عرضت قناة ناشيونيل جيوغرافيك طريقة عمل مفتش هندسي لألعاب الأطفال في الحدائق والمتنزهات العامة – ربما قد تكون مندهشا من وجود وظيفة بهذا الاسم، أو ربما كان الغرب يبالغون قليلا بالتسميات «فهو قد يكون معروفا محليا لدينا باسم – المصلح – أو حارس الحديقة وفي نفس الوقت عامل النظافة ويغسل سيارات الحي بعد الظهر» لكن عندهم كان المفتش يشرح من خلال الفيلم القصير أهمية العمل الذي يقوم به، والمسؤولية الملقاة على عاتقه، حيث يتأكد كل فترة من سلامة الألعاب وصلاحيتها للاستخدام، وتحملها للأوزان ليست الصغيرة وحسب بل غير المتوقعة كوزن شخص بالغ، وملاحظة كل صغيرة وكبيرة لا تطرأ على عقل أي شخص غير مختص، وتكتشف وجود آلية غائبة عن أذهاننا وكذلك أجهزة نجهل سبب استخدامها.
فتشاهده مثلا حين وضع جهاز يقيس ضغط التربة داخل الحديقة وفي المساحة المخصصة للعب ويتأكد من الضغط الذي يسجله الجهاز ليكون قادرا على امتصاص القوة التي تنتج عن سقوط جسم ما – كجسد طفل – على الأرض، حيث يجب أن تكون الأرضية المخصصة للعب ليست قاسية وصلبة فتسبب ضررا حين يقع عليها الأطفال أثناء لعبهم، وهذا متوقع في الغالب عندما يترك الأهالي الأطفال وحدهم فهم بالتأكيد يفعلون ذلك بعد أن ملأت الثقة حين شاهدوا هذا الموظف وغيره الذين يتحققون كل فترة من توافق هذه المنشآت لشروط السلامة.
في المقابل تجد بالمدن الترفيهية التي يملكها القطاع الخاص كما هائلا من وسائل السلامة أبسطها وجود سيارة إسعاف مثلا أو فريق يختص بالإسعافات الأولية طوال الوقت داخل المدينة الترفيهية، وذلك لأن إصابة شخص واحد قد تتسبب في خسارة المدينة كلها بأن تغلق وتفقد الشركة سمعتها والتي لن تعوض خسارتها المادية لملمة الموضوع وحجب الإعلام عن دفع الثمن، كما حدث ويحدث، في بعض الملاهي الترفيهية حين ينشغل رجال الأمن وموظفو الملاهي بملاحقة الأشخاص الذين يشتبه بأنهم صوروا الحوادث التي تقع في الملاهي التي يعملون بها وذهب ضحيتها الكثير دون أن تهتم هذه المدن بتوفير وسائل السلامة لمرتاديها حتى ولو كان ذلك مقابل تقليل نسبة الأرباح!
بقلم: سعود البشر
وهنا نقرأ عن: السعودي المتهم بالرفاهية
وعن: وقف العمل ليس ترفا