لقد أصبحت السمنة من الأمراض الشائعة المنتشرة بشكل كبير جدًا بين الرجال والنساء، فهي تصيب الرجال بنسبة ٦٠% تقريبًا، ونصيب النساء بنسبة ٤٠%. وهذا المعدل يعتبر مرتفع جدًا ويستدعي الانتباه.
لذلك فإن كل إنسان يجب عليه الاهتمام جيدًا بصحته ونظام حياته، وتناول الأطعمة الصحية، إضافة إلى أهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي ومستمر لتجنب الإصابة بمرض السمنة، وبالتالي تجنب جميع المشاكل والأمراض الصحية المزمنة.
مرض السمنة
تقول الدكتورة “عبير عناب”، استشاري أول في التوليد والجراحة النسائية والعقم، أن السمنة هي عبارة عن حالة مرضية تشتمل على وجود زيادة مفرطة في الدهون في الجسم، وهذه الدهون لها تأثير سلبي على الحالة الصحية للإنسان.
وترتبط السمنة ارتباطًا وثيقًا بالأمراض الصحية; حيث أن السمنة قد تسبب الإصابة بأمراض القلب، والرئة، والكبد، كما تؤثر على معظم أعضاء الجسم.
تابعت د. “عبير”، أن مؤشر كتلة الجسم يتم استخدامه للاستدلال على معدل السمنة في الجسم; وهو عبارة عن مقياس لوزن وطول الجسم.
فإذا كان مؤشر الكتلة أكبر من ٣٠ كلغ/ متر مربع يكون هناك حالة سمنة، وهناك أنواع من السمنة فقد تكون من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو السمنة المفرطة.
وأضافت الدكتورة أن مرض السمنة يشكل خطورة كبيرة على النساء الحوامل، سواء خلال فترة الحمل، أو أثناء الولادة، أو فترة ما بعد الولادة، فلقد أثبتت الدراسات أن هناك زيادة في نسب الإجهاض خلال الشهور الثلاث الأولى من الحمل إذا كانت المرأة مصابة بالسمنة.
كما أضافت أنه هناك ارتباط وثيق بين السمنة وتكيس المبايض، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل والإصابة بسكري الحمل، وهذا يتسبب أيضًا في زيادة حجم المولود، إضافة إلى إصابة هذا الطفل ببعض المشاكل والأمراض بعد ولادته.
كما أن الأم أيضًا تعاني من بعض المشاكل والصعوبات أثناء عملية الولادة، كما تزداد نسبة الإصابة بالجلطات الوريدية والجلطات الرئوية بعد الولادة.
بالإضافة إلى إمكانية الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ووجود صعوبة في عملية الرضاعة الطبيعية. أما بالنسبة للطفل المولود فتكون لديه زيادة في نسبة التشوهات الخلقية، كما تزداد أيضًا نسبة وفاة الجنين داخل الرحم.
على جانب آخر نُلقي نظرة هنا على أسباب النحافة ومراحل علاجها .. معلومات هامة من استشاري تغذية علاجية
مراحل علاج مرض السمنة
تؤكد د. “عناب” على أهمية وجود تناسب بين وزن الجسم والطول، وذلك يمكن الحصول عليه من خلال الطعام الصحي المتوازن وممارسة الرياضة.
بينما في الحالات الشديدة والمتقدمة فيمكن في بعض الأحيان اللجوء للأدوية التي تساعد في خفض الوزن، أو اللجوء لبعض العمليات الجراحية مثل قص المعدة أو تحويل المسار.
وأردفت أن هناك ١٠% فقط من تنزيل الوزن يقلل من عمليات الولادة المبكرة وارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل وزيادة وزن المولود، بينما نزول الوزن بنسبة ٣٠% يساعد في التقليل من عمليات الولادة القيصرية والولادة المتعسرة.
قد يُفيدكم الاطلاع على: كيف تزيدين أنوثتك بطرق طبيعية
أسباب الإصابة بمرض السمنة
ومن الجدير بالذكر أن مشاكل السمنة قد تحدث إما بسبب جينات وراثية، أو بسبب البيئة المحيطة، أو بسبب طبيعة الأكل، كما أنه متعلق أيضًا في بعض الأحيان بالجانب النفسي; حيث أن هؤلاء النساء غالبًا ما تعانين من كآبة وانعزال اجتماعي وقلة الثقة بالنفس.
كما أضافت الدكتورة أن مرض السمنة يسبب حدوث توقف للتنفس خلال النوم في بعض الأحيان، وذلك بسبب تراكم الدهون على منطقة الرقبة.
بالإضافة إلى إمكانية إصابة المرأة بتكيس في المبايض، والذي يؤدي إلى انقطاع للدورة الشهرية ونمو الشعر الغير مرغوب فيه وظهور حب الشباب وتساقط الشعر.
لذلك فإن الدكتورة تؤكد مرة أخرى على خطورة مرض السمنة وأهمية التخلص منه وعلاجه، حيث أن السمنة أيضًا تكون مصاحبة بزيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم والكبد والقولون والمعدة والأمعاء والبنكرياس.
ختامًا، تنصح د. “عناب” جميع السيدات بالحفاظ الجيد على صحتهن، فلقد ارتفع معدل انتشار مرض السمنة في الفترة الأخيرة بشكل كبير.
وبالتالي فإن هذا المرض يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان، حيث غالبًا ما يكون مصحوب بالإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة وزيادة نسبة الوفيات، لذلك لا بد أن يكون هناك نظام غذائي صحي متوازن يعتاد عليه الإنسان منذ الصغر، إضافة إلى ممارسة الرياضة.
أما بالنسبة للنساء الحوامل فيسمح لهم بزيادة الوزن من ٤ إلى ٩ كلغ فقط خلال فترة الحمل، والاهتمام الجيد بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بشكل مستمر خلال فترة الحمل، وذلك حتى نحصل على مولود سليم معافى وتكون صحة الأم جيدة أيضًا.