بعد مصاريف “ياميش” رمضان وعزائمه، يحل علينا عيد الفطر باسعار مرتفعة لملابس العيد ومستلزمات الكحك، ثم تأتي المدارس وما تتطلبه من حقائب وأدوات مكتبية بجانب دفع المصروفات وشراء الملابس والأحذية.. مواسم شرائية متعاقبة تربك ميزانية غالبية الشعب المصري، ولا يكون أمام رب الأسرة سوى الدعاء “يارب دبرها من عندك”.
خبرات مصرية
وكعادة المصريين دائما يبتكرون الجديد للخروج من الأزمات؛ فحاول عدد كبير منهم التغلب على مشكلة توفير ملابس المدارس لأبنائهم بأن تكون بعض ملابس العيد هي ذاتها ملابس المدرسة وذلك في بعض المدارس الحكومية التي لا تشترط زيا موحدا لطلابها وتحدد اللون فقط، أما توفير الزى المدرسي الموحد الذي تشترطه بعض المدارس فتحاول الأسر التغلب على هذا الأمر باستغلال موسم «الأوكازيون» والذي يتيح بعض التخفيضات على الملابس والأقمشة والأحذية.
وبالنسبة للمستلزمات الكتابية يلجأ عدد كبير من المصريين مع اقتراب العام الدراسي إلى منطقة «الفجالة» بوسط القاهرة والتي تعد المركز الرئيسي لبيع الحقائب والأدوات المكتبية والمدرسية، حيث تقدم مكتباتها ومحالها هذه المنتجات بسعر التكلفة وبأسعار تقل كثيرا عن الأسعار التي تحددها المكتبات في المناطق المختلفة بالقاهرة والمحافظات المصرية.
كما يفاضل المصريون دائما بين الاحتياجات الفعلية العاجلة خاصة تلك المتعلقة بالأبناء، والأعباء الضرورية التي ترهق الأسرة وبين ما يمكن الاستغناء عنه بشكل شبه كامل وتوفير نفقاته لبنود ذات أهمية قصوى، فيمكن مقاطعة الياميش أو الكعك أو تقليل الكمية قدر الإمكان، لكن لا يمكن الاستغناء عن مصاريف المدارس.
جهد تعاوني بين الأفراد
واستمرارا للإبداع المصري في تخطي الأزمات؛ يلجأ عدد كبير من الأسر لما يسمى “الجمعية”، وهي أن يتفق مجموعة من الأشخاص على دفع مبلغ شهري لمدة معينة ويقبض أحد المساهمين المبلغ الإجمالي نهاية كل شهر بالترتيب، ويتم عادة تنظيم دور الأشخاص المشتركين بالقرعة، أو حسب الحاجة، فيما لو وافق الجميع على ذلك، وقد يكون الواحد منهم مشتركاً في أكثر من جمعية.
وهي وسيلة فعالة لادخار مبالغ كبيرة، وعادة ما تشترك العائلة كلها في “جمعية واحدة”.. وتمتاز هذه الطريقة أنها تلزم العائلة على الادخار، وأحيانا يتشارك الجيران في جمعية ليس لشيء سوى لمساعدة بعض الأسر في الحصول على المبلغ كاملا في بداية الجمعية، خصوصا إذا لم يكن لدى هؤلاء الجيران أبناء بالمدارس أو ربما تكون ظروفهم أفضل.
وقديما كانت الجمعيات التعاونية الخاصة بالموظفين تمكنهم من شراء بعض حاجيات الأسرة عن طريق التقسيط المريح وعدم فقدان كامل الراتب الشهري في أمور تستخدم لأربعة أيام أو ثلاثة فقط.
دليلك للمواسم المتزامنة
ويقدم الخبيران الاقتصاديان حسام عايش و د. قاسم الحموري على موقع “ع. جو” حلول للتخفيف من الضغط المالي المتزايد في الفترة المقبلة:
وضع خطة:
لابد من البدء بتحضير خطة منذ بداية هذه المواسم، ويُفضّل أن تكون مكتوبة، حتى يتم احتساب الميزانية المتوفرة ومحاولة مواءمتها مع المتطلبات، وحتى إن كان لا بد من الاقتراض لأجل تغطية الالتزامات المادية فلا بد من وضع قائمة لضمان سداد المبلغ في مدة زمنية محددة ومن دون التأثير على ميزانية العائلة.
لا للبطاقات الائتمانية:
لابد من ترشيد استخدام البطاقات الائتمانية، بل ومحاولة الاستغناء عنها إن كان هنالك إمكانية؛ إذ كثيرا ما تمنح المتسوّق شعورا بالارتياح يدفعه لإنفاق مزيد من النقود، بعكس المبلغ الذي يملكه المشتري والذي يضطر للإنفاق منه وفق خطته.
التسوق عبر اللائحة:
التسوق عن طريق لائحة الشراء المحددة وليس عن طريق ردات الفعل (رؤية البضائع والشراء منها من دون تخطيط.
استباق المواسم:
التحضير لمشتريات الموسم قبل حلوله بمدة وبكميات معقولة؛ تحاشيا لرؤية البضائع والعروض التي تنهمر بلا هوادة وبأشكال وأنواع عدة عند حلول المناسبة . كما أن الشراء قبل مدة زمنية يضمن عدم الازدحام، وفيه تقليل لفرصة احتكار التاجر للسلعة وتحكّمه في الأسعار.
المقاطعة:
مقاطعة السلع التي يتمّ التلاعب في سعرها، والتي يكون سعرها مبالغا فيه من الأساس، والإبلاغ الفوري عن ذلك، كما على الحكومة مراقبة الأسعار.
الأسواق الشعبية والمؤسسات:
التوجه إلى الأسواق الشعبية التي تقيمها الحكومة للبضائع الرمضانية وللتجهيزات المدرسية، والتركيز أيضا على بضائع المؤسستين العسكرية والمدنية، والتي على الحكومة إيلائها اهتماما خاصا في المواسم الشرائية لتخفيف الضغط على المواطن.