السادة خطباء المساجد الأفاضل؛ رجاء وليس أمرًا في خطبة غدًا الجمعة من فضلكم لا تحدثونا عن اقتراب شهر رمضان وفضائله، ولا عن فضل شهر رجب والنصف من شعبان، ولا عن الإسراء والمعراج، ولا عن إفشاء السلام.
من فضلكم تحدثوا عن حرمة احتكار السلع، وعن التراحم فيما بين الناس، وعن وجوب مراعاة المعسر في الدين الذي عليه، وعن أهمية التكافل الاجتماعي في هذه الأزمات، وعن مصير المحتكرين والفاسدين في ظل هذه الحروب العالمية.
حدثونا أن المعاملة من الدين، وأن الدين ليس صلاة وصياما وعبادات فقط، احكوا لنا عن فضل من يسامح. في حقه إذا كان ميسورة، وفضل من يدخل السرور إلى قلب إنسان يعاني الحرمان، وفضل من يطعم الجائع ويكفي حاجة المحتاج.
فالناس يعيشون أزمة معيشية صعبة، وتئن من قسوة العيش، وتبكي بصمت دون دموع، اعلموا أن من يجلس أمامكم ويسمع خطبتكم هم أناس سارحون مقهورون، بالهم مشغول في كيفية تأمين علبة حليب لأطفالهم، أو تسديد مصاريف الدراسة، أو دفع فواتير متراكمة، أو ديون متأخرة.
تكلموا، وتحدثوا، مرارا وتكرارا لعلهم ينصتون.
بقلم: داليا أمين.