مدينة سمرقند (Samarkand) تعتبر ثاني أكبر مدينة في جمهورية أوزبكستان المنفصلة قريبا عن الاتحاد السوفييتي بعد العاصمة طشقند. وهي من أقدم مدن العالم، وهي أقدم مدن آسيا الوسطى وبنيت مكان أفروسياب التي لاتزال أطلالها باقية وهي ترجع إلى القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد. وكانت أهم مدن بلاد الصغد، وأصبحت بعد أن غزاها الإسكندر الأكبر عام 329 ق. م. ملتقي الحضارتين الغربية والصينية. وتعتبر سمرقند وبخاري أهم حاضرتين فيما وراء النهر.
دخلت في الإسلام في عهد عثمان بن عفان على يد قاسم بن عباس في القرن الثامن الميلادي وبدأ توغل العرب فيها توغلا منتظما بعد تعيين قتيبة بن مسلم واليا على خراسان وأصبحت قاعدة للفتوح الإسلامية الأخري بعد ذلك. وقد أعطي الخليفة المأمون (في عهد الدولة العباسية) عام 819 م ولاية ماوراء النهر وخاصة سمرقند لأبناء أسد بن سامان الذين أنشأوا فيها الدولة السامانية التي شهدت قرنا من الرخاء والازدهار ونمت كمركز للحضارة العربية واستمرت تزدهر كجزء من خراسان (874-999) وخوارزم.
غزاها جنكيز خان عام 1220 فاستسلمت ونجت بذلك من التدمير الذي لحق ببخاري وعين عليها واليا مغوليا.
بلغت سمرقند أوج مجدها كعاصمة لامبراطورية تيمورلنك في القرن الرابع عشر، حيث بدأ عهد العمارة الأكبر عام 1369 عندما أصبح تيمورلنك صاحب الكلمة العليا فيما وراء النهر واختار سمرقند عاصمة لدولته الآخذة في النمو باستمرار، وراح يزينها بكل آيات الروعة والفخامة.
وبعد تفكك امبراطورية تيمورلنك في القرن الخامس عشر حكم الأوزبك منطقة سمرقند حتى عام 1920 باعتبارها جزءا من إمارة بجاري التي خضعت للنفوذ الروسي منذ عام 1868 وخلع آخر أمرائها عام 1920، فدخلت سمرقند بذلك مرحلة جديدة بتقدم الروس ودخول القائد الروسي كاوفمان العاصمة التيمورية القديمة وخضعت بعد ذلك لنفوذ الاتحاد السوفييتي السابق حتى استقلت عنه كجزء من جمهورية أوزبكستان عام 1991.
من المنتجات الوطنية المهمة ورق سمرقند وقد نقلت صناعته من الصين حيث أنشئ بها أول مصنع للورق خارج الصين عام 751 ميلادية وله شهرة خاصة. كذلك بها قلعة عظيمة جددت عام 1882، وقد زارها ابن بطوطة عام 1350 ميلادية.
وتعرَّف هنا -أيضًا- على الجمهوريات الصغيرة في روسيا الاتحادية