بماذا تختلف زراعة الأسنان التجميلية عن الزراعة العادية ؟
يقول د. طارق أبو صالح “استشاري جراحة لثة وزراعة أسنان “، بأن هذا الموضوع حاز بإهتمام كبير من قِبل المؤتمرات، كما أصبح نجاح الزراعة من 95% الى 98% وهذه نسبة كبيرة جداً، ولكن التفت الأطباء والباحثين الى أن المرضى يشتكون أنه بالرغم من نجاح عملية الزراعة إلا أنها لم تكن شكلياً مقبولة، فمثلاً يوجد سن أكبر من الثاني أو يوجد سواد (لم يظهر في أول شهر لكن بعد مرور سنة يصبح في سواد بالمكان)، فالأطباء أجمعوا شكاوي المرضى واهتموا بوجود حل لها، وبالطبع قاموا بالتطوير في تفاصيل بسيطة مع بعض الإكسسوارات للأخذ في الإعتبار المناطق الأمامية وهي تشريحياً تختلف عن المناطق الخلفية، لذلك هم بدأوا يقوموا ببعض التعديلات في تصميم الزراعة، كجعل السِنة كأنها طبيعية بالإضافة الى تغير لون الدعامة من اللون الذهبي أو المعدني الى اللون الأبيض، لذلك فإن كل 4-5 سنين تصير تغيرات بسيطة (فهي أجزاء من المللي) لكن مهمة بالتأكيد من حيث تقبل المريض والنتيجة النهائية.
وأوضح أن الزراعات في المناطق الأمامية لها إعتبارات من حيث ناحية العظام واللثة، ويمكن ان تكون أجزاء من المللي مزعجة للمريض، في حين أن في المناطق الخلفية تكون مخصصة فقط للطعام أكثر من النواحي التجميلية.
ما النواحي الجراحية التي يجب أن يأخذها المريض والطبيب بعين الإعتبار بما يختص الجراحة التجميلية ؟
يبدأ الموضوع عند خلع السِنة، فعند خلع أي سِن يحدث تآكل بالعظم، ولكن إذا كان الخلع عنيف أو المكان به إلتهابات أو أمراض لثوية متقدمة ، سيحدث تآكل بالمكان وحصار باللثة، ثم يقوم الطبيب بالزرع وتكون العملية ناجحة ولكن السِنة ليست بمستوى باقي الأسنان، ولذلك نشعر بأن السِن من الناحية التجميلية غير مقبولة للمريض، كما أوضح الدكتور أن الرجوع لتصليح هذا الشكل يكون صعباً لأنه إلتحم مع العظم، فعملية فك الزراعة وبناء عظم من جديد من الأشياء المزعجة، فلذلك فإن الخطوات الجراحية مهمة جداً وبالطبع تبدأ بالفحص الدقيق والتشخيص (التطلع على السن الذي به تآكل وعلى من حوله هل بهم حشوات أو تركيبات) فالطبيب يأخذ تحليل كامل لإبتسامة الشخص، وكل هذا نأخذه بعين الإعتبار وخصيصاً عند الخلع حتى لا يحدث أذى بالمكان، حتى نحافظ على العظام فكلما يزيد أذى العظام زاد التآكل، فالعظام في هذا المكان رقيق جداً لذلك يحرص الأطباء على الحفاظ عليه بإستعمال أدوات متطورة دقيقة جداً، فالجراحة التجميلية مشكلتها الأساسية أن كل خطوة تعتمد على الأخرى وأن هذا المكان حساس جداً فهامش الخطأ يكون صغير، فتقريباً إذا كان هناك خطأ مللي في كل خطوة يحدث هناك فرق كبير بين السِن والسِن التي تليها، وهذا يوجد في كثير من المرضى الذين يًركبون بورسلين زهري يعوضهم عن التآكل، ولكن تكون أحياناً واضحة مع تعلق الطعام بها، فمن الصعب تنظيفها لأن السِن يكون كبير فيحدث بعد ذلك إلتهابات.
فهذه هي الخطوات الجراحية، فإذا لم تقام بشكل سليم قد يحدث مشكلتان
1. الزاوية، حيث أن الزراعة لا تكون بزاوية صحيحة (بارزة الى الخارج أو السِن كبير)
2. أن الزراعة تكون بداخل العظام، فعند تركيب الدعامة يجب فتح اللثة، فيوجد أطباء تزيل كل اللثة من ضمنها اللثة التي تقوم بالمظهر التجميلي
هل يحتاج المريض علاج مؤقت حتى تتم عملية الزراعة بالشكل الكامل ؟
من المشاكل التي يواجهها الطبيب أن المريض لا يحب أن يظهر بدون أسنان خصوصاً إذا كان بالمناطق الأمامية، ولكن في المناطق الخلفية من الممكن أن ينتظر المريض خلال فترة العلاج (تتراوح بين أسابيع الى أشهر)، ففي المناطق الأمامية ركز الطبيب على أن يجعل الزراعة بشكل مقبول، فهناك خيارات عديدة منها: تركيب طاقم متحرك لكن المرضى لا يحبذونه و في السنوات الأخيرة أصبح يوجد طاقم ثابت إما عن طريق الأسنان الجانبية للسن المخلوع (لذلك يجب تقييمهم بشكل ممتاز) أو صناعة زراعة مؤقتة، وهذا يُعطي المريض راحة نفسية كما أيضاً يُهئ الشكل المطلوب لأن اللثة تحتاج الى فترة لتتحسن فبدلاً من تركها تذوب بمفردها نوجهها الى الشكل التجميلي الذي نريده، فلذلك يجب أن يوجد التعاون بين الجانب الجراحي والتركيبي (الأطباء )، بالرغم من أن هذا كله أجزاء من المللي ولكنها مهمة جداً فعند حدوث سواد باللثة ينزعج المريض بشكل كبير.
هل هناك إختلاف بمادة التركيب للسِن النهائي بما يتعلق بالتجميل ؟
بالتأكيد يوجد، ففي السنوات الأخيرة صار في إتجاه نحو عدم إستخدام المعدن تحت البورسلين لأن المعدن مع الوقت من الممكن أن يتفاعل مع اللثة ويصير سواد أو لون غامق، فلذلك درج الزيركون كمادة سواء أن كانت دعامة للزراعة أو للسِن النهائي وهدفها الأساسي تجميلي لكنها ليست أقوى من البورسلين مع المعدن، ولكن اللافت للإنتباه أن المناطق الأمامية لا يوجد عليها ضغط كبير مثل المناطق الخلفية، لذلك يؤخذ شيء من ناحية قوى ومتينة وأيضاً مناسب من الناحية التجميلية بحيث أن السن يكون أبيض ولا يوجد به معدن، وفي السنوات الأخيرة حاولوا أن تشبه الأسنان الطبيعية بحيث يكون صعب التمييز بينهم.