لأسباب صحية، أو عند اقتراب مناسبة اجتماعية، وربما قبل خوض البطولات الرياضية يجد الكثيرون أنفسهم مضطرون لفقدان عدة كيلو جرامات من وزنهم فيلجأوا إلى ما يسمى بحمية أو رجيم الطوارئ أو الحمية السحرية.
ما أسباب عدم نجاح الحميات الغذائية؟
تقول أخصائية التغذية “عائشة صقر” السبب الرئيسي لعدم نجاح الحميات الغذائية هو الاستمرارية، حيث أن البعض يكون لديه همه، وإرادة زائدة في بداية الحمية الغذائية ثم تقل تدريجيا حتى تنعدم، العامل الآخر هو اختيار حميات غير مناسبة، حيث أن وسائل التواصل مليئة بالحميات الغذائية، وبالتالي فاختيار حمية غير مناسبة تؤدي إلى عدم نجاح هذه الحمية.
ما المقصود بحمية الطوارئ، أو الحمية السحرية؟
رجيم الطوارئ مصطلح غير موجود في المصطلحات الغذائية أو العلمية البحتة، لكن الميديا، ووسائل الإعلان تلجأ إلى عمل دعاية لبعض الحميات الخاصة، وبالتالي يعتبر أن الحمية التي تعطي نتائج سريعة جدا في حالة طارئة هي حمية طوارئ كالأشخاص المقبلين على إجراء عمليات جراحية، ويريدون خسارة جزء من وزنهم، أو العروس التي ترغب في فقدان وزنها قبل الزفاف كل هذه الأشياء حميات طوارئ.
لكن من الناحية الموضوعية مصطلح رجيم الطوارئ غير متعارف عليه في الأوساط العلمية كما هو متعارف عليه في الأوساط العامة.
هل رجيم الطوارئ من الحميات اللائقة صحياً؟
يعتمد ذلك على الغرض من هذه الحمية، فحميات الطوارئ التي تعطى نتائج سريعة لا تعتمد على إعطاء أغذية متوازنة تشتمل على جميع المكونات الغذائية (النشويات، البروتينات، الدهون) بل تعتمد على حذف مكون، أو أكثر من هذه المكونات فتكون غير صحية على المدى البعيد.
نلاحظ عادة بعض الحميات في المواقع تحذر بعدم استمرارية الحمية لأكثر من ٣ أو ٧ أيام، وبالتالي فهي غير صحية؛ لأنه يتم حذف مكون على حساب مكون آخر.
على سبيل المثال: يتم رفع نسبة البروتين، وخفض نسبة النشويات إلى درجة الصفر، وبالتالي لا يُنصح بالاستمرار عليها لفترة طويلة.
الاستعانة بمثل هذه الحميات وارد طبياً في حالة المريض الذي يحتاج إلى عملية جراحية طارئة، ويحتاج من أسبوع إلى ٤٠ يوم لفقد جزء من وزنه على الأقل ٥، أو ٧ كيلو جرامات، نلجأ في هذه الحالة إلى اتباع رجيم الطوارئ ، ولكن بالنسبة للأشخاص الأصحاء لا ننصح بحمية الطوارئ حتى لا يعود إلى وزنه مرة أخرى بعد فقدانه.
ما خطورة رجيم الطوارئ ؟
هذه الحمية يتم تطبيقها على بعض الأشخاص في حين نستثني آخرين، هذه الحمية تعتمد على حذف مجموعة من النشويات من النظام مثل: الخبز، الأرز، والمكرونة، أو إزالة السكريات بوجه عام، لكن نعلم أن السكريات هي المصدر الأول للطاقة، وبالتالي عمليات الأيض ، والهضم تعتمد على السكريات بشكل أساسي.
أي أن المصدر الأول للطاقة هو النشويات يليه الدهون، وتليهم البروتينات، وحذف البروتينات يؤدي إلى استنفاذ الكتلة العضلية، وهنا تحدث مشكلة؛ لأن نزول الجسم سيكون من كتلة العضلات، ليس من كتلة الدهون، أو السكريات، والغرض من الحمية هو نزول الدهون مع الحفاظ على العضلات، ومن الممكن نزول العضلات، ولكن هذا النزول سيتلاشى عن طريق ممارسة التمارين الرياضية المرافقة للنظام الغذائي.
