إنها ظاهرة ملفتة للنظر بشدة في بعض الكليات في الجامعات المصرية، فالطلبة يذهبون إلى كلياتهم لكنهم لا يدخلون المحاضرات ولا يفعلون شيئا سوي لقاء الاصدقاء وتبادل الاحاديث والذكريات ويرجعون إلى منازلهم في المساء فإذا سئلوا اين كانوا اجابوا (كنا في الجامعة) فهل الجامعة مكان للقاء والاسترخاء ام انها مكان للعلم والتحصيل؟
ولماذا يحجم هؤلاء الطلاب عن دخول المحاضرات ويحولون ساحات كلياتهم إلى اندية شبابية؟
يقول مسعد فهمي عفيفي – كلية الحقوق: هذه الظاهرة موجودة في بعض الكليات.. وفي رأيي أن سببها الرئيسي يرجع إلى الأستاذ فهو الذي يدفع الطالب إلى الحضور والمشاركة في المحاضرات كلما كان أسلوبه متميزا وكان متمكنا من مادته العلمية. وأيضا أسلوب تشويقه للطلبة بحيث تصبح المحاضرة. على شكل حوار بين والاستاذ والطلبة فهناك اساتذة لا يضيفون شيئا إلى ماهو موجود في الكتب فبالتالي لاداعي لحضور مثل هذه المحاضرات فأنا اذهب في بداية العام وأواظب على جميع المحاضرات وبعد ذلك أقرر ما أحضره ومالا أحضره
وتقول (هدي رفعت) – كلية الآداب: كثيرا مالا أحضر المحاضرات لأسباب مختلفة فمثلا قد لا أكون مستعدة للمحاضرة فقسمنا يعتمد على التحضير للدرس قبل المحاضرة حتى نستوعبه.
أما الذين يأتون إلى الجامعة لمجرد الترفيه فاعتقد انهم لا يقدرون المسئولية ولا يدركون أنهم يخطئون في حق أنفسهم.
ويقول السيد محيي (كلية التجارة): إن السكاشن مهمة جدا وتعوض الطلبة عن المحاضرات التي لا يحضرونها لان درجة التحصيل فيها عالية والتركيز اكبر والاعداد قليلة فالمدرج يكون فيه عدد غير قليل من الطلاب لدرجة اننا نشتري كراسي صغيره لكي نجلس عليها في المدرج وأيضا الجو يكون حارا في الصيف والمراوح لا تكفي هذه الاعداد الهائلة من الطلاب.
(يقول محمد رفعت) كلية التجارة: إن السبب الرئيسي في عدم إنتظامي في حضور المحاضرات هو الكسل فالمحاضرات تبدأ مبكرة جدا كما انه ليس هناك داع للحضور من بداية العام فأنا اذهب للجامعة لكي اجلس مع زملائي وأراهم وأحضر المحاضرات المهمة فقط في نهاية العام.
ويقول (محمد مجدي الشافعي) – كلية الحقوق: بالنسبة لكلية الحقوق فإن الحضور عامل اساسي ومهم في فهم المادة ولو بقدر بسيط لأنه بذلك سيتكون لدينا خلفية عن المادة وستكون سهلة التحصيل عند مراجعتها آخر العام ولكن هناك بعض المحاضرات لا احضرها ويكون ذلك وغالبا في المواد النظرية لأنني اعمل ولا بد ان أوفق بين عملي ودراستي فهناك محاضرات يمكن مذكراتها من الكتب.
وتقول (رحاب ممدوح) كلية الحقوق: لا نأتي إلى الجامعة إلا لحضور المحاضرات المهمة فقط فيما عدا ذلك لا نأتي إلى الجامعة ونبقي في منازلنا فكلية الحقوق ليس الحضور شرطا أساسيا فيها ونحن نعتمد على انفسنا اكثر في المذاكرة ونذهب إلى الجامعة من حين إلى اخر لحضور محاضرة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها او لتصوير المحاضرات.
وتقول (دينا سعيد) – كلية الآداب: إن الحضور في الجامعة شيء مهم جدا لفهم المادة جيدا وهناك غياب ونسبة حضور وبالنسبة لاقسام اللغات لابد من الحضور لأن من يترك محاضرة لا يمكن أن يعوضها أبدا. فالبنسبة لي فأنا احضر المحاضرات جميعها لاني اعتمد في تحصيلي عليها وتظل عالقة بذهني طوال العام.
