شهر مارس عالمياً هو شهر التوعية للوقاية، والتشخيص المبكر للـ Colon Cancer سرطان القولون.
ما معنى سرطان القولون ؟
يقول الدكتور فراس زريقات “استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد”، يجب معرفة أهمية شهر مارس في التحدث عن أورام القولون، وبحمد الله استجاب عديد من الأشخاص لذلك، وقاموا بالتثقيف الزائد عن الورم، ولكن مازال هناك ضعف في عمل برنامج وطني؛ للقضاء على ورم القولون، والذي بمثابة نهاية للجهاز الهضمي، ووظائفها التي تعمل كالإسفنج تمتص السوائل من الفضلات؛ حتى تصبح صلبة، ومن الممكن أن يحدث امتصاص أملاح بالقولون فيعيش الإنسان بدونه، أو يصبح لديه حصوات في الكلى، أي أن القولون تصيبه مشاكل كثيرة من بينها الورم.
عالمياً. ورم القولون رقم ٢ بالعالم، وبالأردن هناك احتمال كبير أن يكون رقم ١، وهذا يسبب الزعر، حيث أنه يصيب شخص واحد من كل عشرين شخص، ومن الأردن فهناك واحد من كل ١٧ شخص، والذي يسبب الحزن لكثير من الأشخاص، ولكن يجب أن نطمئن الأشخاص بأن سرطان القولون هو أكثر ورم يُمكن اكتشافه، وعلاجه مبكراً.
أي الأشخاص أكثر تعرضاً لورم القولون؟
أي شخص لديه أفراد مصابون بورم القولون في العائلة سواء أخ، أو أخت، هذا من الممكن أن يزيد من نسبة الإصابة للضعف، أو ثلاثة أضعاف حسب عدد الأشخاص المصابة، ومن الممكن أكثر من ذلك، وهؤلاء يجب عليهم الفحص في عمر مبكر.
أيضاً الأشخاص المصابون بالتهابات، أو تقرحات في القولون مُعرضون للورم، لذلك يجب متابعة الطبيب. إذا نظرنا إلى التوصيات الحديثة نجد أنها تنبه الأشخاص في سن الخمسين عاماً، ولكن الدراسات الحديثة للجهاز الهضمي تفيد أن هناك احتمال إصابة ما بين ٤٥ إلى ٥٠ عاما، واحتمال أكثر في عُمر من ٥٠ إلى ٥٥ عاماً، والأطباء على علم أن الإصابة تحدث في عُمر أقل من ذلك، فمن الممكن أن يصيب أشخاص في العشرين، أو الثلاثين.
كذلك بالنسبة لأمراض الزوائد اللحمية هذه الأمراض أيضاً أصبحت لا ترتبط بسِن معين، فأفضل الأطباء قد يصابوا بهذه الأمراض بدون ظهور أعراض، وبسبب انشغالهم عن إجراء الفحوصات لأنفسهم، واقتناعاً بالتوصيات الطبية، وهذا شيء خطير بالتجارب الشخصية، والعملية.
كيف يتم التشخيص المبكر لسرطان القولون ؟
أردف “د. فراس”، أي تشخيص يساعد حتى بنسبة ١٠%، ولكن أدق تشخيص هو المنظار؛ لرؤية القولون، وإذا كان هناك لحميات، وترجع أيضاً إلى خبرة، ومهارة الطبيب في الفحص الدقيق، ومن الممكن إزالة هذه اللحميات في نفس الجلسة، ومن الممكن إجراء عملية.
هناك أيضاً فحص البراز، أو الفحص المناعي، والموجود في المختبرات الدقيقة، ويُطلق عليه FTI (فحص براز مناعي)، وتكلفته قليلة جدا، ومقارنةً بينه، وبين فحص البراز التقليدي الذي كان يتم قديماً، والذي يتم عن طريق ٣ عينات، وكذلك الامتناع عن أشياء مثل: اللحوم الحمراء، والمُسكنات، ونحصل على النتيجة، بينما الفحص الحديث نتيجته دقيقة بنسبة أكثر من ٩٠%، لذلك ننصح الأشخاص ذوي الخمسين عاما، ومن لديهم أشخاص مصابون بإجراء هذا الفحص.
هذه الصورة توضح لحمية، وهي على أبواب ورم، وطولها ١ سنتيمتر، ولكن الصورة تُكبرها ٥ أضعاف، ويتم إزالتها عن طريق وضع سلك حولها، وتُكوی مثل العمليات، وهُنا لا يحدث نزيف، أو ثقب.
ما هي أعراض اللحميات؟
تابع “الطبيب الضيف”، معظم الناس لا تظهر لديهم أعراض، ولكن إذا ظهر عرض فإنها تكون قد تحولت إلى ورم.
هذه الصورة إذا نظرنا من اليسار إلى اليمين نجد لحمية صغيرة يمكن إزالتها بملقط، أما التي تليها يلزمها قص، والتالية كوي، أما الأخيرة فهي ورم، والفرق بين أصغرهم، وأكبرهم ١٥ عاماً حتى تتحول الصغيرة إلى ورم؛ لذلك نحن لدينا مزيد من الوقت حتى نقوم بإجراء الفحوصات؛ لأن الورم الوحيد الذي يمكن علاجه بصورة سريعة هو ورم القولون، على عكس ورم الثدي فيكون ورم منذ البداية، أما ورم القولون يبدأ في صورة لحمية يمكن اكتشافها، وهذه اللحمية حميمة بمجرد إزالتها لا تُحدث ورم، ولكن لابد من المتابعة بعد إزالتها أيضاً.
بمقارنة الخسائر والتكاليف التي يمكن خسارتها عند إصابة شخص ما بالورم، نجد أن الأفضل هو إجراء الفحوصات مبكراً؛ لتوفير كثير من الجهد، والمال.
هذه الصورة تمثل لحمية صغيرة داخل الأمعاء الغليظة، والتي يمكن إزالتها بالملقط عن طريق المنظار، وبعدها يُمارس الإنسان حياته الطبيعية دون اللجوء للعمليات،والفحوصات، والأشعة، والتي تسبب الخوف، والقلق.
أيهما أكثر إصابة بهذا الورم الرجال، أم النساء؟
لا فرق بينهما؛ لأن نسبة الإصابة متساوية، ولكن تزيد مع العمر. هناك تقرير من أمريكا العام الماضي عن شاب، وفتاة بالعشرينات لديهم نزيف شرجي، وعند الفحص تبين أن لديهم ورم في المستقيم (نهاية القولون)، وهو يصيب الأشخاص في عُمر مبكر. هنا ينبغي تقديم نصيحة أنه كلما تم إجراء الفحوصات بشكل مبكر، كلما زادت نسبة الشفاء.