لا أستطيع الجزم بذلك.. لكنني أشك في وجود موظفين حكوميين يلعبون لعبة بينهم تحمل العنوان «مين يستفز المواطن أكثر؟»، هذا هو التفسير الوحيد لانشغالهم عن العمل وتفرغهم لمطاردة الصحافيين وإمدادهم بالجمل التي تجلب الحموضة.
آخر هذه التصريحات يوم أمس، وكان بطله مسؤولا في الموارد البشرية كشف – أرجو من شارلك هولمز والمحقق كونان الابتعاد قليلا – نعم! لقد كشف عن استغلال موظفين سعوديين لقرار صرف إعانة للباحثين عن العمل، حين تركوا وظائفهم حتى يتسنى لهم الحصول على مبلغ الإعانة.
لم أستطع تمالك نفسي، رددت «الله أكبر» وحمدت الله الذي أمد في عمري حتى أشهد هذه اللحظة التي يكشف فيها ذلك المسؤول عن المرتزقة الذين يريدون استنزاف موارد هذا البلد.
أعلم أن هذا التصريح مثير للغضب والاستياء والحزن وكافة المشاعر السلبية، وليس لمحاولات الاستظراف والسماجة!.
مبلغ لا يتجاوز ألف ريال والجميع يعلم أنه أقل بكثير مما يصرفه البعض هنا على وجبة عشاء لشخصين، هل من الممكن أن يترك الناس وظائفهم من أجله؟ يا سيدي المسؤول، دعك منا فلقد «بلعنا» ما هو أشد من هذه التصاريح، لكن بأي وجه ستقابل الرب يوم لا ينفعك مال ولا جاه وقد كنت تساوم العاجزين على لقمة عيشهم البسيطة، فكيف تصرح بتصريح كهذا؟
إنه حقهم يا سيدي العزيز، وإن كنت تمتلك رأيا آخر، أو ما زلت تصر أن سد جوع الكائن هنا هو من باب الترف، ومحاولة استغلال يجب الحذر منها، فأرجوك أن تكف عن الظهور. احتسب هذا الانقطاع الإعلامي لوجه الله، وفي سبيل إخوتك الذين يعانون من قرحة المعدة.
عندما يترك الآلاف وظائفهم من أجل إعانة «الألف» فالأمر يلخص مستوى الخلل الذي يحدث في صندوق الموارد ووزارة العمل وكل الجهات ذات العلاقة، كفوا عن المواطن أرجوكم!.
بقلم: أيمن الجعفري