وهذا هو السبب في الابتعاد عن الحميات السحرية أو رجيم الطوارئ ؛ لأن الجسم لا يفقد دهون بل يفقد ماء، أو عضلات، وهذا نزول غير صحي.
ما هي الحميات الأكثر فائدة؟
هناك حميات متعددة كحمية الماء، وحمية الصيام… إلخ
عندما نتحدث عن حمية الماء فهناك نوعان:
1) حمية الماء فقط.
2) حمية الماء، والسوائل.
حمية الماء تعتمد فقط على الماء، بينما حمية الماء، والسوائل تعتمد على إدخال سوائل أخرى مع الماء كالعصائر، والحليب.
حمية الماء تعتبر نوع من أنواع التعذيب؛ لأنه من الصعب الحرمان من كل المكونات الغذائية، ولكن يمكن استغلال الماء خلال الحميات الأخرى عن طريق تناول من ٢ إلى ٣ لتر ماء يومياً طبقا للتوصيات التي جاءت بها WHO.
(منظمة الأغذية العالمية) التي توصي برفع نسبة الماء خلال اليوم من ٢ إلى ٤ لتر ماء، ويتم ذلك عن طريق تناول كوبان من الماء قبل كل وجبة، ٤ أكواب بين الوجبات (كوب بعد الاستيقاظ من النوم، وكوب قبل النوم، وكوبان على مدار اليوم).
تُستخدم حمية الماء، والسوائل بصورة طبيعية في الحياة اليومية مثل: عمليات الأمعاء، وقص المعدة، نلجأ إليها اضطراريا، ويمكن استخدام هذه الحمية لكن مع إعطاء بروتينات مدعمة [تحتوي على نسبة بروتينات، ونشويات، وحد أدنى من الفيتامينات].
ما المقصود بحمية الصنف الواحد ؟
المبدأ في هذه الحمية هو إعطاء صنف واحد بتركيز عالي، لكن عند إعطاء تركيز عالي من أي مكون غذائي فإن الجسم يأخذ احتياجاته منها، والباقي يُركن، وهي لا تناسب بعض الأشخاص.
ما وجه الارتباط بين نجاح الحمية الغذائية وطول مدة هذه الحمية؟
يتم ذلك من خلال إعطاء كمية قليلة من النشويات، وبروتين أعلى من الطبيعي لمدة أسبوعين، وبعد مرور أسبوعين يتم إعطاء الحمية المعتدلة (تحتوي على جميع المكونات الغذائية)، وبالتالي يقوم الجسم بتعويض المكونات المفقودة فيستمر الجسم بالنزول بدون حرمان؛ لأن أسوأ حلول التخسيس للجسم هو منع مكون من المكونات الغذائية.
إذن الفن في التعامل مع الحمية الغذائية هو التقليل من المكونات الغذائية، وليس منعها.
ويُفضل المتابعة مع الطبيب عند البدء في حمية غذائية، لكن هناك بعض الأشخاص لا يستطيعون ذلك سواء من الناحية المادية، أو من ناحية الوقت، لذلك يتم وضع قوانين لهؤلاء الأشخاص بالابتعاد عن الحميات التي تستثني مكون من المكونات الغذائية، أو الحميات التي تعطي تركيزات عالية من مكون معين، أي لابد من التنوع، والاعتدال، والاستمرارية.
ما أضرار استخدام العقاقير الطبية في سرعة التخسيس؟
هناك بعض الحميات الغذائية التي تستلزم تناول العقاقير، لكن هناك بعض التحذيرات من استخدام الأدوية لما تسببه من أضرار مثل: الصداع، سرعة ضربات القلب، الأرق، الإمساك، أو الإسهال.