ويقول (عبد الرشيد محمد) كلية الهندسة: مايعوق الحضور هو التكدس الهائل واعداد الطلبة الكبيرة.. وهذه عوامل تقلل من درجة الاستيعاب ولذلك نفضل الاعتماد على قاعات البحث أو السكاشن.
ويقول (عمرو محمد أحمد) كلية دار العلوم: اجلس في المكتبة عادة عندما احتاج إلى شيء او ان يشرح لي احد اصدقائي شيئا لان المحاضرات تتوالي وراء بعضها ولا يوجد بينها فاصل فلابد ان تسقط محاضرة في وسط هذا لا احضرها ولكن المحاضرة المهمة لابد ان احضرها بأي وسيلة برغم الزحام الشديد.
ويقول (حسام الألفي) – كلية الآثار: بالنسبة لكلية الآثار وهي كلية نظرية فالحضور لا يشكل عاملا مهما إلا إذا شرح الاستاذ لنا معلومات غير موجودة في الكتاب ولكن باقي المحاضرات تعتبر غير مهمة بالنسبة لي لأنني أستطيع أن أقرأ المنهج الموجود في الكتاب واحفظه كما هو.
وتقول (ولاء عبد النبي) – كلية الآداب: الحضور غير مهم لان الاستاذ يشرح موضوعات كثيرة طول السنة وفي نهاية العام يلغي المنهج الذي شرحه وبالتالي فإننا نحضر المحاضرات الأخيرة فقط.
وتقول عبير السيد- كلية الآداب: بالنسبة لي انا احضر المحاضرات المهمة فقط والتي اشعر انها سوف تفيدني اخر التيرم لانني أحصل منها على معلومات من الأستاذ غير موجودة بالكتاب والدكتور يضع أسئلة منها في الامتحان ولكن المحاضرات التي يقرأ فيها الأستاذ من الكتاب الجامعي فإنني لا أحضرها.
– ويقول (عمرو الشرقاوي)- كلية الاداب: نظرا لكثرة عدد الطلاب وقلة قاعات المحاضرات التي يمكن ان تستوعب كل هذه الاعداد الكبيرة من الطلبة والطالبات فإن معظم الطلبة يعزفون عن الحضور ويفضلون الجلوس في استراحات الجامعة!
ويقول (حسين خليفة)- كلية التجارة: احضر الكلية للقاء اصدقائي فقط ولم ادخل معظم المحاضرات حيث انني لم استفد منها شيئا.. وفي نهاية التيرم اشتري الملازم والملخصات لكل مادة وهي تضم معلومات مبسطة استطيع ان احفظها واعتمد عليها في الاجابة خلال الامتحان.
ويقول كريم ممدوح- كلية الاداب: بالنسبة لكلية الاداب المحاضرات لا يؤخذ بها حضور وغياب وأجدها فرصة لترك المحاضرات التي لا أجد في حضورها أي فائدة.
وتقول (ولاء حسين)- كلية الاداب: أواظب على حضور كل المحاضرات ولكن لا مانع عندي من الجلوس في طرقات الجامعة في اثناء وقت الفراغ بين المحاضرات للترويح عن نفسي من ضغط المحاضرات الطويلة وكسر الملل الذي ينتابني وقتها.
ويقول (حسن محمد رمضان)- كلية الاداب: المحاضرات اصبحت غير مشجعة على الحضور فالاستاذ يلقي المحاضرة بلا اهتمام ويتركنا وهو لا يدري اذا كنا قد فهمنا كلامه ام لا وهذا يجعل بيننا وبينه فجوة كبيرة تدفعنا إلى عدم الاهتمام بحضور المحاضرات.
وتقول (هناء محسن) كلية التجارة: احيانا نجد أن الجامعة لا يوجد بها شيء جذاب فنتجمع أنا وأصدقائي الفتيات والشباب ونذهب إلى أحد المراكز التجارية للتجول بها أو نظل في ساحة الجامعة مثل الايام العادية.
وتقول (أمنية حمدي)- كلية الاداب: كنت مواظبة على الحضور في السنتين الاولي والثانية ولكن عندما وصلت للسنة الثالثة اصبحت لا أرغب في الحضور فأنا أجد أصدقائي الذين لا يحضرون ينجحون فلماذا أحضر.
