يعتقد البعض أن الذهاب إلى طبيب الأسنان أثناء الحمل يشكل خطرًا على نمو الجنين والأم، ولكن في الواقع، العكس هو الصحيح، لأن المتابعة مع طبيب الأسنان تقي الحامل من مشاكل عدة ومضاعفات صحية خطيرة يمكن أن تسببها الأسنان، ونظافة الأسنان هي جزء من نمط حياة صحي للجميع وليس للحامل فقط.
كما يعد الفم هو البوابة الرئيسية للأوعية الدموية والجهاز الهضمي، على هذا النحو، يمكن أن تكون الصحة الفموية مؤشرًا جيدًا للصحة العامة.
وعلى المرأة الحامل الاهتمام بصحة أسنانها، للوقاية من مشاكل الأسنان واللثة، وفي هذا المقال سنتعرف على وقت زيارة المرأة الحامل لطبيب الأسنان.
محاذير حول زيارة الحامل لطبيب الأسنان
تقول “د. حنين عوض” أخصائية تجميل الوجه والأسنان: يمكن للمرأة أثناء التخطيط للحمل أن تزور طبيب الأسنان، وتقوم بعمل الفحوصات، وكذلك يمكنها عمل تنظيف للجير المتراكم على الأسنان، وكل ذلك يتم قبل الحمل، حتى لاتضطر الحامل إلى زيارة طبيب الأسنان أثناء فترة الحمل، وحتى لا تتعرض لآلام وجع الأسنان خلال فترة الحمل، لذلك على المرأة الحامل قبل فترة الحمل أن تزور طبيب الأسنان لعمل فحص كامل للأسنان.
وطبياً يتم تقسيم فترة الحمل إلى ٣ مراحل، وهي الثلاث شهور الأولى والثلاث شهور الوسط والثلاث شهور الأخيرة، ويُعتبر الثلث الثاني من الحمل أأمن فترة في الحمل للقيام بالإجراءات الطبية السنية، وهي الشهر الرابع والخامس والسادس.
والإجراءات الطبية السنية هي الإجراءات الضرورية، وليس الفينيرز أو التبييض، وفي الشهور الأولى والأخيرة من الحمل يجب عدم زيارة طبيب الأسنان، أما إذا تعرضت المرأة الحامل لألم وإلتهاب في هذه الشهور، يجب علاجه فوراً.
لأن الوجع الناتج عن ألم الأسنان ومشاكل الأسنان يُعرض المرأة الحامل لمشاكل أكثر من علاج الأسنان نفسه، وهناك إجراءات يقوم بها أطباء الأسنان لتجنب المرأة الحامل أي مُضاعفات فيتم التعامل مع المرأة الحامل بطريقة خاصة، حيث يجب إعطائها بنج يخلو من مُضيقات الأوعية الدموية: حتى لا تتعرض المرأة الحامل وجنينها لأي مشاكل أو مُضاعفات.
فيمكن خلع السن أو سحب العصب، أو حتى عمل أشعة دون تعرض المرأة الحامل لأي مُضاعفات.
زيارة طبيب الأسنان في الأشهر الأولى من الحمل
يسألن: هل يمكن زيارة طبيب الأسنان أثناء الحمل؟ فتوضِّح “د. حنين”؛ أثناء زيارة طبيب الأسنان في الأشهر الأولى من الحمل يُمكن أن تُعرض المرأة الحامل لحدوث التهابات، أو نقل عدوى أو يمكن أن تتعرض للآلام أو التوتر والخوف من عيادة طبيب الأسنان، وكل ذلك هي في غنى عنها.
كما يُمكن لبعض الأدوية أو الأشعة أن تضر الجنين، وتسبب له تشوهات، إذا لم يتخذ الطبيب الاحتياطات اللازمة أثناء زيارة المرأة الحامل للعيادة.
وهناك أدوية يمنع تناولها للمرأة الحامل، لأنها تؤثر على تكوين الجنين، أو تكوين أسنانه وهو في بطن أمه.
وبشكل عام إذا شعرت المرأة الحامل بوجع شديد وطارئ يجب عليها التحدث إلى الطبيب، كما أن هناك أدوية معينة خاصة بالمرأة الحامل، فيجب عليها التخلص من الوجع لأن هذا أأمن لها وللجنين.
زيارة طبيب الأسنان في الشهور الوسطى من الحمل
أي إجراءات تجميلية في الأسنان، أو إجراءات غير ضرورية، يجب تأجيلها لما بعد الحمل، أما الإجراءات المسموح بها خلال هذه الشهور للمرأة الحامل هي ما يلي:
- سحب العصب.
- التسوسات العميقة يُمكن أن تصل للعصب.
- خلع ضروري للأسنان.
أما إذا لم يكن هناك أي مشاكل أو مضاعفات في صحة الفم والأسنان، يُمكن للمرأة الحامل أن تزور طبيب الأسنان في الثُلث الثاني من الحمل، لعمل تنظيف للأسنان حتة تتجنب حدوث أي مُضاعفات.