أدوية التخسيس غير ضرورية بل اختيارية فهي ليست أدوية ضغط، أو سكر، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
ما الحميات المناسبة لمرضى دهون الكبد، والكلى؟
بالنسبة للسمنة لدى الرجال، والنساء، تتركز في منطقة البطن، وبالتالي يوجد ارتفاع في نسبة الدهون على الكبد، أو الكلى، وتكون بدرجات، وفي حالة تأثيرها على انزيمات الكبد فهي تستدعي العلاج.
بالنسبة لهؤلاء الأشخاص ننصحهم بتقليل النشويات طالما أن وظائف الكلى غير متأثرة بذلك، ممارسة تمارين البطن؛ لأن أغلب الأشخاص الذين يعانون من السمنة في منطقة البطن تكون نتيجة ارتخاء عضلات لذلك يُنصح بالجلوس بشكل قائم (مستقيم)، والإكثار من شرب الماء.
ما هي أسباب عدم الاستمرار في حمية معينة؟
عدم الاستمرارية ناتج عن عدم اختيار الحمية المناسبة للشخص، وعدم وجود إرادة لدى الشخص.
الحالة النفسية أيضا تؤثر على الشخص لأن هناك أشخاص يتناولون الطعام في جميع حالاتهم (الحزن، الفرح، العصبية)، كذلك يجب مرافقة الأشخاص الراغبون في عمل نظام غذائي للتشجيع؛ لأن محيط الشخص يساعده على الالتزام في الحمية الغذائية.
أوضحت خبيرة التغذية “عائشة صقر”، أنه ليس كل حالات السمنة، أو زيادة الوزن يكون سببها الطعام قد يكون السبب في ذلك: أمراض الغدة الدرقية، الأمراض التي لها علاقة بالهرمونات، أو بعض الأدوية التي تساعد على فتح الشهية مثل: حبوب منع الحمل، والكورتيزون. لذلك يجب مراجعة الطبيب أولا للتأكد من الحالة الصحية للمريض.
عروس طولها ١٥٨ سنتيمترات، ووزنها ٨٠ كيلو جرام تريد التخلص من أكبر قدر من وزنها قبل الزفاف تقوم بإتباع النظام الآتي:
وجبة الإفطار: قطعة توست، أو ما يعادل قطعة الصمون، أو الخبز الأسمر مع بيضة، أو ملعقتين من اللبنة، أو الفول، أو الحمص.
هناك بعض الأشخاص لا يرغبون في وجبة الإفطار يمكن استبدالها بكوب من الحليب، أو ثمرة فاكهة، لكن يجب التنبيه على أهمية وجبة الإفطار في خسارة الوزن.
وجبة الغداء: يتم تناول اللحم، أو الدجاج، أو السمك، أو الأجبان قليلة الدسم مع الخضار (سلطة خضراء، أو خضار مطبوخ) لكن يتم استثناء الخضروات المليئة بالنشويات، والسكريات مثل: البطاطس، الجزر، الذرة، البازلاء، العدس، والشوفان، وعدم تناول الأرز، والمكرونة.
وجبة العشاء: يمكن تناول وجبة مشابهة لوجبة الإفطار.
ما الحميات الغذائية التي تستغرق وقت، ولكنها تحصد نتائج جيدة ؟
هناك حميات غذائية التي تستغرق وقت طويل، ولكن تحصد نتائج جيدة، والتي تتم تحت إشراف أخصائي تغذية وتتم كالتالي:
أول أسبوعين يتم الحرمان من البروتينات، ثاني أسبوعين يتم إدخال النشويات بكميات معتدلة، وثالث أسبوعين ننتقل إلى حميات أخرى كحمية الديتوكس، والتي تحتوي على كمية كبيرة من الفاكهة، والخضروات خاصة الخضروات ذات اللون الداكن: الخضراء، الحمراء، وهذه من الحميات التي تعطي نتائج جيدة لكن لفترة قصيرة ثم العودة إلى نظام الطعام المعتاد لكن بكميات محدودة.
هل يمكن لطفلة عُمرها ١٠ سنوات اتباع حمية غذائية ؟ وكيف يتم ذلك ؟
نعم، الرجيم ليس له عُمر محدد، فالحمية أو الرجيم هو اتباع نظام صحي مناسب لحالة الشخص سواء لزيادة الوزن، أو إنقاصه، أو حمية لأمراض معينة كالضغط، والسكر.
