تسأل وتقول: أنا معي الآن طفلة واحدة أنجبتها بعد رحلة علاج طويلة من تكيس المبايض بطريقة الحقن المجهري، وبعد الولادة بستة أشهر جاءت الدورة وانتظمت لمدة ستة أشهر أخرى، وبعدها لم تنتظم حتى يومنا هذا، فهي تفاجئني في أي يوم من الشهر، ولا يكون الدم أحمر كالسابق، بل يكون بنيا وأسود أحيانًا قليلة، ولم أرَ الدم الأحمر منذ مدة طويلة، وأخشى أن يكون ذلك دليلاً على رجوع التكيس مرة.
طفلتي بلغت العامين، وسوف أفطمها هذا الأسبوع، وقد قيل لي إن الحمل علاج ناجح لتكيس المبايض، فهل يمكن أن يعود مرة أخرى وتتكرر رحلة العلاج من أجل إنجاب طفل آخر؟ ولماذا لا ينزل الدم أحمر؟ مع العلم أنني بنزوله بهذه الطريقة لا أستطيع تحديد موعد لبداية أو نهاية الدورة الشهرية، فكل ما ينزل عبارة عن نقاط ضعيفة وبطيئة لا تملأ منشفة صغيرة، وتستمر في بعض الأحيان لمدة 15 يومًا بنفس الطريقة: نقاط صغيرة على شكل إفرازات لزجة بنية.
أرجو من سيادتك توضيح هذا الأمر، وكيفية الحل، وشكرًا جزيلاً.
الإجـابة
يقول د. محمد نورالدين عبد السلام «أخصائي أمراض النساء والتوليد»: أختنا العزيزة، بارك الله لك في طفلتك، وجعلها قرة عين لك.. اللهم آمين.
وعن تساؤلاتك نقول لك: إن الرضاعة هي من الأسباب الرئيسية في اضطراب الدورة الشهرية؛ لأن هرمون إفراز اللبن يعرقل انتظام عمل المبيضين أحيانًا، فما تلاحظينه من قلَّة أو اضطراب في نزول الدورة سببه الرضاعة، وهذا شيء طبيعي جدًّا؛ لذا عندما تقررين فطام ابنتك فعليك تناول أقراص تجفيف اللبن Lactodel، وهي أقراص تؤخذ كالآتي:
- نصف قرص بعد الإفطار، وآخر بعد العشاء لمدة يومين.
- ثم نصف قرص بعد الأكل 3 مرات في اليوم لمدة يومين آخرين.
- ثم قرص كامل بعد الإفطار وقرص كامل بعد العشاء
وتستمرين على هذه الجرعة الأخيرة حتى يجف اللبن تمامًا.
والسبب في أخذ تلك الأقراص بهذه الطريقة التصاعدية هو أن تلك الأقراص ربما يحدث منها بعض الأعراض الجانبية، مثل الدوخة أو ألم بالمعدة، فإذا كانت تلك الأعراض محتملة فستزول بالاستمرار في العلاج، أما إن لم تكن محتملة فمن الممكن الاستعاضة عنها بحقن Folone 5mg حقنة بالعضل يوميًّا لمدة خمسة أيام متتالية فقط.
وبالنسبة لسؤالك عن كون اضطراب الدورة دليلاً على عودة تكيس المبيضين فأقول لك: لا؛ لأنك مرضع والرضاعة سبب مهم جدًّا في اضطراب الدورة، كما أن الحمل يساعد في إنهاء تكيس المبيضين.
أما عن عودة التكيس مرة أخرى فذلك شيء لا يمكن أن يجزم أحد بحدوثه أو عدم حدوثه. المهم أنك قد حملت والحمل كما ذكرت لك ينهي عادة التكيس.
أما عن سبب عدم نزول الدم الأحمر، فالسبب هو أن الدم الذي ينزل يكون قليلاً، وبالتالي يكون نزوله بطيئاً فيتجمع بالمهبل —ذي الوسط الحمضي—؛ ليتفاعل مع الحامض الموجود، فيتغير لونه إلى اللون الداكن، ولكنه في الأساس كان دمًا أحمر أثناء نزوله من الرحم.
مع أطيب الدعاء بموفور الصحة والسعادة.
وهذه بعض المواد المُفيـدة أيضًا: