عند توجيه رسالة إلى أختي الصغيرة والغالية على قلبي، أُودّ القول أنهُ مهما كانت طبيعة الإنسان فهو يحمل لإخوته الحب ويتمنى لهم الخير، وتلك فطرة فطر الله الناس عليها، فالإخوة دافع فطري للحب لم نختره ولم نتكلفه، ويظل الأمر كذلك حتى تتلوث الفطرة بما يدخل عليها من مصالح وبحث عن المنفعة وحب النفس والأنانية، ويبدأ الشقاق والخلاف يدب بين الأخوة.
ومن رحمة الله بنا أن يظل هذا الأمر استثنائيًا وتظل القاعدة تغلب الحب والعاطفة، ويظل قلب الأخ يرتجف هلعًا لو مس أخيه الضر، أو أصابه السوء، وتراه مستعدًا للتضحية والفداء والتعب لأجله، وهنا ولأننا نعزز كل ما يبني الفطرة السليمة ويحافظ على روابط المحبة والود فإننا نخط بأيدينا وبأقلام مدادها الحب والحرص على النفع رسائل من أخت كبيرة أو أخ كبير إلى الأخت الصغيرة التي تنزل منهما منزلة الابنة، فيحمل القلب لها كل الحب والعطف ويتمنى لها السعادة والراحة والنجاح.
إلى أختي الصغيرة
- أختي الصغيرة ريحانة دارنا وآخر الأفراد قدومًا، كم نحبك ونسعد بوجودك معنا، وكم تطيب مجالسنا بروحك اللطيفة المرحة، وكم نتنافس على إسعادك وتدليلك، ونسعى في منتهى الحب لتلبية كل ما تحتاجين، نحبك جدًا ونرى فيك امتداد طفولتنا وامتداد الصبا ونتمنى أن تكونين أوفر حظًا منا، أسعدك الله ووفقك إلى ما يحقق لك كل آمالك وأمنياتك، وأدامك لنا فرحة غالية في حياتنا.
- أختي الحبيبة التي تصغرني سناً وتنافسني ذكاءً وفطنة، أكتب إليك رسالة أودعها كل ما في القلب من الحب وأتمنى أن تصل إلى قلبك بنفس الحب، فتفهميها وتدركي جل معانيها: حبيبتي لا زلت في مقتبل الصبا والشباب تخطين أول خطواتك في صناعة مستقبلك، فكوني واعية بما يقوي عزيمتك وإرادتك، وتجنبي كل ما يوهن قوتك أو يشتت انتباهك وتفكيرك عن تحقيق أهدافك، إياك ورفاق السوء وتضييع الوقت واستعجال الحب والاستباق إليه، إياك ودخول دواماته والانبهار بأحاديثه وحكاياته وطرائفه، إياك يا حبيبتي تلبية نداءاته والاستجابة إلى دواعيه، فإن الحب حين يدعو مثلك يبدد طاقتها ويتعب روحها وينهك قلبها، دعيه لوقته، واتركيه حتى يطرق بابك وهو في أكمل وأفضل صوره.
- حبيبتي وصغيرتي التي لا أزال أذكر بكائها وهي طفلة رضيعة، ولا زلت أذكر فرحتي وانبهاري حين سمعت لأول مرة كلماتها المتلعثمة الصغيرة، وحين بدأت تخطو أولى خطواتها وتتعثر، وتمسك بيدي لتنهض وتكمل مسيرتها، حبيبتي الغالية أطمع أنك كما كنت من قبل تمسكين بيدي وتهتدين بي لتقاومي تعثرك أن تسمعي نصيحتي وتعيها وتتعاطيها بمنطق الحب والخوف عليك والحرص على مصلحتك، فلا تعرضي عنها ولا تتجاهليها، أما نصيحتي لك فهي متعلقة بمستقبلك ورحلة دراستك وصناعة ملامح غدك، أوصيك يا غاليتي أن تعطي وقتك ومجهودك وكل قناعاتك وثقتك لحلمك، لا تنظري ورائك ولا حولك، فقط اجعلي ناظريك متجهين إلى حيث يكون حلمك، إلى النجاح الباهر في دراستك إلى انتزاع مكانتك بين المتميزين والناجحين والمتفوقين، اتعبي واجتهدي اليوم لتصبحي حرة في الغد، ولتصبح لديك صلاحيات اتخاذ القرار ولك حق الاختيار في كل ما يتعلق بك، لا تركني للكسل واللهو فتفقدي أروع ما ينتظرك.
- لحبيبتي الصغيرة، وشقيقتي الغالية كل الحب والود والدعوات الصادقة الملحة أن يوفقها الله عز وجل إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يمن عليها بكل ما تسعى إليه وتتمناه، وأن يجعلها من أوفر الناس حظًا وأوسعهم رزقًا، وأجملهم خلقًا.
- حبيبتي أختي الصغيرة بيني وبينك أعوام وأعوام جعلت مني أمًا ثانية لك، بكل الحب والرضا التقيك، وبكل اللهفة اسأل عنك وأتتبع تفاصيل حياتك، وأمنحك كل مقاليد الثقة بنفسك، وأبشرك دائمًا بما يسر قلبك ويفرحك، أنا أختك الكبرى وأمك ومستودع أسرارك، دمت بخير مدللتي.