ويقول (وائل حسني) كلية الحقوق: عدم حضوري المحاضرات ليس برغبتي ولكن رغما عني فالتكدس في بداية العام يجعل الجميع يهربون إلى ساحات الجامعات.
وتقول (اماني السيد)- كلية الاداب: اذهب إلى الجامعة وهدفي ان اقضي وقتا جميلا مع اصدقائي لعدم قدرتي على الخروج معهم في غير أوقات الجامعة فنحن نتقابل في الجامعة ثم نخرج معا وأحيانا أخري نجلس امام الكلية مع بعضنا البعض.
ويقول (شادي محمود)- كلية الحقوق: المحاضرات مهمة جدا خاصة ان بعض الاساتذة يركزون على نقاط معينة تعتبر مهمة وتكون موضوع الاسئلة في امتحان آخر العام ويجب أن ينتبه الطلاب لذلك.
ويقول (علاء أحمد مرسي)- كلية التجارة: أدرس بالفرقة الرابعة ولا أتذكر أنني واظبت على حضور المحاضرات في أية سنة من قبل ومع ذلك أنجح وهذا بفضل الدروس الخصوصية فأنا لا أجد ما يدفعني إلى الالتزام بالمحاضرات.
ويقول (فتحي شوقي) – كلية الهندسة: الدراسة بالكلية تجبرنا على الحضور باعتبارها من الكليات العملية ولدينا امتحان كل أسبوع وأيضا هناك غياب وحضور في المحاضرات وأنا أذهب إلى الكلية لأتعلم وليس لإضاعة الوقت واللهو مع أصدقائي في ساحة الجامعة كما يفعل البعض.
ويقول (شريف كمال)- كلية الاداب: أصدقائي جميعا من كلية التجارة فأذهب للجلوس معهم في كليتهم وأحيانا يأتون إلى في كليتي وعندما نشعر بالملل نضطر للخروج إلى أي مكان آخر.
ويقول (مروان علي)- كلية الحقوق: أذهب إلى الجامعة كل يوم ولكن لا أدخل مدرج المحاضرات وأقابل أصدقائي من الكليات الأخري لعدم تمكني من رؤيتهم في الأجازة.
وتقول (ناهد عبد الله)- كلية الاداب: أنا في السنة الثالثة بقسم اللغة الانجليزية وهو من الاقسام التي يجب المواظبة على الحضور بها بحكم الدراسة الصعبة به بينما في بعض الأقسام الأخري بالكلية يمكن الاستغناء عن حضور المحاضرات والاكتفاء بالكتب.
وتقول (سوزان جلال)- كلية الاداب: الدراسة لدينا في قسم علم الاجتماع سهلة فلا أحتاج إلى المواظبة على المحاضرات إلا في بعض المواد التي يوجد بها غياب وحضور فأضطر لحضورها.
ويقول (محمود جوده) كلية الاداب: لا أحضر المحاضرات إلا قبل الامتحانات بفترة قليلة للإلمام بمجمل المناهج ولا أحتاج إلى الحضور منذ بدء الدراسة حتى لا أشعر بالملل من الكلية.
وتقول (مها شاكر) كلية التجارة: لا يوجد لدينا غياب مما ساعدني كثيرا على حضور المحاضرات التي أريد أن أحضرها والتغيب عن المحاضرات الأخري.
ويقول الدكتور (أحمد خيري حافظ)- كلية الاداب جامعة عين شمس: عزوف الشباب عن حضور المحاضرات هو إنعكاس لعزوفهم عن أشياء كثيرة جادة في حياتنا فالجدية كقيمة لم تعد موجودة لدي كثيرين من الشباب وقد تدنت قيمة العلم إلى مستوي كبير فلم تعد الجامعة جاذبة للشباب. وبالتالي فكل مبررات الشباب التي يطرحونها لتبرير الفجوة بينهم وبين الأساتذة واهية.
والجامعة لم تعد مؤسسة تربوية ولم تعد تلعب الدور الثقافي القيادي في المجتمع بل أن ما ينطبق على المجتمع من تفكك وصراعات موجود بنفس القدر في الجامعة في بعض الانحرافات السلوكية تتم داخل الحرم الجامعي وللاسف فإن الجامعة لم تول أهمية لهذه القضايا لسبب هو أن الجامعة أصبحت مثل (أتوبيس محشور) والطلاب فيه يلتقطون الأنفاس بصعوبة.