ففي خلال فترة الحمل تتغير هرمونات المرأة الحامل، وتُعد اللثة من الأجهزة والأنسجة التي تتأثر في فترة الحمل، فتصبح أكثر حساسية، ويحدث بها انتفاخ أو نزيف، حتى إذا كانت الحامل مُهتمة بأسنانها، فيجب عليها في فترة الحمل مُضاعفة الإهتمام.
فالعلاقة بين اللثة وتغير الهرمونات علاقة مباشرة، وتسمى في الطب تورّم اللثة الناتج عن الحمل، فتصاب الحامل في فترة الحمل بإلتهابات اللثة ونزيفها، مما يؤلم المرأة الحامل، وأكثر ما يُهيج اللثة عند الحامل هي طبقة البلاك التي تتكون على الأسنان.
علاج مشاكل اللثة عند الحامل
الإهتمام بنظافة الفم أثناء الحمل هي الخطوة الأولى والأهم، وُسمح للحامل بتناول مُسكنات الألم مثل البنادول أو بنادول اكسترا والاسم العلمي (باراسيتامول Paracetamol)، والمضادات الحيوية المسموح بها لعلاج الإلتهابات وهي الأموكسيسلين Amoxycillin، وهذان النوعان يُسمح للحامل بتناولهما دون حدوث أي ضرر لها أو للجنين، والجرعة تكون تحت إشراف الطبيب.
زيارة طبيب الأسنان في الأشهر الأخيرة من الحمل
تابعت “د. عوض” المسموح به في خلال الأشهر الأخيرة من الحمل هو اتباع الإجراءات اللازمة للعلاجات الضرورية، وتكمن الخطورة من زيادة الألم والضغط على الحامل في حدوث طلق مما يسبب ولادة مبكرة.
لذلك يجب تجنب قدر الإمكان التعرض لألم الأسنان، لأن كما ذكرنا يُمكن أن يتسبب التوتر في حدوث ولادة مبكرة للمرأة الحامل، وكذلك بعض الإجراءات الطبية أو الأدوية يمكن أن تسبب تشوهات للجنين.
ودائماً الوقاية في المرأة الحامل خير من العلاج، في أي مجال آخر وليست الأسنان فقط.
وحوالي ٩٠٪ من الأطباء لا يستقبلون الحامل خلال فترة الحمل لعمل إجراءات تجميلية للأسنان، لأنها ليست ضرورية، ولا داعي من اتباعها، ويُمكن تأخيرها لبعد الولادة، حتى لا تتعرض الحامل لأي مُضاعفات أو مشاكل ناتجة عن هذه الإجراءات التجميلية.
واقرأ هنا أيضًا عن أسباب وأعراض الوحام عند المرأة الحامل
نقص الفيتامينات والمعادن عند الحامل
غالباً ما تأتي السيدات بعد الولادة إلى عيادات الأسنان يشتكين من خسارة الأسنان بسبب الحمل، ومن رحمة الله علينا أن جعل الجنين يأخذ كل احتياجات بالكامل ولا ينقصه شيء، فإذا لم تأخذ الحامل المكمل الغذائي، سيأخذ الجنين احتياجاته من جسم الأم.
لذلك يجب على الحامل تناول المكملات الغذائية بإستمرار، ومتابعة طبيبة النسائية، ويجب أيضاً عمل الفحوصات الدورية لفحص معدل الحديد والكالسيوم وفيتامين د والفوليك أسيد، وكل الفيتامينات والمعادن الأخرى، لأن التزام الحامل بهذه الفحوصات والإجراءات لا يُعرضها لأي مشاكل في الحمل.
زيارة طبيب الأسنان بعد الولادة
أما بعد الولادة وفي خلال فترة الرضاعة أكثر ما يُقلق في هذه الفترة هي الأدوية، لأن بعض الأدوية وخاصة المضادات الحيوية يُمكن أن تؤثر على تكوين أسنان الجنين، لذلك يجب على الأم الحامل والأم المرضة وكذلك الطفل بعد ولادته تجنب هذه الأدوية حتى عمر ٨ سنوات، لأنها تؤثر على تكوين أسنان الطفل وعظامه، وإن لم يتأثر العظم كثيراً مثل الأسنان.
ويمكن عمل إي إجراءات في عيادة طبيب الأسنان للأم المرضعة، لا يؤثر عليها إطلاقاً، ولا على حليب الطفل، ولكن ما يؤثر على الحليب هو تناول الأم المرضعة لبعض الأدوية التي تمر في حليب الطفل.
ومعظم الإجراءات التي تتم في عيادة طبيب الأسنان، تتم من خلال معرفة حالة المريضة وهي هي حامل أم لا، حتى قبل تصوير الأشعة، وعند الشك في حدوث حمل يمكن للمرأة ارتداء مريلة من الرصاص، لحماية جسمها من الأشعة.
ومعظم الأشعة المستخدمة في عيادات الأسنان تكون اشعة ديجيتال، ونسبة الأشعة بها قليلة جداً ومدروسة بحيث لا تضر جسم الأم ولا الجنين.