الوجود على متن طائرة يحكمه مجموعة من القواعد، وعادةً ما يتلوها قائد الرحلة عبر الإذاعة الداخلية للطائرة مع قيام المضيفات بأداء حركات تمثيلية شارحة لهذه القواعد تسهيلًا على المتحدثين بلغات أخرى غير لغة الإلقاء وكذلك لجذب إنتباه الركاب تجنبًا لشرودهم أثناء تلاوتها.
إلا أن هذه القواعد المُتلاه على أسماع الركاب تتركز جميعًا في القواعد الأمنية المتعلقة بربط الأحزمة والإمتناع عن التدخين ونصائح لحالات الطواريء… إلخ، ومن ثَم هي ليست كل المطلوب من الراكب الإلتزام بها وفقط، لوجود محاذير أخرى ترتبط بسلامته الصحية من ناحية، وعدم إعتباره من مشاغبي الطائرات من ناحية أخرى.
فمما لا شك فيه أن جميع شركات الطيران العاملة تضع قواعد سلوكية على الراكب الإلتزام بها (تُدون عادةً على ظهر تذكرة السفر أو على ظهر لائحة البوردينج)، إلا أن الغالبية العظمى لا تهتم بقراءتها، رغم أن قوانين الطيران الدولية تبيح للشركة فرض عقوبات رادعة بمعاونة الأجهزة الحكومية المسئولة في بلد الوصول على المخالفين لهذه السلوكيات.
وهذه السلوكيات الواجبة الإتباع والتي لا يخبرك بها أحد رغم أن فيها سلامتك الصحية ونجاتك من العقوبات القانونية والمالية لشركات الطيران هي ستة:
المزاح عن الأسلحة
لا تحاول أبدًا أن تمزح مع من تعرف أو من لا تعرف من المسافرين عن الأسلحة أو القنابل وما على شاكلتها، والطامة الكبرى إن حاولت المزاح عن مثل هذه الأمور مع مضيفات الرحلة، حيث أنه في هذه الحالة وقبل أن تُكمل مزحتك ستُستبعد فورًا للإعتقاد بأن هناك أدنى فرصة بأنك تُشكل خطرًا أمنيًا.
وكما أنها سلوكيات مرفوضة في الطائرات فهي مرفوضة أيضًا في المطارات والجمارك.
إساءة إستخدام زر إستدعاء المضيفات
صُنع زر إستدعاء المضيفات لحماية الركاب حال شعورهم بالخطر أو بوعكة صحية، ولم يُصنع لتلبية الطلبات والنزوات كما يعتقد البعض، فلا ضرر من الضغط على هذا الزر فور شعورك بالمرض أو بالعطش، وعند إنشغال المضيفات بتقديم الوجبات فتحلى بالصبر قليلًا إن كان الأمر قابل للإنتظار، ولا تضغطه بحجج واهية أو لمجرد العبث.
الإستهزاء بتنبيهات السلامة
قد تكون من قدامى مسافري الطائرات وسمعت هذه التنبيهات مئات المرات إلى أن مللتها، فقد فهمت كيف تربط حزام الأمان وكيف تستخدم أجهزة التنفس عند وقوع مشكلة بأجهزة الضغط داخل الطائرة، إلا أنه ولابد أن تُعطي نفسك فرصة أخرى لمعرفة أقرب مخرج للطواريء وعدد الصفوف التي يبعدها عن مقعدك، حتى إذا ما تعطلت الطاقة وانقطعت الإضاءة يمكنك الوصول لأقرب مخرج لمقعدك عبر لمس المقاعد طبقًا للعدد الذي عرفته سلفًا في طريقك للخروج.
وعلى الجانب الآخر قد تعتبر من أصحاب النزعة الإنتحارية إذا ما لاحظ أحدهم إستهزاءك بالتنبيهات، وهو ما يُعرضك لعقوبات أمنية طوال الرحلة، هذا إن لم تُستبعد إجباريًا منها قبل إقلاعها.
تجربة صنف دوائي جديد
لا تحاول أبدًا تناول دواء لأول مرة وأنت على متن طائرة، فقد تكون مصاب بحساسية ضد إحدى مواده الفعالة مما يجعلك تُصاب بالهلوسة أو بضيق في التنفس، فلتكن تجربته في المنزل وليس في طائرة ترتفع لأكثر من خمسة وثلاثين ألف قدم فوق سطح المحيطات والجبال.
وضع المتعلقات الشخصية بعيدًا عن مقعد الجلوس
لا تضع أغراضك في الرفوف التي تعلو مقاعد أخرى غير مقعدك، لأن هذا يجني على حق الغير الذي سيضطر حتمًا إلى وضع أغراضه فوق مقاعد أخرى وبالتالي سيضطر أصحابها لوضع أغراضهم في الرفوف التي تعلو مقاعد غيرهم… وهكذا دواليك، وأخذ مساحة الغير بهذا الشكل التتابعي سيؤدي إلى فوضى عارمة وقت النزول وقد ينشأ عنه بعض الصراعات والشجارات، وإن كانت مساحة رفك العلوي لا تكفي فضع ما تبقى أسفل مقعدك، ولا تتحجج وتضعها أسفل المقعد الذي أمامك.
مضايقة الآخرين
وأبسطها إراحة القدمين بحشرهما في ظهر المقعد الذي أمامك، أو فرد الساقين في الفجوة بين المقعد الأمامي وجدار الطائرة، أو إراحة القدمين بخلع الحذاء وأنت تعلم أنك تعاني من مشكلة طبية تتسبب في ظهور رائحة كريهة لهما، أو إرجاع المقعد إلى الخلف كثيرًا للحد الذي يعيق الراكب الذي خلفك عن الحركة ويقيد راحته في مقعده، فحريتك تتوقف عند حدود حرية الآخرين.
ما سبق من سلوكيات قد لا يخبرك بها أحد إلا أنها مدعاة للعقوبات الأمنية أو المالية على أقل تقدير، لأنك تُصنف حينها إما مصدر خطر يهدد سلامة الرحلة وإما مصدر إزعاج لغيرك من الركاب.