تفاصيل الاستشارة: أنا شاب عمري 21 سنة، ومشكلتي بشكل مباشر هي تعرقي الزائد في راحة يدي وقدمي، وأحيانا تحت إبطي، ولكن مشكلتي الأساسية هي راحة يدي ورجلي. بعد دخولي فترة المراهقة أعتقد صارت هذه المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم، في البداية لم أفهم ماذا بي وقلت في نفسي ربما كل الناس بهذا الشكل، ولكن وجدت أن المشكلة أكبر مما تصورتها، منذ سنوات وأنا بهذا الشكل، حقيقة تعبت من هذه المشكلة المحرجة، والتي لم أجد لها حلا، تعبت من مسح يدي وأخجل من مصافحة غيري أحيانا، وخاصة في فصل الصيف والحر الشديد.
يداي تتعرقان ورجلاي حتى في فصل الشتاء، يعني بشكل دائم ولكن وقت الصيف أكثر، إبطي ممكن يتعرق بكثرة ولكن ليس كما في يدي، وفي الشتاء ممكن إبطي يكون أخف بكثير، ولكن أنا أركز على يدي وقدمي.
صرت أخجل من أن أكتب.. أصافح.. أسلم أشياء، بعد لمسها تبقى آثار مثل المياه، وهو تعرق، المشكلة صارت تتفاقم وتزداد، وأريد حلا صراحة.
للعلم أحيانا من كثرة التعرق وخاصة وقت الرطوبة أو الحر الشديد تصل إلى خروج قطرة مثل الماء من إصبعي.. تصوروا! قطرة عرق تنزل من أصابعي بعد تجمعها من يدي، ورجلي أيضا.
قرأت عدة مقالات في الإنترنت، ورأيت بعض العلاجات مثل البوتوكس أعتقد.. ولكن ربما مكلف، ولكني رأيت أيضا العلاج الكهربي أو تيارات كهربية، أنا لست طبيبا ولكن أتمنى أن تفصلوا لي الحل.. وهل يوجد علاجات بالأدوية؟ وما سبب المشكلة؟ وأفضل حل لهذه المشكلة في نظركم وأرخصهم؟
وللعلم أنا من ليبيا ولا أدري هل يوجد علاجات لهذه الحالات أم لا؟ أفيدوني بارك الله فيكم؛ لأني تعبت بمعنى الكلمة.
⇐ د. عزة محمد جبل «استشاري الجلدية والتناسلية» ردَّت، فقالت: في البداية نود أن نوضح لك أن زيادة إفراز العرق في الجسم بشكل عام هو نوع من النشاط الزائد في الغدد العرقية، وأكثر الأماكن في جسم الإنسان عرضة لهذه الحالة هي الإبط والأيدي والأقدام؛ ذلك لأن الجهاز العصبي السمبثاوي المسئول عن تنبيه الغدد العرقية يثار بالانفعالات النفسية، والقلق، والتفكير، وأي شكل من أشكال المجهود الذهني، فينبه الغدد العرقية وبالتالي يزداد إفرازها.
وكما ذكرت فزيادة الإفرازات العرقية عندك تكمن في منطقة اليدين والقدمين، لذا فبإذن الله لن يكون من الصعب التغلب على هذه المشكلة؛ فالعلاج في مثل حالتك يكون علاجا موضعيا وموجها بشكل خاص لمنطقة الغدد العرقية لليدين والقدمين لعلاج مشكلة التعرق الخاصة بهما.
وإليك بداية بعض الاحتياطات:
يجب أن تقوم بتغيير الجوارب يوميا وارتداء جوارب قطنية، كما يجب غسل اليدين والقدمين عدة مرات يوميا بالصابون المزيل للرائحة وتجفيفهم جيدا.
وعن العلاج الدوائي.. فيمكنك أن تستعمل مركبا يقوم الصيدلي بتركيبه، وهو: Aluminum Chloride hexahydrate 20% + Absolute Anhydrous Ethyl Alcohol 80%، ويستعمل كالآتي:
- يجب أن يكون الجلد جافا تماما.
- تُدهن اليدان والقدمان بالمركب جيدا في المساء.
- تغطَّى اليدان والقدمان بغطاء بلاستيكي.
- يترك الدهان لمدة من ست إلى ثمان ساعات (حتى الصباح).
- تغسل جيدا، ثم تجفف وتدهن اليدان والقدمان بكريم كورتيزون خفيف 1% Hydrocortisone، ويستخدم العلاج يوميا لمدة 5 أيام، ثم يكرر مرة كل 5 أيام.
وهناك طريقة ثانية للعلاج: هي استخدام جهاز Iontophoresis، وهو عبارة عن وحدة تعمل بالبطارية يمكن استخدامها بالمنزل، وتصل نسب نجاح العلاج بها إلى 80%، بالنسبة لليدين و33% للقدمين بعد 14 يوما من استخدامه، ويصل إلى 100% لليدين و78% للقدمين بعد 20 يوما.
ويوجد أيضا العلاج بالبوتوكس كما ذكرت: وهو عبارة عن مادة بروتينية مخلقة (botulinium toxin) تضاد عمل الألستيل كولين المسئول عن توصيل الإشارات العصبية من الأعصاب إلى العضلات والغدد العرقية، لذلك فحقن البوتوكس ينتج عنه ارتخاء العضلات وتوقف إفراز العرق.
ويبدأ تأثير الحقن في الإقلال من التعرق بعد ثلاثة أيام من الحقن، ويصل أعلى مستوى بعد أسبوعين، ويستمر على هذا المستوى لفترة تتراوح بين 4-6 أشهر.. فالشخص يحتاج للحقن مرة أو مرتين في السنة.
أما عن الآثار الجانبية لحقن البوتوكس فتعتبر قليلة جدا ومقصورة فقط على مكان الحقن.. مثل الألم البسيط، وبعض الكدمات أو الاحمرار البسيط، أو بعض التورم، وفي حالات قليلة قد يعاني المريض من ضعف مؤقت في العضلات الصغيرة باليدين.
والعلاج بالبوتوكس يناسب كل من يعاني من فرط التعرق.. ولكن رغم أمانه لكنه لا يفضل استخدامه مع الحالات الآتية:
- السيدات أثناء الحمل والرضاعة.
- بعض المصابين بالأمراض العصبية.
- وجود حساسية للبوتوكس أو أحد مركباته مع استخدام بعض الأدوية التي تزيد من مفعوله، مثل بعض المضادات الحيوية، وأدوية التخدير.. لذلك يجب إيقافه لمدة ثلاثة أيام قبل حقن البوتوكس.
⇐ طالع أيضًا:
- ↵ زيادة التعرق.. الصبر بداية العلاج
- ↵ أفضل أنواع مزيل العرق
- ↵ أنواع فرط التعرق وعلاجه باستخدام البوتكس
وأخيرا أخي الكريم.. لا داعي لكل هذا القلق.. فما جعل الله داء إلا وجعل له دواء، وأوصيك بألا تتعجل نتائج العلاج، ولا تيأس، ولكن استعن بالله.
ننتظر تواصلك معنا بعد ظهور النتائج للاطمئنان على صحتك.. مع أطيب دعائنا لك بتمام الشفاء.