتعة والإبداع. فقط رسالة شكر لمالك نجر، و«على الطاير» و«لا يكثر». على الرغم من أنهم هذه المرة سيقولون كلمتهم ويثبتون أنفسهم، وسيصلحون ما أفسدنا، ولندع الله أن يصفح عنا في التاريخ الذي يكتبونه، ولا أعلم ما سيضعونه في فصلنا، ربما «سقط فشلا».
بقلم: محمد السرار
مقترحات أكثر من أجلك:
- فهنا تقرأ: مقال عن دور الشباب في بناء الوطن
- وكذلك؛ تطَّلع هنا على: حسن استغلال الشباب لوقت الفراغ
- ثم يكون مرورك على: مقال عن دور الشباب في المجتمع
- وختامًا، تجِد هنا: مقال عن لا تبنى الأوطان إلا بالشباب