فالجامعات التي بنيت من أوائل الخمسينيات لا تزال كما هي لم تتغير والمدرج الذي كان يسع 50 طالبا يوجد فيه الان 5000 طالب فالجامعات الان تحتضر.
ومن جانب آخر نجد أن الطلاب الملتزمين هم غالبا أبناء الريف وأبناء الشريحة الكادحة في المجتمع المصري فهم الذين يعرفون قيمة التعليم أما باقي الطلاب الذين يجنون ثمار الرفاهية فهم يعيشون حياتهم على إعتبار أن الجامعة أحد أماكن التسلية ولذلك يتركون المدرجات ويتسكعون في الطرقات، والمسئولية مشتركة ويجب على المؤسسات التعليمية والأسرة التعاون لارشاد الطلبة إلى الطريق السليم.
ويقول الدكتور (عبد الوهاب جود) – أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: انها ظاهرة متشابكة ومعقدة فالازدحام الشديد وتكدس الطلاب في الحرم الجامعي خارج قاعات المحاضرات يرجع إلى عدة عوامل منها: الظروف التي يعيشها المجتمع العالمي وظروف التحولات العالمية الجارية في مختلف المجالات فلقد تبدلت إهتمامات الشباب خاصة فيما يتعلق بالجانب القيمي، فقيمة العمل وحب المعرفة تقهقرت إلى مراتب أقل وصعدت قيم أخري مثل: حب التفاخر والتباهي وغيرها من القيم السائدة بفضل الانفتاح الاعلامي على دول العالم.
وهناك أيضا قصور في الامكانيات التعليمية فالقاعات ضيقة جدا والتكدس في المحاضرات يسبب الملل وإنتشار الأمراض وأيضا نظامنا التعليمي تلقيني يركز فقط على الجانب التحصيلي والمعرفي وغالبية الطلاب لا يستفيدون منه فلانجد تشويقا يجذب الطالب إلى الحضور ولذلك يكتفي بالكتاب فقط.
وتقول الدكتورة (هالة منصور) – استاذ علم الاجتماع: إن تزويغ الطلبة من المحاضرات له أسباب عديدة بعضها يرجع إلى الأستاذ الجامعي والبعض الآخر يرجع إلى الطلبة فبعض الاساتذة يتبعون اسلوب المحاضرة التقليدي أي انه يحاضر طوال الوقت، والطلبة يستمعون ولا يقومون بأي دور مما يولد عندهم الشعور بالملل.
والاستاذ الجامعي يجب ان يتمرس بخبرات التعامل مع الطلبة وكيفية جذب انتباههم وتشويقهم ولذلك لا يكفي حصوله على الدكتوراه فقط فبجانب تمكنه من المادة يجب ان تكون لديه خبرة في التعامل مع الطلبة وان يكون مرحا بعض الشيء إذا تطلب الأمر ذلك لكسر الملل بينه وبين الطلبة من خلال الحوار لأنه اساس التعامل، وعليه ان يتفهم الخصائص النفسية للطالب الجامعي وجوانب اهتمامه.
وكل هذه امور يجب ان يكتسبها بجانب الدكتوراه العلمية وكذلك اسلوب التعليم يجب ان يتاح فيه التعليم الذاتي بمعني ان يقوم الطالب بتعليم نفسه بنفسه ويصبح دور الاستاذ الجامعي بمثابة دور الموجه للخطوط العريضة ويجب عدم الاعتماد على كتاب معين وانما الاستعانة بعدة كتب لاستخلاص مافيها.
وهناك اقتراح قدمته وهو مايسمي (بالحقائب التعليمية) وهي عبارة عن كتيب صغير يعده الأستاذ أو يشترك القسم في إعداده بحيث يوضح للطالب كل مايلزمه من كتب ومصادرها وكيفية حصوله على هذه المعلومات ومحدد فيها ايضا الموضوعات التي سوف يقرأها في جزئيات المقرر.
