إنه سيد عبد الحفيظ؛ هو واحدٌ من الشخصيات التي حفرت اسمها بأحرفٍ من ذهب والماس، هو رجل المهام الصعبة ومدرسةٌ حقيقية يجب أن يتعلم منها الجميع كيفية إدارة الأزمات بنجاح؛ حتى بات واحدًا من أهم مديري الكرة في مصر على مدار التاريخ.
هو أيضًا صاحب بصمة حقيقية في الأهلي، فهو أحد أبناء القلعة الحمراء المخلصين، هو فيجو الكرة المصرية، سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي.
البداية والمشوار والانطلاق
هو من مواليد الفيوم الـ٢٧ من أكتوبر عام ١٩٧٧، انضم لصفوف الناشئين في النادي الأهلي، ولعب للفريق الأول في مركز الجناح الأيمن، وحقق مع الفريق العديد من البطولات سواء على المستوى المحلي أو الأفريقي.
كانت بداياته عن طريق اختبارات الناشئين بالنادي الأهلي في الثالث عشر من يوليو عام ١٩٨٩ مع فريق تحت ١٢ سنة تحت قيادة حسام البدري، وفريق تحت ١٣ سنة بقيادة رمضان السيد، وفريق تحت ١٥ سنة بقيادة مختار مختار، وفريق تحت ١٦ سنة بقيادة إبراهيم عبد الصمد.
وفي موسم ١٩٩٦-١٩٩٧ تم تصعيده للفريق الأول وشارك في ٢٢٠ مباراة رسمية خلال مشواره في جميع البطولات، وسجل خلالها ثلاثين هدفًا. ولعل أبرزها هدفه العالمي في مرمى الترجي التونسي في بطولة دوري أبطال أفريقيا عام ٢٠٠١ والذي ساهم بشكل كبير في تتويج المارد الأحمر باللقب الأفريقي في هذا العام.
كانت أول مباراة رسمية له مع الأهلي أمام الاتحاد السكندري في الدور قبل النهائي لبطولة كأس مصر في ٢٧ من أبريل عام ١٩٩٧ وانتهت بفوز الأهلي ٣-١ بينما كانت آخر مباراة رسمية مع الفريق في السابع والعشرين من نوفمبر ٢٠٠٥ أمام المقاولون العرب في دوري موسم ٢٠٠٥-٢٠٠٦ وانتهت بفوز الأهلي ٣-١.
إنجازات سيد عبد الحفيظ الفردية والجماعية
بطولات على المستوى الجماعي
حقق سيد عبد الحفيظ خلال مشواره مع الفريق الأول بالأهلي ١٤ بطولة في ٩ مواسم فقط؛ ستة للدوري واثنتين لكأس مصر واثنتين للسوبر المصري، إضافة إلى بطولة كأس النخبة العربية الرابعة بتونس عام ١٩٩٨، وكأسين لبطولة دوري الأبطال الأفريقي عامي ٢٠٠١ و ٢٠٠٥ وكأس السوبر الأفريقية ٢٠٠٢.
على المستوى الفردي
أما على المستوى الفردي، فحقق العديد من الأرقام الرائعة؛ أبرزها:
- أحسن ناشئ في مصر موسم ٩٦-٩٧.
- أحسن لاعب في مصر موسم ٩٧-٩٨.
- ثاني أحسن لاعب في مصر موسم ٩٨-٩٩.
- أحسن لاعبٍ في البطولة العربية للمنتخبات الأولمبية.
- وهو صاحب ثاني أفضل هدف في بطولة دوري أبطال أفريقيا عام ٢٠٠١، وهو الهدف الذي سجله في مرمى الترجي التونسي من منتصف الملعب، في المباراة التي أقيمت باستاد المنزه التونسي في قبل نهائي دوري الأبطال، وهو الهدف الذي تعادل به الأهلي ١-١ وتأهل للنهائي قبل أن يُحرز اللقب في نفس البطولة.
وعلى الصعيد الدولي مع المنتخبات الوطنية، شارك سيد عبد الحفيظ في ٦٨ مباراة مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، سجل خلالها ١٨ هدفا بالإضافة إلى مشاركته مع المنتخب الأول في ٢٨ مباراة سجل خلالها ٦ أهداف.
وبعد مشوارٍ بارعٍ مع الساحرة المستديرة -التي حقا قدميه- أقيمت مباراة اعتزاله يوم الثاني عشر من سبتمبر ٢٠٠٦ باستاد المقاولون العرب.
إداريًا وإعلاميًا
وبعد سلسلة من التجارب الإدارية الناجحة تولى منصب مدير الكرة بالأهلي أكثر من مرة منذ عام ٢٠١٠ وحتى الآن؛ بالإضافة إلى عمله كإعلامي لفترات ليست بالقصيرة، سواء بقناة النادي قنوات أخرى خاصة.
واستطاع أن يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية من خلال أسلوبه في إدارة الحوار أو عرض القضايا ومناقشتها.
ليبقى سيد عبد الحفيظ أسطورة كروية خلدت نفسها بفضل تاريخٍ باهر وإدارة رائعة توقف أمامها الجميع ليتعلَّم منها.