– أعترف بأنني لا أعرف الكثير عن سوق عكاظ، والذي يبدو أنه في سنته الثالثة أو الرابعة. فالإعلان عن سوق عكاظ يتم على استحياء، وغالبا ما يفاجئني انعقاده وكأنه فقاعة طفت وستنفجر في ثوان معدودات.
أعترف بأنني شعرت بالتعاطف مع بعض الأصدقاء الذين كانوا يشكون من ملل أحاق بهم في مدينة الطائف بعد انقضاء الفعاليات اليومية للسوق، فأعضاء اللجنة المنظمة للسوق يبدو أنهم تكتلوا في جادة عكاظ وسوقها ونسوا الطائف خلفهم، فالسوق لا يمثل إلا حالة ثقافية منفصلة عن مدينة تاريخية كالطائف. كل ما تم كان «خارج» الطائف تنظيما وإعلاما وفعاليات، وكل شيء تم استيراده من خيم السوق في العصر الجاهلي!. قطع المنظمون ما يقارب خمسة عشر قرنا من الزمان لاستجلاب السوق، لكنهم عجزوا عن قطع عشرين كيلو مترا لاستجلاب الطائف بكل ما فيها من ثراء ثقافي، فبدت للزائرين مجرد مدينة كئيبة.
أعترف بأنني لم أسمع بجائزة سوق عكاظ إلا بشكل متقطع من بعض الصحف، فلا موقع إلكترونيا خاصا بالسوق، ولا تسويق متكاملا ومهنيا للجائزة. ليس هناك إلا الإعلان عن اسم الفائز، وتفاصيل أوبريت يريد تجميل الواقع المرتجل من ألفه إلى يائه.
أعترف بأن الأسماء التي نقرؤها في الصحف كضيوف للسوق، ولا سيما المهمة منها، لم أجد أحدا من الضيوف يدعي أنه رآهم ولو من بعيد!.
أعترف بأنني لا أفهم كيف يرأس اللجنة الثقافية للسوق من ترك إدارة النادي الأدبي بمدينة الطائف، متعذرا بانشغالاته الأكاديمية، بينما كان يرى آخرون من أعضاء النادي أن إدارته لم تكن منصفة ولا مهنية.
أعترف بأن نقد أي تظاهرة ثقافية كسوق عكاظ لا يمكن قبوله حتى ولو كان السوق مجرد فعاليات باردة لأن أميرا نشطا ومنفتحا كالأمير خالد الفيصل يقف وراءه. لكنني على يقين أن الأمير الشاعر يتقبل النقد، لكن من يحيطون به يرهبهم النقد حتى ولو كان من منطلق أن من ينتقد السوق لا يريد أن يلغيه ولكنه يريد من «سوق عكاظ» أن يكون على مستوى التطلعات.
بقلم: حامد بن عقيل
بالمقترحات كذلك: