هذه رواية زواج صالونات من واقع الحياة؛ حيث زُوِّجت من رجل عمره في ٣٠ وأنا في ٢٠ من عمري؛ تقدم لي بالطريقة التقليدية ووافقت عليه بعد أن سألت عن أخلاقه وسمعته. وبعد الخطبة بسنة واحدة تم العقد وظللت سنة معقودة عليّ في العقد. أحببته كثيرا وأحبني كثيرا.
كان دائما يأتي لرؤيتي، حبه لي كان جميلا جدًا، كريم معي جدًا، لطيف، حسن المعاملة. كان الكل يحسدنا، وكان الكل يريدون أن يكونوا مثلنا، قصتنا اشتهرت إلى آخر المنطقة، وكان حديث اليوم هو أنا وهو، لم يكن هناك قصة أروع من قصتنا.
الخطأ عندنا منذ البداية
لكن الخطأ من أهلي أنهم لم يسألوا عن أخلاق أهله، أهله أناس يحبون المشاكل، عندما ذهب عمي كي يسأل عنه قال له الناس: الشاب إنسان محترم وذو خلق وأخلاق، لكن أهله أناس من أرباب المشاكل.
عمي لم يخبرنا عن أهله؛ فإذا فعل، ما كنت وافقت عليه، وخصوصًا هو من محافظة وأنا من محافظة، اختلف عنه في التقاليد كثيرا، وهم عندهم الابن ممنوع عليه أن يتزوج من غير أهله أو من غير منطقته.
عندما كانت الزيارات بيننا لم يظهروا لي بأنهم لا يريدوني، يكتفوا بالصمت فقط.
عندما اقترب موعد الزفاف ظهر عليهم الحقد الذي يخفوه لي، هو لديه أخوة كُثر، وهناك من هو أكبر منه، لكن أهله حملوه كامل مسئولية البيت من مصروفات ودفع فواتير كهرباء وماء، وكل شيء كان عليه هو؛ وإخوانه الآخرون لم يطلبوا منهم أي شيء.
أنا –رغم النفاق– لم اعترض على هذه، وقلت له طالما إنك لم تقصر معي بأي شيء لا أتدخل أنا بينك وبين أهلك، أعطيهم كل شيء، لا مشكلة لدي، المهم أنك لا تقصر في حقي. أحب كلامي واحترمني.
وعندما أتى موعد العرس جن جنون أهله، لم يتقبلوا واقع أنه ابنهم سوف يتزوج ويكون له حياته الخاصة، رغم أنه أخبرهم بأنه لن يقصر معهم.
افتعال المشاكل والأزمات
وفي يوم نقشة الحناء أتى أهله إلى العرس، وفوق المسرح كان أبناء أخوه الصغار يلعبون مع أطفال الحارة فوق المسرح، أتت صديقتي وأنزلت جميع الأطفال من فوق المسرح كي لا يخربوا المسرح، وعندما أنزلتهم أتى جميع إخوته وأمه وكأنهم يريدون عذر لعمل مشكلة؛ أتوا إليَّ عندي وأنا فوق المسرح يصيحون فوقي أمام الناس ويقولون لي أنت زوجة عمهم، لماذا تسمحي لصديقتك بأن تنزلهم؟ قلت لهم صديقتي أنزلت جميع الأطفال.. -حتى لم أكمل كلامي- يقولوا لي سوف تدفعين الثمن، وكأني قتلت لهم قتيل.
كانت دمعتي في عيني وانقهرت كثيرًا، ولم أرد عليهم، وأمي لم تراهم، ومستغربة؛ وكان الجميع مستغرب، لكن اكتفى الكل بالتفرج، ومن بينهم أمي؛ تفاجأت ومصدومة لا تدري ماذا تفعل.
بعد الصراخ فوقي تركوا العرس وغادرو فورا.
وفي ثاني يوم كان زفافي عندما دخلت القاعة، أهله منعوا أعمامي وإخواني من دخول القاعة. كان أعمامي يريدوا أن يفرحوا لفرح ابنة أخوهم اليتيمة، يريدوا الرقص معي وأن نلتقط بعض الصور.
منعوا إخواني وأعمامي من الدخول وحرموا إخواني من أن يفرحوا مع أختهم الوحيدة، حصلت مشكلة بين إخوانه وأبوه وأعمامي؛ هو لم يكن موجود وقت المشكلة، أهلي حكّموا عقلهم وقالوا نحن نتكلم مع الزوج نفسه لا مع أهله، وقالوا ننتظر العريس كي يأتي ويعقّل أهله.
أتى زوجي، وعندما أخبروه أهله وأهلي، وقف مع أهله وباعني أنا وأهلي بكل سهولة؛ بل حرم بي بأن لا أحد من أهلي يدخل.
