تفاصيل الاستشارة: ابنتي تعاني من مرض فرط الحركة وتأخذ علاج الريتالين 10 جم، ولكن للأسف في كثير من الأحيان أجد مفعول هذا العلاج لا يؤثر، لماذا؟ من خلال تجربتي وجد أن مفعول العلاج يعمل في حالة التركيز في شيء ما مثل التليفزيون والرسم وسماع القصة، ولكن لاحظت في الفترة الأخيرة أن المفعول لا يعمل حتى مع ذلك، لماذا؟ مع العلم أن ابنتي تستخدم هذا العلاج مدة تبلغ قرابة السنتين وأنا أبحث عن الريتالين 18 جم وهو غير متوفر في صيدليات السعودية. أين أجد في صيدليات دول الخليج؟
د. مصطفى عبد الرحمن «استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والخدج» أجاب الاستشارة؛ فقال: لقد نسيت أن تضع لي بيانات طفلتك الحبيبة ووضعت بدلاً عنها بياناتك الخاصة من وزن وطول وعمر، وهذه البيانات كانت ستفيدنا كثيرًا في تقييم حالة الابنة العزيزة والرد عليها بما يفيد.
لكن لا بأس ففرط الحركة لدى الأطفال سيناريو مشهور في عيادات الأطفال، وما زالت هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها حول هذه المشكلة السلوكية، هل هي مشكلة نفسية؟ أم عضوية؟ أم الاثنتان معًا؟ لماذا لم نكن نتكلم عنها منذ عدة سنوات بهذا الزخم؟ هل لأنها كانت غير موجودة أم أن جهلنا بها كبير؟ لماذا ازدادت الحالات المشخصة منذ عدة سنوات؟ وهل العلاج الدوائي وحده كاف؟ أم يجب إشراك المعالجة النفسية مع الدواء؟ هل ستستمر الحالة مدى الحياة؟ أم ستختفي مع الزمن؟ أم ستخف مع الزمن مع ملازمتها لصاحبها ما دام حيًّا؟ عشرات الأسئلة ما زالت تنتظر الإجابة من الباحثين والنفسانيين والمهتمين من الأطباء والعلماء، ويمكنك عزيزي مطالعة المقال التالي ففيه ما يكفي ويزيد من معلومات حول هذا المرض وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه: أسباب مرض فرط الحركة وعلاجه
ولاشك أن حالات فرط الحركة وقلة التركيز عند الأطفال قد تزايدت في السنوات العشر الأخيرة في أنحاء العالم والله أعلم بالأسباب… وإن كنت شخصيًّا أميل إلى أن ظهور ألعاب الفيديو وما فيها من سرعة وحركة وعنف وغيرها لعبت دورًا لا بأس به في ظهور أو على الأقل ازدياد حالات هذا المرض.
ورغم أن المرض يظهر مبكرًا فإن المعالجة لا تبدأ قبل وصول الطفل إلى عمر السنوات الست، والسبب أن الدواء المعالج لا يعطى في كثير من البلدان قبل هذا العمر، وفي معظم الحالات تكون الاستجابة للدواء استعراضية، حيث يبدأ التحسن بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من بدء المعالجة ومن النادر جدًّا ألا يحدث التحسن.
والدواء الذي ذكرته وتتناوله الطفلة هو العلاج الشائع الاستعمال ذائع الصيت حاليًا في معظم بلاد العالم، ومادته الفعالة هي Methylphenidate، ويعمل كمحرض نفسي Psycho stimulator بمساعدته على زيادة إفراز مادتين من المحرضات العصبية وهما الدوبامين Dopamine والنورأدرينالين Noradrenaline اللذان يساعدان على نقل السيالة العصبية من خلية عصبية إلى أخرى.. ولكن لماذا بزيادة إنتاج هاتين المادتين تخف الأعراض وتتحسن الحالة؟.. الله أعلم.
كما أن مدة المعالجة قد تمتد لسنوات وسنوات، وليس هناك فترة محددة يجب أن يوقف عندها الدواء والدراسات مستمرة في هذا المجال لتحديد مدة العلاج.
ويجب أن يعطى هذا الدواء بجرعة مناسبة وفعَّالة وهي: واحد مليجرام لكل كيلو جرام من وزن الطفل؛ لذا فإنه في حالة طفلتك يجب تصحيح الجرعة اليومية حسب وزنها الذي لم تذكره في رسالتك، وذلك بالطبع تحت إشراف طبيب، فهذا الدواء يعطى على دفعتين واحدة في الصباح والثانية ظهرًا، وإن كان قد ظهر مؤخرًا النوع الجديد من هذا الدواء والذي يعطى بجرعة واحدة صباحية، ولكن تجربتي تفضل النوع الأول ذا الجرعتين يوميًّا، مع العلم أن الآثار الجانبية لهذا الدواء نادرة جدًّا.
عزيزي الأب، أعتقد أن المشكلة لدى طفلتنا الصغيرة في تعديل الجرعة التي تتناولها؛ لذا أرجو منك مراجعة الطبيب المختص ليضع يده على المشكلة ويرشدك إلى حلها بأمر الله تعالى.
ختامًا.. أرجو الله لطفلتك الشفاء والعافية وتابعنا بالأخبار.