تفاصيل الاستشارة: مشكلتي أني أعاني من الشيب في شعري منذ أن كان عمري 10 سنوات، والآن عمري 27 سنة، وهو آخذ في الزيادة ومتركز في مقدمة الرأس وبكثرة، لم تعد الحناء تنفع في تغطيته؛ مما جعلني أستعمل الصبغات، مثل مس كليرول وكلستون، أصبحت المشكلة مشكلتين أصبح شعري متقصفا، كان في الأول ناعما فأصبح خشنا.
استعملت فيتامينات وحبوب الخميرة فترة، ولكن الشيب يأخذ في الزيادة، لم أسمع أن في عائلتي من أصيبوا بشيب مبكر، ولا يوجد في جسمي بهاق أو تغير في لون الجلد، قبل شهرين و10 أيام استعملت كريم رستوريا لإعادة اللون بالتدريج؛ أستعمله يوميا وبانتظام لكن لحد الآن لم أصل إلى اللون المطلوب.
تحول الشيب إلى اللون الأصفر الفاتح، ولم يتغير اللون طوال استخدام رستوريا مع أنها أخف على الشعر من الصبغات العادية، هل هذه الكريمات يمكن تأتي بنتيجة؛ لأني أصبت بإحباط؟
سؤالي: ما سبب الشيب المبكر؟ وهل توجد فيتامينات ممكن أن تفيد في حالتي؟ وهل يوجد صبغة يمكن أن تعيد اللون للشعر أفضل من رستوريا، وتكون خفيفة الضرر على الشعر؟ وأيضا ما هي الزيوت والكريمات المغذية للشعر؟
أنا لا أعرف ماذا أفعل، الشيب كثير في شعري والصبغات مثل مس كليرول وغيرها أفسدته بدرجة كبيرة، وبالنسبة لرستوريا فلم أرَ نتيجة تشجع على الاستمرار بها.. وآسفة على الإطالة.
أرجو أن أجد حلا سريعا لمشكلتي عندكم.. ولكم مني خالص الدعاء بالتوفيق.
الإجـابة
يقول د. عبد القادر الخلادي -اختصاصي في أمراض الجلد والشعر والأمراض التناسلية وجراحة الجلد-: عزيزتي، متعك الله بالصحة والعافية وأدام عليك نعمه وأديت شكره.. وبعد..
قرأت رسالتك عزيزتي وحيلك الكثيرة لإخفاء الشيب في شعرك وأجيب عليك بالآتي:
إن تغير لون الشعر بشكل عام ناتج عن عدة أسباب أو عوامل منها ما هو فسيولوجي كأن يظهر الشيب منذ الولادة أو بسب الحالة النفسية، وقد يكون بسبب عدة أمراض.
ولكل سبب علامة تختص به، فهناك مثلا عدة أمراض تتسبب في حدوث الشيب بأماكن معينة من الرأس كالبرص أو الثعلبة ففي مرض الثعلبة مثلا -وهو ما يعرف بالتساقط الموضعي للشعر- بعد أن تستعيد البصيلات نشاطها في المواضع الخالية من الشعر قد تبقى الخلايا الملونة خاملة وغير نشطة؛ ومن ثم ينمو فيها شعر غير ملون؛ وبالتالي يظهر الشعر الأبيض.
وبالنسبة للأسباب الفيسيولوجية فهي عديدة، فمن الممكن أن تكون وراثية؛ وهذا ما نراه في أغلب الحالات، بحيث يظهر الشيب في مقدمة الرأس أولاً، وقد تصاحبه بقع فاتحة اللون في جلد المصاب.
أما التوتر النفسي والعصبية فهذا العامل هو أقوى وأكثر انتشارا خاصة بين الشباب وربما في أي سن أخرى، إذ يكون لهذه العوامل دور في ظهور شعيرات بيضاء بين شعر فروة الرأس، فوقوع صدمات نفسية أو حوادث غير متوقعة يؤدي إلى توقف نشاط الخلايا الملونة أو تساقط الشعر الملون إلى أن يصبح الشعر الأبيض هو الغالب في الرأس.
