يمكن لأي متابع رياضي بسيط مزاولة لعبة «الاختلافات السبعة» بين أغلب سيناريوهات الصفقات الجديدة التي تبرمها الأندية هنا، ستنتهي اللعبة دون أن تتجاوز الحلول اختلاف «الجنسية» وقيمة «الصفقة» ومدة «العقد» و «مركز اللعب» ونوع «السيارة الفارهة» التي نقلته من المطار إلى النادي، فيما ستتفق كل السيناريوهات على «الليموزين» الذي سيكون الصديق الوحيد أثناء رحلة العودة للمطار!
أثناء فترة المفاوضات لن يتردد على طبلة أذنك أكثر من اسم اللاعب الجديد، ستشاهد «سمسار» الصفقة أكثر من مشاهدتك لابنك الصغير، أما اللاعب «الصفقة» فستتمكن من حفظ تفاصيل وجهه الدقيقة لكثرة صوره التي ستغرقك بها الملاحق الرياضية ومواقع الإنترنت وفي صفحتك في «الفيس بوك» وحتى في بريدك الذي لا يعرفه أحد، ستقرأ أنه هداف الدوري هناك وأنه حقق لقب أفضل لاعب ثلاث مرات، وأنه لاعب دولي سابق شارك مع منتخب بلاده في شوط واحد لمباراة ودية!! ستشاهد له لقطات «فيديو» خجولة، أحرز في إحداها هدفا وصنع في الآخر هدفا، في لقطتين تحدث هنا بشكل دوري في ملعب الحارة المجاور!
في زفة المطار ستشاهد أكاليل الورد وشموع الفرح و«كعكة» الفوز ومسيرات الانتصار، هناك سيجسد السمسار دور«أم العروس» باقتدار حين تدافع عن عرج أبيتها الذي يمكن ملاحظته من مسافة كيلو متر كامل! ستنتقل الزفة بعد ذلك من ساحة المطار إلى موكب السيارات الفارهة التي ستقله لمقر المؤتمر الصحفي، وفيه ستستمع لعبارات تحفظها منذ إقرار الاحتراف، ستستمع لـ «تركت الدوري الإسباني من أجل اللعب هنا» وستنصت لـ«لم أحضر من أجل المال» وستطرب أذنك لسماع «سأقود الفريق لمنصات الذهب»! ثم يجب أن ترعي سمعك الآن للألقاب التي ستتهافت من أجله حيث سيمنح لقب «الإمبراطور» وسيسمى «الجنرال» وسيرقى لاحقا إلى «مشير» رغم أنه لم يلمس الكرة بعد!
للأسف فإن أغلب السيناريوهات السابقة تنتهي نهاية حزينة بعد المباراة الثالثة للاعب «الصفقة» حين تتأكد الإدارة أن اللاعب هو «صفقة» بجد في وجه النادي الذي ترك أمر الاختيار لـ «أم العروس» ثم التي سينتهي المآل بابنتها لصالة المغادرة الدولية مع أسرع «ليموزين»!
بقلم: ماجد بن رائف