معنا اليوم درس ديني طيب مبارك؛ بعنوان: رمضان شهر القرآن. نعم، فقد دلَّلَ على ذلك القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المطهرة.
بداية أيها الإخوة الصائمون؛ أسأل الله ﷻ بمَنه وكرمه وجُوده وبِره أن يتقبَّل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجه الله الكريم.
رمضان شهر القرآن
﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾. فكلام الله ﷻ أُنزل في هذا الشهر العظيم المبارك.
ولقد بيَّن الله ﷻ في كتابه العظيم أوصافا للقرآن الكريم فقال -سبحانه- ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾. ويقول الله ﷻ عن هذا القرآن العظيم ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾.
أنزل الله القرآن الكريم على قلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ليُثَبّت قلبه، ويُثَبّت فؤاده. ولذا يعد القرآن الكريم أعظم مثبت على هذا الدين. ولذلك قال -سبحانه- ﴿وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
الله ﷻ قال عن هذا القرآن أنه أعظم مُعين على الثبات على هذا الدين. ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾.
عيشوا رمضان مع القرآن
حريّ بنا -أيها الإخوة الصائمون- أن نعيش في هذا الشَّهر مع كلام الله ﷻ، تلاوة وعملا وتدبرا ونظرا وتأملا ومعرفة لهذا القرآن وأسراره وقصصه وعِبره وعِظاته وأوامره وزاجره ونواهيه. نعيش مع هذا القرآن؛ نقف عند آياته. نستمتع بسماع كلام الله ﷻ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «كان يعرض على النَّبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض..».
أدعوكم -أيها الإخوة- أن نعيش مع هذا القرآن، أن نفتح هذه المصاحف، أن نقرأ القرآن قراءة تدبرية، تفسيرية. نعيش مع كلامه ﷻ.
تدبروا كتاب الله
يقول الله ﷻ في سورة ص ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾؛ فهو مباركٌ لمن يحفظه، ومبارك لمن يراجعه، ومبارك لمن يقرأه، ومبارك لمن يتعلم أحكامه ومقاصِده وعلومه.
العيش مع كلام الله ﷻ، نقف عند آياته. ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ﴾، ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.
يُمكنك الاطلاع هنا أيضًا على خطبة رمضان شهر القرآن «مكتوبة جاهزة»
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضائك؛ نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم. اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلِّمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم زِدنا بالقرآن هداية وصلاحا، ونجاحا وفلاحا، وبرا وإحسانا وتوفيقا.
اللهم ألبسنا به الحلل، واسكنا به الظلل، وادفع به عنا النقم، وأسبغ علينا به النعم، يا ذا الجود والكرم.
أيها الإخوة، خير الكلام ما قل ودل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.