بكت أمي وعماتي، وكل أهلي كانوا يبكون؛ تحول العرس إلى معزى وكأن أحد مات، أنا فوق المسرح لم أعرف بأي شيء عندما رأيت الكل يبكي؛ اسأل ماذا حصل؟ لم يخبروني كي لا يفسدوا فرحتي ولا ظني بزوجي، وغادر جميع أهلي وتركوني معه.
قلت سوف أذهب معكم، هو لم يوافق لي، وكان ممسك بيدي، وكنت أصرخ كي أذهب مع أهلي؛ منعني وأمسك بي وأدخلني السيارة، كان أهله يريدون بأن يحصل يوم الزفاف مشكلة كي لا أذهب معه، كي أذهب مع أهلي ويخلصوا مني، لكنهم يريدون والله يفعل ما يريد.
لم يحقق لهم الله مرادهم، وجعلني أذهب معه.
صباحية -ليست- مباركة
وثاني يوم -في الصباحية- ضروري أن تذهب العروسة لبيت أهله، لكني رفضت الذهاب لأني عرفت أنهم منعوا أهلي من دخول القاعة، لكني لم أعرف بأنه هو الذي أنهى المشكلة بتحريمه بي وقال لا أحد يدخل من أهلي، وأهلي لم يخبروني بأنه هو الذي منع كي لا يفسدوا حياتي الزوجية.
حاول معي كثيرا كي أذهب إلى بيت أهله لكني رفضت، أتى عندي أهله يترجوني كي أذهب عندهم خوفا من ملامة الناس، سيتساءلون: أين العروسة؟
لم أذهب، واعتذروا للناس بأني مريضة جدًا، وبعد الصباحية بيوم بدأوا يأتون كل يوم إلى بيتي ويضايقوني وأنا عروسة جديدة، وأيضا يفتنوا بيني وبين زوجي.
كان كل يوم مشكلة، وكأنهم يريدون أن يخرجوني ويطلقوني منه، وهو أيضًا تغير كثيرًا، أصبح قاسيًا جدًا، شرس، كان كل يوم يضغط عليّ كي أذهب إلى بيت أهله، وأنا أقول له: لا تضغط عليّ، أنا ما زلت مجروحة، دعني مع الأيام سوف أنسى وأنا التي سوف أقول لك هيا نذهب إلى بيت أهلك؛ لكنه لم يسمعني، وبدأ بالزن عليّ.
وبعد أسبوعين ذهب بي هو إلى بيت أهلي كي أنقش حناء، وثاني يوم نسافر لشهر العسل.
بداية النهاية
في نفس اليوم ليلا يتصل بي ويقول: اسمعي يا ابنة الناس؛ أبي عزمني أنا وأنتِ غدًا عنده على الغداء والعشاء؛ إما أن تأتي معي أو اجلسي عند أهلك لا ترجعي لي؛ هكذا ودون تفاهم..
أنا تفاجأت من كلامه، وكأنه لا يحترم الذي حصل لي ولا يقدر مشاعري. تملكني الصمت؛ وقلت له اسمع أمي بجانبي، تكلم معها، هي إنسانة كبيرة. قال أنا أريدك أنتِ، لا أريد أمك، واغلق الجوال في وجهي.
ومن بعدها رفع قضية في الشرطة بأني أنا التي هربت من بيته، وكأنه هو لم يوصلني إلى بيت أهلي، والحمد لله كان هناك شاهد؛ وهو سائق السيارة، هو معروف لدي وأيضًا.
اتهم أهلي بأنهم تهجموا إلى بيته وسرقوه، وأهلة زوجوه على فتاة من أهله؛ هذا لكي أرفض -أنا- وأرجع له المهر وأطلب الطلاق، لكني لم أعطي لهم مرادهم؛ فبرغم صغر سني وهبني الله -تعالى- الحكمة والصبر، وكنت أدعى الله بأن ينصرني.
ذهب المحكمة ورفع قضية نشوز؛ بأن يجعلني معلقة.
وأنا، وبعد استخارة الله، قررت بأن أخلعه؛ لكن الخُلع هو بأن أرجع له كامل المهر، هو لا يستأهل هذا للأسف-؛ لكن كي أشتري راحة بالي لا يهم النقود.
المشكلة بأني لا أملك هذا المبلغ كاملا، فأنا إلى الآن مُعلقة؛ و -بإذن الله- سوف أشتغل وأصبر حتى أرجع له واشتري راحة بالي، وإيماني بالله كبير جدًا بأن كل الذي حصل لي هو خير من الله -سبحانه- وبأن الله سوف يعوضني بأحسن منه.
والحمد لله فعلا كل ما حصل لي هو خير لي، فإذا لم يحصل لي هذا ما كنت أحقق أحلامي في الكتابة والإخراج والدراسة. وهدفي هو نشر الإسلام في الغرب، والحمد لله على كل حال.