وهذه الحقائب تمثل الساعد الايمن للطالب والمعين له من الناحية التعليمية والسبب الآخر لظاهرة التزويغ هو تكدس المدرجات فلابد ان تحل هذه المشكلة ولكن النظام لو كان دقيقا لا يستطيع الطالب ان يهرب من المحاضرة أو ان يتركها، فالآن من الصعب على الطالب الحريص وغير الحريص حضور المحاضرة بسبب الزحام.
اما العامل الثالث والمؤثر ايضا فهو استهتار بعض الطلبة بمستقبلهم العلمي وعدم إحساسهم بالمسئولية وجلوسهم في الطرقات وأعتقد أن الطالب المستهتر بهذا الشكل يجب ألا يأتي إلى الجامعة من الاصل لكي يتيح لغيره فرصة الدراسة والاستفادة.
وتقول الدكتورة (سوزان القليني) – رئيسة قسم الاعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس هذه الظاهرة لها شقان: الاول إنه يجب على الأستاذ أن يبحث كيف يجذب الطالب لانه لو قدم المعلومة بشكل مشوق ولو قال كلاما مختلفا عن الموجود في الكتاب ولو أن اسلوب التدريس إختلف عن اسلوب التلقين لتحولت المحاضرة إلى ساحة للنقاش بين الطالب والاستاذ.. وهذا هو دور الجامعي الحقيقي.
الشق الثاني مرتبط بزيادة الاعداد التي تدخل الجامعة سنويا وهذه النقطة لابد لوزارة التعليم العالي ان تنتبه لها حتى تتناسب الأعداد المقبولة مع طاقة الجامعة.
أيضا يجب على وسائل الاعلام توعية الطلاب بحضور المحاضرات والتواصل مع الأساتذة وعلي الاستاذ الجامعي أن يغير من اسلوبه في المحاضرات ويكون اكثر تواصلا مع الطلاب ويجب عليه ان يستخدم وسائل حديثه في نقل المعلومات لان الطالب كلما شعر بالاستفادة لن يترك المحاضرة ويجلس في الساحات.
وتقول الدكتورة (شيرين عبد المنعم) – رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس: كلية الآداب بدأت في بناء الدور الرابع لكي تستوعب الأعداد المتزايدة، ويحتاج الأمر إلى توعية الطلاب بأهمية المواظبة على الحضور لأن الكتاب وحده لا يكفي.
وتقول الدكتورة (سحر خميس) – مدرس بقسم الاعلام كلية الآداب جامعة عين شمس: من المهم أن يعلم الطالب أن الجامعة مكان لتحصيل العلم فإذا كان راغبا فيه فيحضر المحاضرات، والساحات والأندية ليست بديلا للمحاضرات وإنما هي مخصصة لقضاء الوقت بين المحاضرات والنقاط والانفاس.
ويعلق الدكتور (محمد فهمي طلبة) نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب على الظاهرة قائلا: وللأسف انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة نظرا لتصور الطالب ان الحضور إلى الجامعة هدفه إجتياز للإمتحانات وان هذه الامتحانات تقيس قدرته على الاستيعاب ولا تقيس بالدرجة الاولي درجة الفهم عند الطالب فيحفظ الطالب الأجزاء التي يتصور انها ستأتي في الامتحان ومن خلال درجات الرأفة يمكن ان يتجاوز مادة وراء الاخري وسنة وراء الاخري وبالتالي يتحول من طالب ينشد المعرفة إلى طالب ينشد إجتياز الامتحان وهذا المفهوم هو الذي جعل الطالب يصل إلى ماوصل إليه الآن ليصبح من منظوره أن حضور المحاضره ليس مهما وكذلك الاطلاع بالمكتبة وبالتالي يقضي وقت فراغه في التسكع والتجول داخل الحرم الجامعي، واللوائح تنظم ضرورة حضور الطلبة إلى المحاضرات وإلى المعامل ومعظم اللوائح تمنع الطالب من عدم تجاوز مرات الغياب وتشترط حضوره نسبة معينة من المحاضرات كي يتمكن من دخول الامتحان آخر السنة… وعلي الطالب أن يعلم أن سوق العمل يحتاج الآن إلى الخريج الدارس والفاهم، وإلا فسيجد نفسه عاطلا ولن يجد له مكانا في عالم المستقبل.
تحقيق: حاتم الشربيني – دينا عبد الحفيظ