بالنسبة للرياضيين يجب معرفة نوع الرياضة التي يمارسها هل هي لإنقاص الوزن، أم لإنزال عضلات. في هذه الحالة يمكن اتباع حمية الحليب والتمر لمدة ٣ أيام، أو الاعتماد على بعض أنواع البروتينات (مكملات غذائية) الخالية من الهرمونات.
وعن وجود حميات خاصة بمناطق معينة من الجسم، فقالت “د. عائشة”، بشكل عام لا توجد دهون في منطقة معينة إلا بوجود دهون في الجسم بأكمله، لذا يتم العمل على تخسيس الجسم كامل ثم العمل على منطقة معينة.
هناك بعض العوامل التي تساعد على ذلك:
دهون منطقة البطن: يجب الابتعاد عن النشويات.
دهون منطقة الزنود: ممارسة التمارين الرياضية، فمع التطور الحديث أصبح من السهل إجراء التمارين الرياضية (رفع الأثقال).
ما أسباب فشل النظام الغذائي على الرغم من قلة كميات الطعام المتناولة ؟
هناك بعض الحالات التي لا يمكنها اتباع حمية غذائية، بل نلجأ إلى الجراحة مثل: مريض السكر الذي لديه عدم انتظام في السكر، ويعاني من زيادة الوزن، في هذه الحالة نلجأ إلى عمليات تحويل مسار، والتي تساعد على تنظيم السكر، والمعدة.
وعن الحمية المناسبة لمرضى القلب الذين يعانون من زيادة الوزن، وضعف عضلة القلب، فقالت، معظم حالات القلب مترافق معها خلل في ضغط الدم، لذا يجب إتباع حمية داش Dash (حمية تقليل، أو إيقاف ارتفاع معدل ضغط الدم)، وتعتمد على نسبة ألياف ونشويات عالية في الخضروات، والفاكهة، وتقليل الدهون بقدر الإمكان، وإعطاء دهون بكميات بسيطة.
وبالنسبة للسيدات المتزوجات، هناك بعض النصائح التي توجه لهن للحفاظ على أوزانهم، فلابد من تحديد وقت لممارسة الرياضة، وأخذ فترة مناسبة بين الحمل، والحمل الذي يليه؛ حتى يأخذ الجسم الراحة الكافية، ويتمكن من خسارة بعض الوزن حتى لا يتراكم.
ما مدى مصداقية مراكز التخسيس التي تعتمد على الأعشاب ؟
جزء كبير من هذه المراكز تجارية للدعاية فقط، لكن ننصح بالتوجه إلى متخصصين؛ لأن مجال التخسيس أصبح مفتوح للجميع، وانتشرت بكثرة أساليب الدعاية، والغش.
أشارت خبيرة التغذية أيضاً إلى أهمية اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الألياف حتى تتحرك الأمعاء بشكل دائم، وتعطي شعور بالشبع.
وهناك مؤشرات تدل على فعالية النظام المُتبع فالرجيم الصحي يُشعر الفرد بالخفة، والراحة، وانتظام النفس، وعدم وجود إعياء، أو شحوب في الوجه.
ما العلاقة بين اضطراب الغدة الدرقية، وصعوبة خسارة الوزن ؟
الأشخاص المصابون بقلة إفرازات الغدة الدرقية يؤثر على معدل الحرق، وبالتالي يقل معدل نزول الجسم، مريض الغدة الدرقية يكون لديه نقص في الحديد، وفيتامين د، كل هذه العوامل تساعد على تقليل معدل الحرق لذلك لابد من تناول أدوية الغدة، وإجراء فحوصات الهيموجلوبين، ومخزون الحديد في الجسم.
وعن النصائح بالنسبة للراغبين في الحميات السريعة، فأشارت “د. صقر”، بأنهً يجب الابتعاد عنها بقدر الإمكان، وعدم اللجوء إليها إلا في الحالات الطارئة كإجراء عمليات جراحية، لأن هناك حالات تعود إلى وزنها الطبيعي بعد فترة من اتباع هذه الحمية.