زينب بنت خزيمة «أم المساكين»

زينب بنت خزيمة «أم المساكين»

هي أم المؤمنين زوجة النبي ﷺ السيدة زينب بنت خزيمة (رضي الله عنها)، ويرجع سبب تكنيتها بأم المساكين لشدة عطفها على المساكين، وكثرة تصدقها عليهم، ورأفتها بهم، وإطعامها لهم قبل دخولها الإسلام وبعده، فهو خلقها الأصيل الذي لازمها طوال حياتها.

امتلأت شغفًا وحبًّا بما عند الله ﷻ من نعيم الآخرة، فكان من الطبيعي أن تصرف اهتماماتها إلى أعمال البر والصدقة، حيث لم تأل جهدًا في رعاية الأيتام والأرامل وتعهدهم، وتفقد شئونهم والإحسان إليهم، وغيرها من ألوان التراحم والتكافل، فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين.

كما كان للسيدة زينب بنت خزيمة (رضي الله عنها) دور بارز مع نساء المسلمين في يوم بدر، حيث كانت تشارك بتضميد جراح المرضى وتقديم الطعام والشراب لهم فكانت مجاهدة مدافعة عن دين الله ﷻ إلى جانب شغفها بالإنفاق في سبيل الله على المساكين والمحتاجين، قال تعالى: ﴿قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾، فمن أعظم الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى، وترفع الدرجات، وتحط الخطيئات، هو العناية بالمساكين والفقراء، وسد حاجتهم، ومجالستهم ومحادثتهم.

وللمساكين منزلة عظيمة عند الله رب العالمين؛ فقد ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ»؛ ولذا قَالَ رسول الله ﷺ للسيدة عَائِشَة (رضي الله عنها): «يَا عَائِشَةُ، لَا تَرْدِّي المِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ. يَا عَائِشَةُ، أَحِنِّي الْمَسَاكِينَ وَقَرْبِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ القِيَامَةِ».

لم تطل مدة إقامة السيدة زينب (رضي الله عنها) في بيت النبوة، فقد انتقلت إلى رحمة الله تعالى بعد ثمانية أشهر فقط أو أقل من زواجها بالنبي ﷺ، وماتت بالمدينة وعمرها نحو ثلاثين سنة، فحزن عليها رسول الله ﷺ وصلى على جنازتها، وكانت وفاتها بعد وفاة أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها)، أما باقي زوجات الرسول ﷺ فعشن (رضي الله عنهن) سنين بعده.

أضف تعليق

error: