“تسعة من أصل عشرة من حالات سرطانات الرأس والرقبة تتشكل الخلايا السرطانية في بطانة الفم والأنف والحنجرة، ويوجد أكثر من ثلاثين منطقة في الدماغ والعنق يمكن للسرطان أن يتطور فيها، وهناك خمسة أماكن رئيسية كثيرًا ما يُصبها المرض منها سرطان الفم”.
ما هي أنواع سرطانات الرأس والرقبة؟ وما أعراضها؟
قال “د. أحمد سليم” أستاذ علاج الأورام بطب القصر العيني. يمكن أن تُصاب بالسرطان كل المناطق التي يمر عليها هواء التنفس حتى يصل إلى الرئتين والغذاء حتى يصل إلى المعدة، أي كل مناطق الفم واللسان والحلق والبلعوم والحنجرة.
ومن أهم أسباب سرطانات الرأس والرقبة التدخين بكل أنواعه وإدمان شرب الكحوليات، إلى جانب بعض الأسباب المؤثرة نوعًا ما وبنسب محدودة مثل بعض الإلتهابات والتقرحات الشديدة والمزمنة للحلق أو الجيوب الأنفية أو اللثة والتي من الممكن تحولها إلى ورم سرطاني عند تطورها أو إهمال علاجها.
وعادةً ما تتشابه أعراض الإصابة بالسرطان في كل هذه المناطق حيث تظهر في صورة الآتي:
• إلتهاب الحلق.
• ألم مع البلع.
• ألم في الأذن.
• تغير في الصوت.
ومن الأعراض المذكورة يتضح لنا تطابقها مع الأعراض الصحية لأمراض أخرى أكثر هونًا مثل نزلات البرد والإنفلونزا وخلافه، ولكن الفيصل التشخيصي المُرجِح للإصابة بالسرطان هو طول المدة الزمنية لهذه الأعراض وعدم إستجابتها للأدوية العلاجية العادية الخاصة بالأمراض العادية، فظهور ألم الحلق مثلًا لمدة شهر متواصل مع عدم زواله بالأدوية التقليدية لإلتهابات الحلق مدعاة للإهتمام والتوجس من إمكانية حدوث الإصابة بورم سرطاني.
وتجدر الإشارة إلى أن أسهل أورام الرأس والرقبة تشخيصًا هو سرطان الحنجرة وأصعبها هو سرطان الجيوب الأنفية.
وتكمن مشكلة سرطانات الرأس والرقبة في أنها تُصيب كامل المنطقة الخاصة بالبلع والتنفس والكلام، ومن ثَم قد يؤدي العلاج إلى مضار صحية ضخمة حيث يؤدي إلى تغير كبير في شكل الوجه وعدم القدرة على تناول الطعام والكلام، ذلك لأن العلاج قد يُلزم أحيانًا بإستئصال بعض أجزاء من هذه المناطق الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى فقدان وظائف تواصلية وحياتية مهمة مثل إزالة الحنجرة وفقدان الصوت بما يمثله من ضرورة في التواصل الإجتماعي وممارسة الحياة الوظيفية والعائلية.
كيف يتم علاج سرطانات الرأس والرقبة؟
أوضح د/ أحمد أن التطور الطبي الحاصل في الآونة الأخيرة ساهم كثيرًا في رفع نسب الشفاء من سرطانات الرأس والرقبة وقضى على غالبية المضاعفات الصحية الناتجة عن هذه السرطانات بشرط أن يتم تشخيص الإصابة مبكرًا. والأصل في علاج أورام الرأس والرقبة هو العلاج الجراحي.
وما ساهم به التطور العلاجي الحديث هو تدمير الورم السرطاني في مكانه بالإشعاع والأدوية الكيماوية والأدوية الموجهة، وذلك للمحافظة على إستمرار الوظائف الحيوية لهذه المنطقة الجسدية كالصوت والبلع والكلام والتنفس، فهذه التقنية العلاجية بالأدوية والإشعاع يُعول عليها أحيانًا كبديل كامل للعلاج الجراحي.
وتلعب دور المساعد للعلاج الجراحي في أحيان أخرى، وهو الأمر الذي تحدده الحالة المرضية والتي تختلف بالضرورة عن غيرها، فاختيار تقنية العلاج يحكمه قاعدة تحقيق الهدفين الرئيسيين وهما القضاء التام على الورم السرطاني وبقاء الوظائف الحيوية لهذه المنطقة من الجسم على كفائتها.
لماذا ترتفع نسب الإصابة بالسرطان عمومًا في مصر؟
أكد “د. أحمد” على أنه لا تُعد مصر من أكثر البلدان إصابةً بالسرطان كما هو شائع بين الناس، فطبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية تعتبر أمريكا وبعض الدول الأوروبية في مراكز متقدمة من حيث الإصابة بالأورام السرطانية أما مصر فتأتي في المراكز المتوسطة، ويرجع إرتفاع أعداد المصابين بالسرطان في مصر إلى زيادة عدد السكان وإرتفاع معدل الأعمار، لكن في النهاية تظل نسب الإصابة مقارنة بعدد السكان ضئيلة أو متوسطة كما أشارت الإحصائيات العالمية.