الساعة هي الثالثة والنصف من بعد منتصف الليل، أنهيت للتو الكابوس الخامس عشر من سلسلة الكوابيس المرعبة التي تداهمني كل ليلة والتي كان أقلها رعبا أن أكون حكما لمباراة الاتحاد والأهلي المقبلة! يا رب سترك – ولأن الله غفور رحيم فلم تطل مدة الكابوس السابق كثيرا عندما استيقظت من النوم مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم بعدما أعلن هاتفي الجوال عن استقباله لرسالة نصية!.
لاحظوا أن الساعة هي الثانية والنصف صباحا! وبنصف عين مفتوحة وأخرى كانت كمية النوم أقوى من أن تفتحها، حاولت يدي عابثة البحث عن جوالي الذي يصبح في مثل تلك الظروف أبعد من أي شيء آخر! كان سؤالي الأول آنذاك – أي صديق هذا الذي لم يتذكر أنه يكّن لي الكثير من المشاعر النبيلة إلا في الساعة الثانية من بعد منتصف الليل؟! حتى ديك الجيران لم يبدأ نشاطاته الصباحية بعد! وقبل أن أفتح الرسالة فقد أصدرت قرارا داخليا وبالإجماع يقضي بحذف هذا الصديق أيا كان مركزه الاجتماعي من قائمة الأسماء بتهمة التهور ومحاولة تدمير الساعة البيولوجية للعبد الفقير إلى عفو ربه!.
ويبدو أنني استعجلت كثيرا فقد كانت الرسالة بالنص التالي «لا تفوتوا الفرصة – تخفيضات تصل لـ 70 % – زورونا تجدوا ما يسركم – مع تحيات مركز… التجاري». ولا أظنني بحاجة لأن أشرح لكم كمية السعادة التي غمرتني بعد قراءتي لتلك الرسالة حتى كدت أقفز من سريري إلى ذلك السوق مباشرة للحاق بالتخفيضات هناك على ركن الملابس التي صممت بعناية لتناسب ذوق سكان كوكب «زحل»!
أما كان من الواجب أن ينتظر مركز التسوق ذاك حتى ساعات الصباح الأولى ليخبرني أن لديهم كمية كبيرة من المواد الغذائية التي قارب تاريخ صلاحيتها على الانتهاء وأنهم يريدون تصريفها بأسرع وقت ممكن! للحديث بقية بعد غد.
بقلم: ماجد بن رائف
وهنا نظرة على المقترحات..