كيف نخطط لمرحلة ما بعد الولادة؟
قالت “د. نوف السعدون” مثقفة حوامل. فترة النفاس يمكن التخطيط لها أثناء التسعة أشهر الخاصة بالحمل، حيث يكون انتهى الجزء الأصعب وهو الحمل والوضع وآلامهما وبدأ الجزء السهل، وهذا لا يمنع أن تواجه الأم بعض العقبات البسيطة بعد الولادة، هذه العقبات تحتاج أن تقوم الأم بتنظيم وترتيب مجموعة من الأولويات، مثل الحرص الدائم على قضاء أطول فترة ممكنة مع الطفل، وتخصيص مرحلة ما بعد الولادة لنقاهة الأم بعد فترة الحمل الطويلة بما تحتوية من آلام ومشاق وتغييرات هرمونية وجسمانية.
والإستفادة الصحية من فترة ما بعد الولادة يمكن أن تتحقق للأم من خلال التقليل من المخالطة الإجتماعية المُجهدة، وكذلك الحرص على التواجد مع الرضيع أطول فترة ممكنة، والتركيز على إستعادة صحتها وعافيتها.
هل ينبغي التركيز على الجانب الصحي أم النفسي للأم في فترة النفاس ؟
جميع النصائح والإرشادات المُعطاه للأم في فترة ما بعد الوضع تهدف إلى التركيز على التعافي من الجانبين الصحي والنفسي على حد سواء، فالتعافي الصحي من خلال الإرشاد براحة الأم وتغذيتها السليمة، بل يمتد حرصنا للمولود وصحته وتحقيق أكبر إستفادة غذائية له من الرضاعة الطبيعية، وهذا من الأمور المُركبة، حيث أن إجهاد الأم وعدم تعافيها يؤثر بالضرورة على صحة المولود وطبيعة الرضاعة الطبيعية المتحصل عليها، فالتعب الصحي المستمر مع الأم بعد الولادة قد يضطرها إلى عدم القدرة على متابعة الرضاعة الطبيعية للرضيع واللجوء إلى البدائل الصناعية.
وعلى الجانب الآخر، نهتم بالصحة النفسية للأم، والعمل على تعافيها نفسيًا من إكتئاب ما بعد الولادة، الأمر الذي يعود بالضرورة على الرضيع المولود، وإشباعه عاطفيًا.
ما أهمية عمليات التثقيف والإرشاد للأم في فترة النفاس ومتى تبدأ؟
وتابعت التثقيف والإرشاد بالأمور الصحية والنفسية وطبيعة الحمل والوضع وأعراضهما، وكذلك الإشترطات والبنود الواجب إتباعها بعد إتمام الوضع يبدأ منذ اليوم الأول لمعرفة حدوث الحمل. الأمر الذي يُلزم الأم بالتعرف والتثقُّف من خلال القراءة ومجموعات تدريب الحوامل بالمراكز المتخصصة وسؤال أصحاب التجارب الناجحة في الحمل والولادة.
ما هو الدور االصحي والنفسي للتغذية السليمة بعد الوضع؟
تلعب التغذية الصحية السليمة دورًا خطيرًا في تحسين حالة المرأة الجسمانية والنفسية في فترة النفاس، بل وأثناء شهور الحمل أيضًا. ويتحقق مفهوم التغذية السليمة من خلال تنوع العناصر الغذائية من خلال تنويع الأطعمة المحتوية عليها من الخضروات والفواكة والبقوليات والمصادر البروتينية الأقل ضررًا مثل الأسماك، ويجدر بالأم الإبتعاد قدر الإمكان خلال فترة النفاث عن المعجنات لتجنب الإنتفاخات وآلام المعدة والأمعاء.
هل شرب الماء يؤثر بالضرر على الأم خلال فترة النفاس؟
الماء مكون أساسي وضروري لجسم الإنسان في كل الأوقات، ومن بديع صنع الله تعالى أن الماء ليس له أضرار نهائيًا في أي وقت ولأي حالة، وعلى العكس الماء من أفضل العناصر التي تساعد على زيادة إدرار الحليب في ثدي الأم، هذا إلى جانب الفوائد الصحية الأخرى للماء على باقي أعضاء الجسم، الأمر الذي يدعونا إلى نصيحة الأم بشرب كميات كبيرة من الماء أثناء فترة النفاس.
