الرجال الذين يأخذون على المرأة صرفها المبالغ فيه على زينتها وإكسسواراتها وملابسها وحقائبها، يجانبون الصواب غالبا.
قالت لي سيدة فاضلة ذات يوم حين كنت أتحدث عن أن الشركات تعرف نقطة الضعف هذه في المرأة وتضرب على هذا الوتر: «أنت تبالغ كثيرا. لو حسبت كل ما تصرفه المرأة في عمرها على هذه الأمور فلن يبلغ ما ينفقه الرجل على سيارة واحدة». اتسع بؤبؤا عيني، وأفحمني جوابها.
بالفعل تثبت الدراسات الأخيرة أن الرجل ينفق ما يوازي ثلث دخله على السيارة. في ألمانيا يعتبر الرجل السيارة أهم ممتلكات حياته بعد المنزل، وأنه يفضلها على شريكة حياته.
يعطي الرجال غالبا اهتماما بالسيارات وماركاتها وألوانها ومدى قوتها حيزا يفوق بكثير الحيز الذي تعطيه المرأة لماركات الحقائب وتصاميم الفساتين والألوان الدارجة. في النهاية، لا أحد أفضل من الآخر. بمعنى آخر ليس الرجل «أعقل» من المرأة كما نزعم.
أبعد من ذلك، يصل اهتمام الرجل بسيارته حدا يمكن معه أن يعطي وقتا لها أكثر من امرأته. أحيانا يصرخ على أطفاله وزوجته إذا بدر منهم تصرف يسيئ إلى محبوبته الغالية «السيارة»، كتوسيخها أو ضرب بابها بقوة. هل سمعتم عن امرأة صرخت في زوجها لأنه حاول احتضانها وهي ترتدي فستانها الجديد المطرز بكريستالات لامعة: «ابعد عني. لا تخرب الفستان»؟. لا أعتقد أن امرأة تفعل ذلك.
يرى الرجال في تهافت النساء على التجميل والموضة تفاهة وسطحية، وترى النساء في صرف الرجال عشرات الآلاف على «قطعة حديد»، تصرفا لا يخلو من الطيش والغباء.. مَنِ منهما المصيب إذن؟
لا أعرف. لكنني أعرف أن لدى كل منا نقطة ضعف لا يبصرها، إذ تقول العرب: «يرى القذاة في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عين نفسه».
بقلم: أحمد ضيف
وفي مقترحاتي هذه المرَّة..