فالعامل الفسيولوجي كما قلت هو الأكثر انتشارا؛ وذلك لعدة أسباب منها أن الشخص يتعامل مع عدة أنواع من المواد الكيماوية من أجل التزيين أو أغراض أخرى، وهذه المواد الكيماوية أغلبها يؤثر تأثيرا بالغاً على الشعر، وخاصة إذا كان استعمال هذه المواد لفترة طويلة؛ لأن كل هذه المواد إذا استعملت في وقت معين وفي زمن محدد فإنها لا تؤثر لا على جلد الشعر ولا على الشعر نفسه، ولا حتى على بصيلة الشعرة.. فهذه المواد يمكنها أن تؤثر على الشعر أو على الرأس بأكملها إذا استعملت بإفراط.
ومشكلة الشباب اليوم أنهم يهتمون بهذه المواد الكيماوية دون النظر إلى عواقبها الوخيمة على مر الوقت، فهم يسعون إلى التزين والظهور بشكل جميل دون الالتفات لأي شيء آخر، وهذا خطأ كبير فما من مادة كيماوية إلا ولها صلاحية لمدة معينة في استخدامها حتى لا يتأثر بها النمو العادي للشعر.
وعودة إلى حالتك عزيزتي فحقيقة أنا لا أعرف حالتك الصحية والنفسية في فترة الطفولة، فهل تعانين من الشيب المبكر؟
أنا أعتقد أن هناك فردا ما من أفراد عائلتك كان على هذه الحال، أو أنك كنت تتعاملين مع روائح ومواد مختلفة، وهذه المواد لها تأثير بالغ مع مرور الوقت على الشعر فجعلته أبيض اللون، وهذا ما تبين لي من خلال رسالتك، فقد ذكرت أنك تستعملين العديد من الكريمات والصبغات، وهذا في الحقيقة لا يزيد الطين إلا بلة، هذا لأن كل تلك المواد التي استعملت كان لها تأثير على الشعر والنتيجة وأنها حولت شعرك الناعم إلى جاف فقلت نعومته، وهذا يدل على أن هذا الشعر فقد وزنه الكيماوي وبدأ يجف ويتقصف ويؤول إلى السقوط.
نصيحتي لك آنستي وكل القراء الكرام بعدم استعمال المواد الكيماوية بكثرة ولمدة طويلة فذلك له نتائج عكسية، وعلى كل من بدأت تظهر عليه علامات الشيب المبكر أن يلجأ إلى طبيب مختص ليساعده بعلاج فعال يكون خاصا بالقضاء على تأثير المواد الكيماوية وبفيتامينات خاصة للشعر، ويفضل أن يكون العلاج داخليا (أي بالفم) وليس موضعيا، فالنتيجة الداخلية تعطي في هذه الحالات نتائج فعالة أكثر من العلاج الموضعي.
واعلمي عزيزتي أن أهم علاج يكمن في تجنب الأسباب التي أدت إلى ظهور الشيب فالوقاية خير من العلاج، ولذلك كلما كان العلاج مبكرا كانت النتائج أسرع وأفضل، كما أنصحك بالاهتمام بصحتك الجسمية والنفسية والاهتمام بنظافة شعرك وتغذيته وإزالة البؤر الصديدية بالجسم إن وجدت.
وطبعا كل هذا لا بد أن يتم تحت رعاية طبيب مختص، واطلبي من طبيبك أن يزودك بأقراص تحتوي على مجموعة فيتامين بي b تتناولينها لبضع أشهر، وإن شاء الله ستكون النتائج أفضل من العلاج الموضعي.
هذا بالطبع مع توقفك عن استعمال كل تلك المواد التي كنت تستعملينها، فشعرك أصبح لا يتحمل هذه الهجمات الكيماوية، كما أنصحك مرة أخرى بأن تهدئي من روعك وخوفك النفسي وابتعدي عن كل ما من شأنه التأثير على حالتك النفسية، لأن 60 % من فعالية الدواء ناتج عن راحة البال، ولا تفكري في العواقب، وإن شاء الله يكتب الله لك الخير، وأرجو أن تتابعينا بأخبارك.
استشارات ذات صلة:
+الحناء والكتم.. أحسن ما غُيّر به الشيب
+الشيب عند الأطفال
+الشيب المبكر وأمراض القلب