كيف تُحقق الأم السلامة النفسية الداخلية بعد عملية الوضع؟
حريٌ بها الإبتعاد عن أي رسائل سلبية من الأشخاص المحيطين بها وعدم إلقاء البال لكلامهم السخيف. صحة الأم النفسية والجسمية أمر هام ويجب إستعادتهما بعد أشهر الحمل الطويلة، إلا أنه ينبغي الحذر من تحول هذا الأمر إلى هاجس ووسواس قهري ومصدر قلق وخوف نفسي يؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب، حيث أن إتباع النصائح الطبية والعلمية وتنفيذها في فترة النفاس كفيل بعودة الحالة الصحية والنفسية للأم بالكامل لما كانت عليه دون خوف أو قلق من هذا.
القلق الناتج عن الخوف من عودة المرأة إلى طبيعتها كما كانت قبل الحمل يؤدي بشكل أو بآخر إلى الإتجاه إلى كل ما هو خطأ وخطر على صحتها وصحة رضيعها. ومثالًا لا يُنصح بهذه الحميات الغذائية الشديدة بعد الولادة، فبعض النساء يُولد لديهم شعور غامر بالخوف والقلق من عدم قدرتهم على إنقاص وزنهم والعودة للوزن الأساسي قبل الحمل، فيتجهون إلى إتباع مجموعة من الحميات الغذائية القاسية، وهي الأشد والأخطر ضررًا في فترة النفاس على صحة الأم والرضيع الجسمية والنفسية. أما في حالة السيطرة على هذا الخوف والقلق فإنه وفي خلال ستة أشهر فقط ستعود كل الأمور إلى طبيعتها من حيث الوزن والبشرة والشعر وعمل الأعضاء الداخلية وكذلك الصحة النفسية بإذن الله.
ما مدى وعي السيدات لسلوكيات الحمل والنفاس؟
تشهد الفترة الأخيرة تطورًا مذهلًا في نمو الوعي النسائي لعملية الحمل والولادة بكل جوانبها ونواحيها، الأمر الذي زاد من إقبال ورغبة العديد من النساء على خوض تجربة الحمل والوضع، بعد أن كانت لديهم إنطباعات سيئة ونظرة متشائمة لا ترسم إلا صورة الآلام والأوجاع الناتجة عن الحمل والوضع، فتغير هذه النظرة السلبية لدى العديد من النساء يرجع إلى ما حققته جلسات التثقيف التي أفادتهم بأنه وبمجموعة بسيطة من الإرشادات الواجب إتباعها أثناء الحمل وعند الوضع وبعده سوف يستعيدن صحتهن ورشاقتهن ويتجنبن آلام الحمل والوضع بصورة كبيرة.
ما هو دور الزوج أثناء الحمل والوضع و في فترة النفاس؟
يُفترض بالزوج أن يكون أكبر داعم للأم في الفترات الثلاثة الحمل والوضع والنفاس، فتشجيعه لها ومساعدتها يزيد من ثقة الأم بنفسها ويُعد حائط الصد بينها وبين الآلام والمخاوف والتوترات. فعليه أن يُقدر في كل الأحوال حالتها النفسية المتدهورة طوال الفترة هذه، وأن يستوعب عدم قدرتها على التعامل بشكل طبيعي طوال الوقت نظرًا للتغيرات النفسية الناتجة عن التغيرات الهرمونية.
ومن النصائح للأم المقبلة على الولادة. أنتِ تقضين أجمل فترة في فترات حياتك، وقد أوشكت مراحل الألم على الإنتهاء، فاستمتعي واقضي أطول فترة مع المولود، واتبعي الإرشادات الطبية والنفسية، وستعود صحتك الجسمية والنفسية أحسن مما كانت عليه.