لماذا زميلي أسود وأنا أبيض؟ كيف يمكنني أن أتعامل مع زملائي في الفصل؟.. أمي.. معي في الفصل زميل من بلد آخر وأريد أن أصادقه.. كيف أتعامل مع زميلي المسيحي؟
هذه بعض الأسئلة التي تدور في رأس أولادنا هذه الأيام، فمن الصعب أن تجد مدرسة بها أطفال من جنسية واحدة أو دين واحد، فالتعدد أصبح السمة الأساسية في مدارسنا العربية، والآخر فرض نفسه على حياة أطفالنا بشكل واضح، ولذلك أصبح لزاما عليهم تقبله ومعرفة كيفية التعامل معه سواء داخل الفصل أو خارجه، ولأنه من الطبيعي أن تكون لدى الطفل اتجاهات سلبية بين الجماعات المختلفة في الدين أو الجنس أو القومية، لذلك فإن حيرته أمام هؤلاء هي حيرة طبيعية، وما علينا إلا أن نجعله يتفاعل مع مجتمعه دون النظر إلى مثل هذه العصبيات التي توجدها الخلافات الاجتماعية والسياسية.
وشهر رمضان فرصة كبيرة لكي ندرب أبناءنا على كيفية التعامل مع زملائهم بغض النظر عن الجنسية أو الشكل أو الدين؛ لأننا كلنا بشر، والقرآن الكريم يتضمن خطابا تربويا عظيم الأثر في قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] [الحجرات:13]، كما أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أهمية الاختلاف في حياتنا في نص حديثه الشريف: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى».
طفل مختلف
بما أن فكرة الطفل عن الآخر تتشكل من خلال وجهة نظر والديه، ولأن المدرسة هي المجتمع الرئيسي لأطفالنا، فينبغي أن يتعود الطفل على أن يتعامل مع زملائه بروح الإسلام السمحة بغض النظر عن الشكل أو اللون أو الدين، تساعده في ذلك الأم والعائلة لما لها من دور كبير في تغيير المفاهيم الخاطئة لدى الأبناء..
والخطوات التالية توضح فيها الباحثة “فاطمة الشيخ” -الاختصاصية والمستشارة النفسية بالمغرب- لكل أسرة كيفية التأثير على الطفل، لإقناعه بالتعامل السوي مع الآخرين من حوله والذين يراهم بعيون مختلفة..
- إعطاء القدوة للطفل من خلال تقبل الكبار للاختلاف.. وعدم الاستهزاء بمن هو مختلف عنهم.
- تعليم الابن أننا كلنا بشر وليس هناك فرق بين شخص وآخر.
- الاستماع لأسئلة الطفل الخاصة بزملائه أصحاب البشرة الداكنة، أو الأجانب أو أصحاب الديانات الأخرى، ومحاولة إفهامه الفرق بينه وبينهم دون الانتقاص من قدرهم.
- تشجيع الطفل على التعامل بحب مع كل زملائه بالرغم من الاختلاف بينهم.
- إقامة علاقات طيبة مع أسر هؤلاء الأطفال حتى يطمئن طفلك لهم ويقبل على التعامل معهم.
- عدم السماح لطفلك بالسخرية من أحد زملائه أو الانتقاص من قدرهم مع احترام عاداتهم وتقاليدهم.
- التحدث مع الطفل الصغير عن وجود بلاد أخرى حول بلاده، وأن لكل بلد شكلا وشعبا مختلفا، ومحاولة استخدام الصور والحكايات بقدر الإمكان لتوصيل المعلومة له بشكل جذاب.
- تعليمه آداب الإسلام في التعامل مع الآخر، من خلال السيرة النبوية وروايتها له بشكل مبسط.
- تعريفه بأن هناك ثلاث ديانات سماوية، وأننا المسلمين نحترم تلك الديانات، وتعريفه بمعجزات الرسل وقصص الأنبياء.
- التركيز دوما على أن الله سيكافئه على معاملته الطيبة مع زملائه أيا كانوا، وسيضاعف له الثواب على ذلك في رمضان.
وأخيرا.. يجب على كل أب وأم أن يعلما أن دورهما الأساسي يتمثل في غرس بعض المسلمات في نفس الطفل على أن يكون ذلك بشكل مناسب مع عقلية وسن كل ابن، مع التأكيد على أن لكل كائن الحق في أن يكون فريدا من نوعه، وأن كونه مختلفا لا يعني أنه غير جيد، وأن تنوع الأفراد وتفردهم يشكل مصدرا غنيا في العالم البشري وإلا أصبح الجميع صورة مكررة من بعضهم البعض.
بقلم: آيات الحبال
وهنا تقرأ أيضًا: